السبت 01-02-2025

من نتائج العدوان المجرم على غزة

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

من نتائج العدوان المجرم على غزة محمد محفوظ جابر بعد ان بدأت الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة تضع اوزارها وبعد ان باتت قوات العدو خارج قطاع غزه المدمى وبعد ان بلغ عدد الشهداء اكثر من 2000 شهيد والجرحى زادوا عن ال10000 ،بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالشجر والحجر من بيوت وبنيه تحتيه ومدارس وجامعات ودور عباده ومحطات كهرباء ومزارع ... قال وزير الأشغال العامة الفلسطيني، الدكتور مفيد الحساينة، لوكالة "معا" الفلسطينية، إن الخسائر التي خلفها العدوان الصهيوني على قطاع غزة "سوف يتجاوز 5 مليار دولار فقط للبنية التحتية وإعادة بناء المنازل المدمرة". والمبلغ المالي الذي تحدث عنه هو فقط "لإعادة بناء المنازل المهدمة، ولا يشمل ذلك مقتنيات الناس التي دمرت مثل أثاث المنازل والسيارات وغيرها". وجاء في تقرير "معا" الذي تحدث مع الوزير الذي يقطن في غزة أن "هناك 10 آلاف منزل دمر بالكامل، فيما أن 30 الف منزل آخر لحق به دمار جزئي". ولحق الدمار الهائل بثلاث مناطق رئيسية وهي الشجاعية، وبيت حانون، وعبسان، وحسب المسؤول الفلسطيني فإن 60% من البيوت مدمرة بشكل كلي في الشجاعية، خاصة منطقة ما بعد الخط الشرقي. واستهدف القصف الإسرائيلي المتواصل خلال الحرب على غزة مقرات حكومية، إذ دمر، حسب الوزير، "مباني المحافظات ومقرات الشرطة والأمن الوطني". كما دمر الجيش الإسرائيلي، حسب آخر الاحصاءات ، اكثر من 170 مسجدا بينها 60 تدميرا كليا. وبعد ان لم يبق شيئا لم يستهدف من العدوان الصهيوني على غزة بدأت الحرب السياسية عبر مفاوضات يتقن العدو الصهيوني فن ادامتها زمنيا حتى لا يقدم تنازلات تذكر للطرف الفلسطيني. اما الطرف المعتدي، فمنذ بداية الحرب اعلن ناتنياهو ان لديه بنك اهداف لا بد من تدميرها واجبره صمود المقاومة واستمرارها في اطلاق الصواريخ رغم اعتراض نظام القبة الحديدية لها ،على وضع الانفاق ضمن برنامج جديد لعدوانه والدخول المحدود في اراضي قطاع غزة ولكنه لم يتورط في حرب برية فنجا من الخسائر العسكرية الكبيرة المحتملة في صفوف الجنود،رغم الضغوط التي مارسها اليمين المتطرف على ناتنياهو باحتلال غزة من جديد. وقد تجلت العنصرية الصهيونية ليس فقط بالشعارات التي رفعوها والتي دعت الى " الموت للعرب " بل بتعمد قتل الاطفال والنساء وقصف المدارس والمستشفيات التي يحرم القانون الدولي استهدافها وكشفت الاستطلاعات ان المجتمع الصهيوني اصبح اكثر تطرفا ، ولم تشكل مظاهرات الاحتجاج ضد الحرب حجما يذكر كما ان الخلافات السياسية هي على حجم التدمير وعلى اعادة احتلال غزة وليس على وقف العدوان. وقد ذكرت مصادر صهيونية ان الخسائر الاقتصادية الصهيونية جراء الحرب العدوانية على قطاع غزة وفقا لتقديرات أولية، قد تجاوزت 9 مليار شيقل (أي نحو 2,7 مليار دولار)، وكان نصيب قطاع السياحة هو الأكثر تضررا بعد التكلفة العسكرية للحرب اذ استطاعت صواريخ المقاومة الفلسطينية ان تفرض حظر تجول في سماء الارض المحتلة ومنعت الطائرات والسياح من الهبوط او الصعود من مطارات الارض المحتلة . وقد بلغت الخسائر في قطاع السياحة من خلال الغاء الحجوزات 2,2 مليار شيقل، وبلغت الخسائر في الصناعات من خلال توقف المصانع أو تعرضها لخلل في الانتاج نتيجة الحرب 445 مليون