أوباما ينتقد نتنياهو : تدخله في شؤون السياسة الأميركية غير مسبوق ولم يفعل مثله أي زعيم اجنبي
في مقابلة تعتبر الأهم بين سلسلة مقابلاته المتعددة التي أجراها قبيل بدء إجازته الصيفية السنوية دفاعاً عن صفقة النووي الإيراني، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن مصداقية الولايات المتحدة موضوعة على المحك ، خصوا لجهة دور الولايات المتحدة في إدارة السياسات الدولية.
وجدد أوباما في المقابلة التي أجراها معه الإعلامي المرموق فريد زكريا على شبكة (سي. إن. إن) امس الأحد تأكيده على أن الاتفاق الذي توصلت إليه مجموعة القوى الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي "يضع مصداقية الولايات المتحدة على المحك، وأن دور الولايات المتحدة في السياسة العالمية قد يتأثر بهذا الاتفاق"، في حالة إذا ما قرر الكونجرس إسقاط الاتفاق خلال جلسة التصويت المقررة الشهر المقبل.
ومن غير المتوقع أن تصوت الأغلبية الجمهورية في مجلسي الشيوخ والنواب لصالح الاتفاق ولكن لن يكون بإمكانها ضمان ألـ 291 صوتاً في مجلس النواب و67 صوتاً في مجلس الشيوخ المطلوبة لتجاوز (فيتو) الرئيس أوباما المتوقع إلا في حالة تخلي أعضاء الحزب الديمقراطي في المجلسين عن الولاء لرئيسهم وانتقال 51 عضواً ديمقراطيا في مجلس النواب من أصل 201 نائب إلى معسكر خصوم أوباما وانتقال 13 عضواً ديمقراطيا في مجلس الشيوخ إلى معسكر خصومه أيضاً.
وأعلن تشاك شومر، السيناتور الديمقراطي القوي والمرشح لقيادة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وهو أميركي يهودي من ولاية نيويورك نيته معارضة الاتفاق، ما خلق حالة من الغضب بين أوساط الحزب الديموقراطي.
وشومر مقرب جداً من اللوبي الإسرائيلي القوي (إيباك) ومن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ويصوت إلى جانب (إيباك) بشكل تلقائي، غير أنه من المتوقع أن يصوت أعضاء مجلس الشيوخ الثمانية الآخرين إلى جانب أوباما.
وانتقد أوباما في مقابلته مع (سي.إن.إن) موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الاتفاق النووي الإيراني، واصفا إياه بـ"غير المسبوق"، مشيرا الى أنه لم يسجل أن زعيم دولة أجنبية تدخل يوما ما في شؤون السياسة الأميركية مثلما فعل نتنياهو الذي يبذل جهودا حثيثة لمنع الاتفاق النووي مع طهران.
وقال الرئيس اوباما "أعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي خاطئ في هذا الأمر .. أتصور أن الافتراضات الأساسية التي توصل إليها غير صحيحة. في الحقيقة إن كانت وجهة نظري صحيحة فهذه ستكون أفضل طريقة لعدم حصول إيران على سلاح نووي، وهذا ليس جيدا للولايات المتحدة فحسب بل ولإسرائيل أيضا".
وتساءل أوباما في المقابلة المذكورة "هل يأخذ بقية العالم على محمل الجد قدرة الولايات المتحدة في صياغة الأجندات الدولية.. في التوصل إلى اتفاقيات دولية.. في أن تعمل على توفير سبل ممكنة لهم لفرض الاحترام والالتزام من جانب دول أخرى؟".
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك ضرورة للجوء للقوة العسكرية ضد إيران في حالة فشل الاتفاق، قال أوباما "لدي سياسة عامة فيما يتعلق بالقضايا الكبرى مثل هذه الحالة، وهي عدم توقع الفشل، وأنا لا أتوقع الفشل في الوقت الراهن، لأنني أعتقد أن لدينا الحجة الأفضل".
وعبر أوباما عن اعتقاده بأن الاتفاق "سيؤدي إلى زيادة التعاون بين دول يسود الشعور بالعداء بينها الآن"، في إشارة إلى السعودية وإيران، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يساعد أيضاً في توحيد الجهود ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وقال أوباما "أعتقد أنه من المتصور أن تبدأ كل من السعودية وإيران في الاعتراف بأن العداء بينهم مجرد أوهام زائفة كأي شيء آخر.. وأن ما يمثله (داعش) أو انهيار سوريا أو اليمن أو غيرهما، هو أكثر خطراً مما تشعران به من عداء متبادل".