الاعلان عن يوم عالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 48
القدس 18-1-2016
في خطوة غير مسبوقة في تاريخ نضال الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني المحتل منذ عام 1948م، أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في جلسة، عُقدت، مساء أمس الأحد، في خيمة مناهضة حظر الحركة الاسلامية، في مدينة أم الفحم؛ عن إطلاق "اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل"، في 30 يناير/كانون ثان الحالي.
وشارك في الجلسة أعضاء المجلس المركزي للجنة المتابعة وممثلين عن مختلف الأحزاب والتيارات السياسية في الداخل الفلسطيني، بحضور جماهيري من قرى ومدن الداخل.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني محمد بركة، في بداية الجلسة، إن إطلاق هذه الحملة، يأتي على خلفية خطوات الحكومة "الاسرائيلية" غير المسبوقة بحظر الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني، والتحريض اليومي الذي تمارسه ضد الفلسطينيين في الداخل وسياساتها المعادية لهم.
وأضاف: خطوات الحكومة "الاسرائيلية" تدل على أنها أعلنت حرب شاملة على الجماهير العربية، وقد قررنا الخروج بهذه المبادرة غير المسبوقة لطرح قضايانا أمام المجتمع الدولي بما يتعلق بسياسة “اسرائيل” العنصرية ضدنا، ونزع القناع عن وجهها العنصري ومحاولة ظهورها كدولة ديمقراطية”.
وأكد بركة في كلمته على أن سياسة “الأبارتهايد” التي تمارسها “اسرائيل” لا تقتصر على المناطق المحتلة عام 1967، فحسب، بل كذلك في الداخل الفلسطيني، مشيرا إلى أنه سيتم التركيز في هذا اليوم العالمي على قضايا العنصرية والملاحقة السياسية.
وأوضح رئيس لجنة المتابعة أن هذا اليوم سيشمل ندوات ومظاهرات في مدينة شفاعمرو في الداخل، وفي مدينة رام الله وقطاع غزة، إضافة إلى عواصم عربية منها بيروت ودمشق والمغرب والجزائر، وكذلك في عواصم غربية منها لندن، برلين، بروكسل، ستوكهولم، بوخارست، كوالالمبور، وفي إيطاليا وفرنسا.
وألمح بركة إلى أن هذا اليوم – سيكون له ما بعده – “لأنه سيخرج نضالنا إلى العالمية”، مشيرا إلى اعتقاده بأنه سيكون هناك بعض التعثر، كونها تجربة جديدة معرضة لحملة تحريض اسرائيلية، “لذلك علينا أن نكون متماسكين وموحدين لصد مثل هذه الحملات”.
من جهته، عنوَن، الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية ورئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا – المرحلة الراهنة، بـ “مرحلة إهدار دمنا”، خاصة بعد الخطاب الأخير لنتنياهو عقب عملية تل أبيب، مطلع العام الحالي، واقترح أمام هذه الأجواء بأن تتحول المظاهرة القادمة (1/23) في حيفا، إلى مظاهرة قطرية.
كما بارك عضو القائمة المشتركة الدكتور يوسف جبارين، هذه الخطوة، مشيرا إلى أنهم بدأوا مع إعلان حظر الحركة الاسلامية، باكتساح دوائر دولية، وأعرب عن ضرورة تكثيف إطلاق كلمة واحدة للعالم.
وتطرق جبارين في كلمته إلى سلسلة من القرارات والتوصيات العنصرية التي تشرع الحكومة "الإسرائيلية" في سنها ضد الجماهير العربية، منها تطبيق أوامر الهدم الإدارية وسحب المواطنة من الفلسطينيين في الداخل.
الشيخ حماد دعيبس رئيس الحركة الاسلامية الجنوبية، أكد من جهته، على الرسالة “القوية” لهذا الاجتماع، من خلال الموقف الوحدوي الذي تقفه الجماهير العربية في الداخل، مشيرا إلى أنه عمل متواصل “لن نمل منه حتى نقيم الحجة كاملة على من أصدر هذا القرار”.
واعتبر دعيبس أن هذا “اليوم العالمي” جاء للتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، “ما يحتم علينا تصدير استيعاب الداخل الفلسطيني لهذه التعددية”.