شيقل، حيث بلغت خسائر المصانع في المنطقة الجنوبية حتى حدود 40 كيلو متر 180 مليون شيقل، في حين بلغت خسائر المصانع في منطقة المركز وصولا الى جنوب حيفا الى 220 مليون شيقل. وتقدر تكلفة اعادة تصليح المنازل التي تعرضت للقصف خلال هذه الحرب والتي وصل عددها الى 350 منزلا 50 مليون شيقل، في حين بلغت الخسائر الاقتصادية العامة في المنطقة الجنوبية "التجارة والأعمال الاقتصادية الأخرى" 500 مليون شيقل. ورغم نجاح نظام "القبة الحديدية" في اعتراض معظم الصواريخ،الا انه سادت الكيان الصهيوني حالات الطوارئ وشعور عام بالكآبة والخوف واللجوء الى المخابىء والملاجىء ساعات طويلة لم يسبق للكيان الصهيوني ان عاشها. وقد كشفت الحرب العدوانية عن هشاشة الديمقراطية في الكيان الصهيوني حيث تم حجب المعلومات عن اجهزة الاعلام المحلية والعالمية ومنع الصحفيين من نشر المعلومات التي يحصلون عليها واجبار مراسلي الصحافة العالمية من التواجد تحت رحمة التسريبات التي تريدها السلطة الاسرائيلية. وقد كشفت هذه الحرب العدوانية عن عورات النظام الرسمي العربي حيث ظهر الصراع جليا بين محورين عربيين اسلاميين :1- مصر والسعودية والامارات 2- قطر وتركيا ، ليس دفاعا عن غزة بل كان الصراع على من يستطيع خدمة العدو الصهيوني اكثر. بل هناك معلومات ابعد من ذلك تشير الى تآمر اطراف رسمية عربية مع العدو الصهيوني. وقد عادت الى مصر مكانتها في عهد السيسي انها عنوان الوساطة بين غزة والكيان الصهيوني رغم الضغط الذي مارسته قطر وتركيا وحماس لاخراج مصر من الدور السياسي في المنطقة وقد كانت حماس ترفض المبادرة وترفض الوساطة المصرية ثم تراجعت في خطابها واعلنت انها لاتلغي الدور المصري بل تعترض على المبادرة ثم ارسلت وفدها للحوار الى القاهرة. منذ وصول الوفد إلى القاهرة لبحث التهدئة مع "إسرائيل"، والوصول إلى حل نهائى ، فإن قطر وتركيا ورئيس المكتب السياسى لحماس، خرجوا من دائرة الضوء، وأصبحت القاهرة فى بؤرة اهتمام دول العالم، والجميع ينظر إلى المفاوضات التى تتم برعاية المخابرات المصرية. أن الدور القطرى التركى تجاه العدوان على قطاع غزة انحسر تماما، رغم محاولة إسطنبول أن تستعيد جزءًا من حضورها عبر البوابة الإنسانية، بعدما فشلت فى لعب أى دور سياسي.حيث طلب أوغلو من أبو مازن المساعدة فى وصول المساعدات التركية إلى قطاع غزة، ونقل الجرحى إلى مستشفيات إسطنبول. الجدير بالذكر ان عباس وزمرته المستسلمة قد حملوا لواء المقاومة بعد ان قدم احد المستشارين نصيحة بذلك اثر المفاجئة الصاروخية للمقاومة في غزة .ولا يستبعد المحللون ان يكون شريكا في ضرب المقاومة!! ومن اهم نتائج هذه الحرب وحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان ووحدة الشعوب العربية في تضامنها مع الشعب الفلسطيني من اعاد الى القضية عروبتها كما افضت هذه الحرب العدوانية عن 1- ازدياد الانفضاض عن الدولة الصهيونية في أوروبا وازدياد شعبية حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات " من الكيان الصهيوني. 2- انضمام البرلمان الأوروبي لحركة مقاطعة "إسرائيل " 3- تضامن شعبي غربي مع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لقد اعادت هذه الحرب الاعتبار لاهمية المقاومة واثبتت فشل الاستخبارات الصهيونية وانهت مقولة الجندي الصهيوني الذي لا يقهر ،ولكن ما اخشاه هو دخول متاهة المفاوضات واضاعة هذه المنجزات .

انشر المقال على: