كشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي عن الخطوط الرئيسة لمبادرة بلاده لحل الأزمة السورية، وتتضمن «الدعوة لتوفير أرضية لإجراء مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، وإيقاف إطلاق النار وتشكيل مجموعة اتصال من الدول التي اشتركت في المؤتمر التي استضافته إيران مؤخراً وشاركت فيه ثلاثون دولة، مبدياً في الوقت نفسه استعداد بلاده لعقد اجتماع برلماني عالمي للدول التي تؤمن بالحل السياسي للأزمة السورية».
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن القوى المعارضة هي القوى التي تؤمن بالحل السياسي، داعياً المسلحة منها إلى ترك سلاحها وقال «نظراً لموافقة السلطات السورية على هذا الأساس يمكن أن نبدأ بالإجراءات العملية في هذا الخصوص» مضيفاً «هناك عدد من المجموعات المعارضة (لم يسمها) أعلنت استعدادها للدخول في هذه الحوار».
وأوضح بروجردي خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الإيرانية بدمشق أن ما طرحه الرئيس المصري محمد مرسي هو اقتراح لاجتماع يضم دول إيران وتركيا والسعودية ومصر لمناقشة التطورات الراهنة في سورية، وأن هذا المقترح بحاجة للمفاوضات وقال «أي خطوة يجب أن تكون بالتشاور مع الحكومة السورية وإلا فلن ترى النجاح»، مؤكداً أن «المبادرتين ليستا شيئاً واحداً، اقتراح مرسي مبدئي يدعو لاجتماع للدول الأربع، ومن المقرر أن يحدث اجتماع بين الرئيس مرسي والرئيس أحمدي نجاد على هامش قمة عدم الانحياز وعندها يمكن أن ندخل في مرحلة ثانية».
وفي رده على سؤال حول إمكانية تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك في حال تعرضت سورية لاعتداء خارجي قال بروجردي « لا أعتقد أننا سندخل في تلك المرحلة أبداً.. الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يدخل في مقامرة حرب ويتعرض لهزيمة أخرى».
وجدد بروجردي انتقاد بلاده لتعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مشيراً إلى وجود أكثر من اتجاه في مجلس الأمن الدولي إزاء الأزمة السورية وقال «هناك عضوان يعارضان السياسة الأميركية تجاه سورية وهما روسيا والصين وتواجد أساطيلهما في البحر المتوسط دليل على جديتهما في الدفاع عن سورية».
كما انتقد ما سماها الدول غير الديمقراطية -في إشارة إلى الدول الخليجية – التي تتدخل في سورية باسم الديمقراطية، لافتاً إلى أن بعض وسائل الإعلام تقوم بدور سلبي وتقدم صورة عن دمشق مغايرة عما نراه. وأضاف «أعتقد أن السبب الرئيس في الأزمة هو أن الولايات المتحدة وإسرائيل فقدتا قاعدتهما الأساسية في المنطقة وهي نظام حسني مبارك وهذا الأمر أدى إلى اختلال التوازن السياسي وخسارة أميركا في المنطقة، وبالتالي هم يريدون تغيير توجه سورية كمحور للمقاومة ضد إسرائيل»، مؤكداً أن سورية أصبحت خلال الفترة الماضية مركزاً مؤثراً في تطورات المنطقة والعالم، وقال إن زيارته لسورية والتي التقى خلالها الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية ورئيس مجلس الشعب تأتي في إطار العلاقات الطيبة بين البلدين. مشيدا بالإصلاحات التي شهدتها سورية وقال «نعتقد أنه تم اتخاذ خطوات إيجابية في هذا المسار مثل الدستور وقانون المطبوعات وقانون تشكيل الأحزاب وإلغاء قانون الطوارئ إضافة إلى إجراء الانتخابات التشريعية».