أثار قرار الإدارة الأمريكية القاضي بتجميد الدعم المالي لمصر بعد موجة الاحتجاجات التي شهدتها الأخيرة احتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول عدة تساؤلات حول السبب الرئيسي لهذا القرار، و ما إذا كان له أبعاد سياسية أخرى.
حيث قال المحلل السياسي و أستاذ العلاقات الدولية، د. أشرف الغليظ إن هذا القرار تقف وراءه أسباب عدة، من بينها أن الإدارة الأمريكية أدركت بأن مصر هي حاضنة الأمة العربية و الإسلامية، و لها قوة تأثير في المنطقة، و لديها القدرة على وقف موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق عربية تنديداً بالفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه و سلم.
كما أشار المحلل ، إلى أن الإدارة الأمريكية لديها سبب آخر يقف خلف هذا القرار يتمثل في إسكات الأصوات التي تعالت مؤخراً في مصر و التي طالبت بقطع العلاقات بشكل مباشر مع الاحتلال.
و حول ما اذا كان القرار سوف يدفع مصر للتراجع عن بعض المواقف الايجابية التي أطلقتها بما يتعلق بغزة و الفلسطينيين ، قال د. الغليظ: "بأن هناك عدة أمور على مصر أن تأخذها بعين الاعتبار رغم الضغوط التي تمارس عليها، و هي أن برنامج الرئيس محمد مرسي الانتخابي تضمن تقديم تسهيلات و تحسين الاوضاع المعيشية في قطاع غزة، و يجب عليه الالتزام بها".
الا أنه أشار الى أن لدى مصر سياسات خارجية تتحكم بها و لا سيما مع الدول العظمى على حساب الفلسطينيين، موضحاً أنه في المعتاد فإن الحكومات تغلب المصلحة العامة لشعوبها على مصالحها الخاصة، لذلك لن تكون غزة مصلحة كبيرة لمصر و لكنها قضية مواقف.
و أشار الى أن الاقتصاد المصري يعتمد بشكل أساسي على موارد خارجية و سيظل يعتمد على المعونات المالية الخارجية، و لذلك فإن مصر معنية بتحسين علاقاتها مع العالم و خصوصاً في الدول الكبرى و من بينها أمريكا
و خلص الى القول بأن تجميد الدعم المالي لمصر ربما يكون فبركة إعلامية من أجل الضغط على الشعب المصري ليس أكثر, بدليل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل شخصيا بمرسي و قال له إنه لا يقبل بهذا الاعتداء و الإساءة للإسلام.
و كانت صحيفة "واشنطن بوست" قد ذكرت بأن الإدارة الامريكية قررت تجميد كافة الاتصالات مع الجانب المصري المتعلقة بأوجه الدعم المالي الذي تقدمه لمصر والذي يقدر بمليار دولار .
وذكرت الصحيفة أن هذا القرار يأتي رداً على الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة أمام السفارة الأمريكية، بسبب نشر الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام .
وبينت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية لم تكن راضية عن طبيعة رد الحكومة المصرية على الاحتجاجات التي وصلت إلى مبنى السفارة الأمريكية.