من ناحيته، اعتبر عضو القائمة المشتركة الدكتور جمال زحالقة، المرحلة الراهنة، خطيرة للغاية، ودليل خطورتها يتمثل في “أن معظم ما نواجهه، لا يصدر عن يمين متطرف أو أعضاء كنيست مجانين؛ وإنما عن رئيس الوزراء الاسرائيلي نفسه الذي لا يتحدث عن زلة لسان، وإنما بكلام مدروس غالبا ما يكون مكتوب مسبقا”.
وأعرب زحالقة عن استبعاده تنفيذ تهديدات نتنياهو في ظروف عادية، لكنه أشار إلى أنه من الممكن أن تحصل لاحقا في أيام “عاصفة”، مؤكدا أن الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني تعيش في حالة “أقلية في خطر”، وتتعرض إلى مخاطر من الدولة التي تعيش فيها.
كما أشار إلى صدمته جراء “غسيل الدماغ” الذي لمسه عند سفراء الاتحاد الاوروبي الذين التقاهم، في عدة قضايا ومنها حظر الحركة الاسلامية، وأكد أنه “لدينا طاقات كبيرة وقضايا عديدة لمعالجتها، وما نريده لتعزيز قوتنا، هو تنظيم أنفسنا وتعزيز وحدتنا”.
محمد حسن كنعان – رئيس الحزب القومي العربي – شدد في كلمته، على أهمية تكريس هذا اليوم في كل عام لما له من أهمية كبيرة، “لأننا أقلية قومية بحاجة إلى دعم دولي لم نحظ به في السابق”، وأكد أننا “نناضل على وجودنا وحقنا في العيش على أرضنا”.
أما طاهر سيف عضو المكتب السياسي في حركة أبناء البلد، فقد حذّر من أن سياسة المؤسسة الاسرائيلية ذات بعد أيديولوجي، “وليس مفاجئا أن تكون هذه السياسات بهذا الصلف والعدوانية تجاه أبناء شعبنا”، مشيرا إلى أن وتيرة هذه السياسات العدوانية، قد تسارعت مؤخرا، “ما يحتم علينا أخذ هذا الأمر بمحمل الجد ومزيد من الوحدة لمواجهة هذه السياسات، من خلال تفعيل النضال الشعبي للدفاع عن أنفسنا”.
وأكد سيف، أن الوحدة ووجود برنامج عمل حقيقي هو أمر مطلوب، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة الاسرائيلية في صدد اتخاذ خطوات تصعيدية ستقود إلى مزيد من التصعيد.
وأثناء إلقاء كلمته، أعرب الشيخ كامل ريان – رئيس جمعية الأقصى للمقدسات – عن أهمية هذا اليوم و”ما بعده”، منوها إلى وجوب استثماره “لبناء وتخصيص جسم خاص لتمثيلنا خارج البلاد”.
وأضاف أنه من الضروري تحديد “أهداف نشاطاتنا في الخارج، حتى تعود علينا بنتائج عملية”، معتبرا نجاح هذا اليوم – نجاح “وحدتنا”.
في حين قال النائب عن القائمة المشتركة أسامة السعدي، إن “اليوم العالمي” مهم جدا لضرورة التوجه للرأي العام العالمي، “بسبب عدم احترام حقوقنا الأساسية، ولطرح قضايا تهم جماهيرنا العربية في المحافل الدولية”.
وقال السيد “أبو شادي زيدان” إن ملاحقة الحركة الاسلامية كان قائما منذ تأسيسها حتى اليوم، إلا أن نتنياهو “حققه على العلن على أرض الواقع بعد أن كانت داخل الغرف”، موضحا أهمية الخطاب الموحد لكل ما يحدث للأقلية الفلسطينية في الداخل.
بينما اعتبر منصور دهامشة – سكرتير الجبهة الديمقراطية في الناصرة – أن هذا اليوم بمثابة بداية تعاون بين الفلسطينيين في الداخل والشتات.
وفي ختام الجلسة أعلن رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، رسميا، عن إطلاق مبادرة “اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في الداخل”، في 30 يناير/كانون ثان الحالي، بالإضافة إلى تبني لجنة المتابعة لمسيرة المشاعل في حيفا السبت القادم (1/23).
كما أدان بركة، الاعتداء على كنيسة “دورمتسيون” في مدينة القدس، صباح اليوم، وفصل الشيخ كامل ريان من مركز السلطات المحلية مؤخرا، وتفوهات نتنياهو التحريضية، وطالب بالتواجد إلى جانب الشيخ رائد صلاح أثناء محاكمته في 25 الشهر الجاري.