الكشف عن مخطط صهيوني للسيطرة على الحرم الابراهيمي
ذكرت وكالة معا الاخبارية الفلسطينية أنها حصلت على نسخ من خرائط تؤكد أن الاحتلال الصهيوني يخطط للسيطرة على الحرم الابراهيمي والبلدة القديمة في الخليل بشكل عام، من خلال تغيير سيجريه عند مدخل الحرم الابراهيمي، وحاجز يسميه الاحتلال "160" المؤدي الى حارتي جابر والسلايمة.
وأوضحت "معا" أن سلطات الاحتلال اتخذت منذ سيطرتها على المدينة بعد حرب حزيران عام 1967، سلسلة اجراءات أدت الى "تقسيم" الحرم بين المسلمين واليهود، وهي تسعى بهذا المخطط الجديد الى السيطرة على اجزاء أخرى من الحرم، وهذه المرة بذريعة المشهد الحضاري.
والحقيقة أنها بذلك تحاول محو الآثار الإسلامية والعربية في البلدة، ومحاولة فرض رموز يهودية في محاولة لإقناع العالم ان ذلك لصالح المشهد، ليصبح أكثر حضاريا امام السياح وأعين الصحافة.
من جانبه، قال المحامي توفيق جحشن محامي لجنة إعمار الخليل: إن الخرائط أظهرت نية الاحتلال انشاء أربعة غرف امام الحرم الابراهيمي، تبعد فقط ميترا واحد عن مدخل الحرم، وبهذا يستولي الاحتلال على اجزاء اخرى من الحرم لصالح المستوطنين، بذريعة اقامة صلواتهم التلمودية وحمايتهم الامنية، على الرغم من وجود 14 نقطة مراقبة في مساحة 300 متر مربع.
وأضاف جحشن: "اذن ليس هنالك حاجة لهذه الغرف بوجود كل هذا الكاميرات موضحا ان الموضوع ليس له علاقة بالأمن!!".
وأضاف جحشن أنه سيتم استخدام هذه الغرف المغلقة لتفتيش المواطنين واعتقالهم بعيدا عن اعين المواطنين وكاميرات الصحافة، ما يتيح لقوات الاحتلال الاستفراد والتنكيل بهم ونقلهم الى جهات غير معلومة في حالات الاعتقال، مشيرا إلى ان على حاجز الحرم تم اعدام الطفلة دانيا رشيد واعتقال العديد من الفتيات بزعم الطعن.
وأوضح المحامي جحشن ان الحاجز الاخر المسمى بحاجز "160" حيث اعدم الاحتلال الفتى مهدي المحتسب، ومحاولة اعدام الطفلة ياسمين الزرو، تخطط سلطات الاحتلال الى تحويله بحسب الخرائط الى معبر لا يسمح للمواطنين بالمرور الا من خلاله وبشكل فردي، كما سيضم الحاجز اراض قريبة للمواطنين استولى عليها الاحتلال بشكل تعسفي من أجل توسعة الحاجز ليصبح معبرا ضخما.
وتوضح المعلومات أنه وفي حال إقرار المشروع المذكور، فإن ذلك يعني ضياع التراث التاريخي وضرب النسيج الاجتماعي معا، وهو ما يتخوف منه مواطنو البلدة القديمة بالخليل.
وفي ذات السياق، قال وسام ابو رميلة أحد سكان البلدة القديمة، انه يرى تحول الحاجز الى معبر ما هو الا حصار يضاف الى حصار اكبر، وتضيق على المواطنين وزيادة اعتداءات المستوطنين عليهم والتفرد بهم بعيدا عن الصحافة والاعلام.
من جانبه، قال محمد عارف الرجبي وهو يقطن في البلدة القديمة منذ 1975: "نحن نتخوف من ان يُطبق علينا ما فُرض على سكان شارع الشهداء الذين مزيهم الاحتلال بأرقام خُتمت على هوياتهم في الوقت الذي لا يسمح لغير الساكنين بدخول الشارع، بل راح الاحتلال الى فرض إجراءات قمعية ومهينة عند المرور على هذه الحواجز من خلال تفتيشهم وتعطيلهم لفترات طويلة كون الحاجز يسمح بمرور فرد واحد، وسيرا على الأقدام فقط".
وقالت لجنة الاعمار ممثلة بمديرها عماد حمدان، "ان محامينا سيقوم برفع قضية لمحكمة الاحتلال لوقف المخطط، بناء على توكيل حصل عليه من مواطنو البلدة القديمة بالخليل.
وأفاد حمدان: "نحن بدورنا وفور تسلمنا توكيلا من المواطنين قمنا بمخاطبة الجهات القضائية لدولة الاحتلال ومنهم المستشار القانوني، اعتراضا على هذا الحاجز، لكن تم رفض الاعتراض وبعد ذلك قدمنا التماسا وامرا احترازيا على عدم تنفيذ هذا الامر، الا ان حصلنا على إجابة بعدم تنفيذه لعدة أيام فقط.
وأوضح الارتباط العسكري الفلسطيني، أنه يتابع الموضوع عن كثب وعلى ارض الواقع بعد ان سلمتهم سلطات الاحتلال اوامرا عسكرية بالمخطط الجديد.
وعقّب العقيد محمد العطيوي مدير الارتباط العسكري بالخليل: ان الاحتلال مستمتع بإصدار القرارات كل يوم، واخرها امر بإعادة تأهيل الحاجز العسكري رقم "160" على مدخل حارة السلايمة والذي سيتحول الى معبر بمعنى وجود غرف للتفتيش، بهدف تخفيف احتكاك الجنود بالمواطنين على حد زعمهم.
وأوضح العطيوي أن الأمر الثاني الذي ستقوم به سلطات الاحتلال، اقامة غرف تفتيش للمصلين اليهود القادمين للحرم بعيدا عن أعين مواطني البلدة، بذريعة الحماية الامنية.
وتابع: "في حال أصر الاحتلال على تنفيذ المخطط ان يكون هناك مجالا على الاقل السماح بإدخال سيارات الاسعاف وعربات المواطنين والمقعدين وهم بانتظار الرد على طلبهم بهذا الخصوص".
واعتبر العطيوي أن هذا القرار اذا ما نفذ فعليا على ارض الواقع، يعني فصل قلب البلدة القديمة والمنطقة الجنوبية عن باقي مناطق الخليل، والتهجير غير المباشر للسكان الفلسطينيين، وذلك بزيادة عمليات التفتيش والتضيق والتنكيل والمداهمات الليلية وبالتالي تصبح البلدة القديمة بالخليل منطقة عسكرية مغلقة، فقط وحدها سلطات الاحتلال تسيطر عليها بشكل كامل".
ــــــــــــــــــــــــــــ