تقرير: ثلث الأسرى الأطفال مقدسيون
أوضح تقرير أعده مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن نحو ثلث الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال والبالغ عددهم 200 طفل، هم من مدينة القدس المحتلة، وبعضهم لم يتجاوز عمره الـ 13 عاما.
وأوضح المركز، أن الاحتلال صعّد في العام الأخير من استهداف الأطفال المقدسيين، حيث بلغت حالات الاعتقال في المدينة المحتلة مع نهاية 2014 أكثر من 600 حالة، في حين شهدت الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015 الجاري، ما يزيد على 500 حالة اعتقال لأطفال مقدسيين.
وأشار التقرير، إلى أن عدد الأطفال المقدسيين القابعين في سجون الاحتلال بلغ 60 طفلا، وهم يشكلون ما نسبته 30 في المائة من العدد الكلي للأسرى الأشبال من كافة الأراضب الفلسطينية، مشيرا إلى أن من بين هؤلاء 28 طفلا محكوما، في حين أن الـ 32 المتبقين ما زالوا موقوفين.
ولفت إلى أن الأطفال الأسرى يتعرّضون خلال فترة الاعتقال والتحقيق إلى الضرب والتعذيب بأساليب مختلفة تترك أثرا في نفسية الطفل حتى بعد إطلاق سراحه، وفقا للمركز.
وأكد أن الاحتلال يتعمّد استهداف الأطفال المقدسيين بشكل عنيف بهدف محاولة خلق رعب لديهم وتشويه انتماءاتهم وأفكارهم ونفسياتهم، إضافة إلى التهديد المستقبلي للمقدسيين الأطفال، ومحاولة إفراغ مدينة القدس من أهلها، وذلك من خلال اعتبار الاحتلال لاعتقال المقدسي في طفولته "نقطة سوداء في ملفه الأمني" قد تحرمه من تجديد هويته بعد مرور 10 سنوات.
وبيّن المركز، أن حكومة الاحتلال "تسعى لفرض أقسى الأحكام على أطفال القدس، حيث كانت النيابة العامة الإسرائيلية طالبت بإنزال عقوبات شديدة بحق الأطفال المقدسيين، كوسيلة للحد من رشق الحجارة على المركبات الإسرائيلية والشرطة، واستخدام سياسة تعامل صارمة مع الأطفال المقدسيين، الأمر الذي طُبّق بالفعل من خلال تعديل قانون العقوبات والذي يحتوي على إضافة بند 275 (أ) لقانون العقوبات، بهدف تشديد العقوبة على راشقي الحجارة وإدانتهم".
وبموجب القانون سيُسمح للاحتلال باعتقال الأطفال القاصرين لفترات تتراوح ما بين 10 إلى 20 عاما، بمجرد ادّعاء شرطي على أحد هؤلاء الأطفال بإلقاء حجر على دوريات الاحتلال أو سيارات المستوطنين، وهذا القانون غالبا ما يستهدف الأطفال المقدسيين.
وأضاف أن الاحتلال لم يكتفِ باعتقال الأطفال فقط، حيث بدأ يفرض عليهم الحبس المنزلي الذي يعمل على الإخلال بتوازن واستقرار العائلة، ويدفع إلى النفور منها، حيث يصبح الأب والأم رغم إرادتهم "سجّانين" على طفلهم خشية عليه من بطش الاحتلال، ناهيك عمّا يسببه ذلك من آثار نفسية مدمرة على الأطفال المقدسيين.
وطالب مركز "أسرى فلسطين" للدراسات، المؤسسات الدولية، بضرورة التدخل من أجل حماية أطفال القدس من الاعتقال والتنكيل، وتوفير الدعم القانوني والنفسي المكثف لهم، كما طالب السلطة بضرورة دعم صمود المقدسيين في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها.