رسالة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "أحمد سعدات"
أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد الوطني أحمد سعدات أن الإنسان والمناضل والقائد والمفكر والأديب المبدع غسان كنفاني كان رئيس هيئة أركان الثقافة الوطنية التقدمية الفلسطينية، وأحد أهم هيئة أركانها على المستويين القومي والأممي.
واعتبر القائد سعدات خلال رسالة وجهها لعموم الكادرات بمناسبة مرور ثلاثة وأربعين عاماً على رحيل الأديب المفكر عضو المكتب السياسي للجبهة غسان كنفاني أن غيابه شكّل خسارة نوعية جسيمة، كما أن اغتياله بهذه الطريقة الوحشية يعكس إدراك العدو لأهمية وازدواجية الدور الذي يلعبه مثقفون ثوريون في إعادة بعث الكيانية الفلسطينية الحضارية والثقافية وكتحصيل حاصل الكيانية السياسية الوطنية.
وقال القائد سعدات: "إن الحركة الصهيونية تدرك أن المعركة المستمرة على الجبهة الثقافية تكتسب أهمية استثنائية تسعى خلالها لتمرير وترويج المشروع الصهيوني وشرعيته في عالم تضج فيه التناقضات وفي ظل صعود ممكنات النهضة الوطنية التحررية التي تعيشها شعوب العالم الثالث، ولهذا السبب كان اغتيال الرفيق غسان كنفاني، وكمال ناصر وحنا مقبل وباسل الكبيسي وغيرهم، ومحاولة اغتيال كل من الدكتور أنيس صايغ وبسام أبو شريف وآخرين".
وشدد القائد سعدات على ضرورة أن تكون محطة استشهاد القائد غسان كنفاني انطلاقة لإعادة الاعتبار لأهمية النضال الأيديولوجي، فلا حركة ثورية بدون نظرية ثورية، مع أهمية العمل وأن خطوة عملية واحدة أهم من دزينة من البرامج.
ودعا القائد سعدات عموم الكادرات لضرورة الارتقاء بوعيهم النظري وتمليكهم الأدوات في تحليل وقراءة الواقع واستخلاص الحقائق والبناء عليها، مشيراً أن الفقر النظري حاله حال سوء التغذية الذي ينهك الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان وصولاً إلى الدماغ المركزي القيادي الرئيسي في الجسم.
وأضاف القائد سعدات أنه بشق طريق إنجاز المهمة السابقة وامتشاقها نعيد الاعتبار لمكانة غسان وكل شهداء الفكر والإبداع العربي والنضال.
كما دعا القائد سعدات لإعادة الاعتبار للجبهة الشعبية ولمكانتها كحاضنة وراعية للمثقفين والمفكرين والمبدعين، لافتاً أن حركة القوميين العرب شكّلت منذ بداياتها حاضنة للمثقفين القوميين والأقلام المبدعة وأحرزت تقدمها الفكري الذي كان لغسان بصماته الواضحة فيه.
كما أكد القائد سعدات على أهمية النضال الفكري باعتباره لا يقل أهمية عن البناء التنظيمي والنضال المطلبي والسياسي والكفاحي المستند إلى فهم واستيعاب كل أشكال وأساليب النضال.
كما شدد القائد سعدات على أن الحزب الذي أنجب الحكيم والكبيسي وصابر وكنفاني وأبو علي ووديع واليماني وجيفارا وربحي حداد وأبو رفعت نعيرات ومها نصار وشادية أبو غزالة والكثير من القيادات. وقدمّ آلاف من قوافل الشهداء يمتلك من العزيمة والإرادة والتصميم على إنجاز نهضته وتعزيز حضوره واستنهاض الجماهير وقيادته على طريق تحقيق الانتصار.
وأوضح القائد سعدات على أن الحزب الثوري لا يجب أن يكون مؤهلاً لقيادة الطبقة العاملة فحسب بل التعبير عن مصالح كافة الطبقات التي تعاني من الاضطهاد، وتجد فيها قيادة وطليعة لها.
وفي ختام الرسالة جدد القائد سعدات عهد الوفاء للشهيد غسان كنفاني ولشهداء الاستمرار في خنادق النضال والمقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا الوطنية والتاريخية.