هل يقامر نتنياهو على فوز ميت رومني؟
نيويورك، القدس، لندن – – نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الجمعة تقريرا شارك في اعداده اثنان من مراسليها، توم مكارثي من نيويورك وهارييت شيروود من القدس، عن ظاهرة استخدام حملة المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ميت رومني في اعلاناتها مقتطفات من تصريحات لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما اعتبره الديموقراطيون تدخلاً من جانب نتنياهو في الانتخابات. ويظهر نتنياهو في تلك الاعلانات وهو يهاجم موقف الرئيس باراك اوباما تجاه ايران. وهنا نص التقرير:
"ربما كان بنيامين نتانياهو يراهن بشدة على ميت رومني، ورد الفعل السلبي قد يكون مدمرا لاسرائيل.
ان الدعاية السياسية التلفزيونية التي ظهر فيها بنيامين نتانياهو وشعار "العالم بحاجة الى قوة اميركا وليس الى اعتذارات" من المرجح ان يغذيا المزاعم بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي يتدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية لدعم المرشح الجمهوري ميت رومني.
ويأتي ذلك ليزيد من القلق من ان نتانياهو قد افرط في تقدير دوره في عروض للدفء والحماسة لرومني بينما يتنامى العداء في علاقته مع باراك اوباما. ويقول البعض ان نتانياهو يراهن بقوة على فوز رومني في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) وأنه اذا اعيد انتخاب أوباما، فان ردة الفعل المحتملة قد تكون مدمرة ليس فقط بالنسبة الى رئيس الوزراء وانما لاسرائيل نفسها.
وقال الناطق بلسان نتانياهو، مارك ريغيف، ان الدعاية لم "تنسق معنا، ولم يتم التشاور معنا ولم يطلب احد منا الاذن". وفي مقابلة مع "جيروزاليم بوست" الاسبوع الماضي، رفض نتانياهو الاتهامات بالتدخل في الانتخابات، قائلا ان "ليس لها اساس اطلاقا".
ولكن بحسب ما كتبه يوسي فيرتير في "هآرتس" اخيرا، فان مسؤولين اميركيين اوصلوا الى "مسؤول اسرائيلي رفيع جدا" أنه "في رأي الادارة الديمقراطية، ينظر الى نتانياهو على أنه يقود الحملة بالنيابة عن ميت رومني". وبالنسبة الى الرئيس ومساعديه، فان تصرفات رئيس الوزراء الاسرائيلي تبدو "كتدخل فظ ومبتذل وغير منضبط في حملة الانتخابات الاميركية".
ووصف جو كلاين من مجلة "تايم" سلوك نتانياهو الاخير بأنه "محاولة غير مسبوقة من جانب حليف مفترض لأميركا للتأثير على الحملة الرئاسية الاميركية".
وقال محرر "ذي نيويوركر" ديفيد ريميك ان نتانياهو بدا "مصمما اكثر من اي وقت مضى على تنفير رئيس الولايات المتحدة وعلى جعل نفسه، كحليف لحملة ميت رومني، عاملا في انتخابات 2012".
وجاء نفي نتانياهو القاطع للتدخل في اعقاب تسريب من جانب مسؤولين اسرائيليين بأن أوباما رفض الاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارته الى الولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الحالي. ونفى مسؤولون اميركيون ان يكون ذلك رفضا متعمدا. ويعتقد بعض المراقبين ان القصة زرعت من جانب مساعدي نتانياهو لعرض الرئيس بصورة سيئة لصده لزعيم دولة من اقرب حلفاء اميركا.
وبدا أن غضب الزعيم الاسرائيلي من اوباما قد وصل الى مستوى جديد بعد محاولته الفاشلة لاستخدام الانتخابات الاميركية لحمل الرئيس على وضع "خطوط حمراء" تقوم اميركا بعدها بتحرك عسكري ضد برنامج ايران النووي. وفي مؤتمر صحافي- اقتبست منه صور للدعاية التلفزيونية- قال نتانياهو انه بدون خطوط حمراء، لا يمكن ان يكون هناك ضوء احمر مفروض اميركيا على تحرك عسكري.
وعلى النقيض من ذلك، فان رومني اشار الى ان ادارة بقيادته ستتخذ موقف اكثر صقورية. ولمح كبير مساعديه، دان سينور، الى ان رومني كرئيس سيؤيد ضربة عسكرية اسرائيلية احادية الجانب على ايران.
وفي تموز (يوليو)، رحب نتانياهو برومني في اسرائيل برفقة داعمه المالي الرئيسي شيلدون اديلسون، الذي يعتبر ايضا داعما قويا لرئيس الوزراء الاسرائيلي. ويملك شيلدون الملياردير صحيفة "اسرائيل هيوم" (اسرائيل اليوم) المجانية التي تؤيد دائما نتانياهو وحكومته الائتلافية اليمينية.
وهناك اقلية من الناخبين اليهود، من رقم واحد، يقول افرادها ان السياسة تجاه اسرائيل هي اهم عامل في تقرير اصواتهم.
ويتفوق الرئيس اوباما علىرومني في ولاية فلوريد وفقا لمعظم الاستطلاعات. وقد استطلاع لمحطة "فوكس" هذا الاسبوع تفوقه بـ49 نقطة مقابل 44.
ووقال رومني خلال زيارته لاسرائيل: "سأعامل اسرائيل على اساس ما هي ، اي كصديق وحليف...لا استطيع ان اتخيل الذهاب الى الامم المتحدة، كما فعل اوباما، وانتقاد اسرائيل امام العالم. انك لا تنتقد حلفاءك علنا لتكتسب تصفيق اعدائك. اذا كانت هناك مجالات نختلف فيها، فسأثيربتلك الخلافات في احاديث خاصة وليس في منتديات عامة".
ويبدو ايضا ان رومني ونتنياهو لهما نظرة مشتركة تجاه الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني، وهي نظرة تقضي بابقاء الوضع الحالي على حاله بدلا من التقدم نحو دولة مستقلة للشعب الفلسطيني. وقال المرشح الجمهوري في تصريحات صورت سراً في ايار (مايو) الماضي ونشرت هذا الاسبوع (مشيرا الى الصراع الاسرائيلي -الفلسطيني): "هذا سيظل مشكلة غير محلولة... سنعيش معها نوعا ما". ويعكس هذا الموقف مقاربة نتنياهو نحو ما يسمى عملية السلام منذ انتخابه في 2009.
ويعود الوئام بين السياسيان اليمنيان الى سبعينات القرن الماضي عندما عملا كلاهما لمجموعة بوسطن الاستشارية (بوسطن كونسلتنغ غروب)".