الأربعاء 27-11-2024

اليوم ذكرى انعقاد مؤتمر "بازل" الصهيوني في سويسرا عام 1897

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

اليوم ذكرى انعقاد مؤتمر "بازل" الصهيوني في سويسرا عام 1897

يُصادف اليوم الجمعة ذكرى انعقاد مؤتمر "بال" الصهيوني الأول بمدينة "بازل" في سويسرا والذي عُقد بتاريخ 29/8/1897م، بحضور 204 أعضاء من اليهود، يمثلون 15 دولة، وانتخب "ثيودور هرتزل" رئيساً للمؤتمر ثم رئيساً للمنظمة الصهيونية التي أعلن المؤتمر عن تكوينها.
وفي هذا السياق، أكد الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى في بيان له وصلت مراسلنا في القدس نسخة منه، اليوم، أنه رغم مرور 117 عاما على مؤتمر "بازل" إلا أن الجمعيات الصهيونية التي شُكلت على مر تعاقب الحكومات "الاسرائيلية" تنتهج ما نتج عنه هذا المؤتمر والذي كان هدفه الاول "خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام".
وأكد د.عيسى أن المتتبع للقضية الفلسطينية يجد بلا شك أن دولة الاحتلال استطاعت تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتقديم الامتيازات لهم عن طريق توفير المسكن والعمل والتعليم لهم ولأطفالهم حيث عملت في حينها على تشكيل الجهاز التنفيذي "الوكالة اليهودية" لتنفيذ قرارات المؤتمر؛ ومهمتها جمع الأموال في صندوق قومي لشراء الأراضي وإرسال المُهاجرين لإقامة المستعمرات لليهود في فلسطين، وتنظيمهم وربطهم بالحركة الصهيونية، ناهيكم أنها استطاعت اتخاذ كافة السبل والتدابير للحصول على تأييد دول العالم للهدف الصهيوني بــ"إعطاءه شرعية دولية".
وأضاف الأمين العام أن ما نعيشه اليوم في مدينة القدس وما تقوم علية الجمعيات الاستيطانية وخاصة "جمعية أبناء الهيكل الصهيونية" استغلوا فلسطين عامة والقدس خاصة لاستقطاب المهاجرين اليهود على أن فلسطين بلاد الأنبياء ومهد الرسالات التي يروج لها الصهاينة على أنها أرض الميعاد، والوعود بإقامة الهيكل في مخاطبة اليهودي المتدين بارتكازهم على التوراة المُحرفة الداعية لإقامة "الهيكل" المزعوم على انقاض المسجد الأقصى الشريف، وعليه باشروا بعملية التهويد في البلدة القديمة بمدينة القدس على اعتبار أن " اذا لم نبني الهيكل لن تكون لنا دولة، وقاموا بتهويد القرى والمدن الفلسطينية وعبرنة الأسماء، والاستيلاء على اكثر المراكز الحساسة في البلدة القديمة وحولوها الى مراكز لتعاليم التوارة".
وفي نهاية البيان قال الأمين العام د.عيسى: " على العرب الرجوع الى مقولة هرتزل والوقوف عليها مطولا حين قال "لأنني يهودي يهدف إلى تحقيق حلمه القومي، فالقدس هي قلب الخطاب القومي للصهاينة، فسأبقى أكرر أن القدس هي قلب الشعب اليهودي النابض، ومحط أنظار أبنائه في كل بقاع المعمورة"، لعلنا استطعنا أن ندرك أن القدس بدأت تصبح "أورشليم".
مؤتمر بازل 1897
عُقد المؤتمر بين 29-31 آب عام 1897 في مدينة بازل بإشراف وتنظيم المفكر والكاتب اليهودي المجري تيودور هرتسل الذي يُعد والد الصهيونية العالمية تحت شعار «العودة الى صهيون». وصهيون كما هو معروف واحد من أسماء مدينة القدس. وحضر المؤتمر 204 مندوبين يهود، 117 منهم مثلوا جمعيات صهيونية مختلفة، وسبعون منهم جاءوا من روسيا وحدها. كما وحضر المؤتمر مندوبون من الأميركيتين والدول الإسكندنافية وبعض الأقطار العربية وبالأخص الجزائر. وكان من المقرر أن يُعقد المؤتمر في مدينة ميونخ الألمانية، إلا أن الجالية اليهودية فيها عارضت ذلك لأسباب خاصة بها، مما استوجب نقله الى مدينة بازل السويسرية.
افتتح هرتسل المؤتمر الصهيوني الأول بخطاب أكد فيه أن الهدف من المؤتمر هو "وضع الحجر الأساسي للبيت الذي سيسكنه الشعب اليهودي في المستقبل"، وأعلن فيه "أن الصهيونية هي عودة الى اليهودية قبل العودة الى بلاد اليهود". وحدد هرتسل في خطابه مضمون المؤتمر على أنه "الجمعية القومية اليهودية". وأقر المؤتمر أهداف الصهيونية المعروفة منذ ذلك الوقت باسم "برنامج بازل".
رغم اقتصار أبحاث المؤتمر، إلى حدٍ ما، على المناقشات والمداولات دون أن يكون هناك التزام واضح من قِبل هرتسل بقيام هذه الدولة "الوطن" في فلسطين بالتحديد، إلا أن المؤتمر شكل بدايةً حقيقية لمشروع الدولة الصهيونية، في ظل توفر العديد من الخيارات والأوطان بينها الأرجنتين وأوغندا. ومع ذلك فقد شكل المؤتمر الانطلاقة الأولى باتجاه فلسطين. وقد سبق هرتسل أن فكر في مثل هذا قبل عامٍ من انعقاد المؤتمر كما ظهر جليا في كتابه "الدولة اليهودية".
كان المؤتمر الصهيوني الأول قد شكل نقطة تحول مهمة في تاريخ الحركة الصهيونية، بعدما استطاع مؤسسوه جمع معظم صهاينة العالم تحت سقفٍ واحد ضمن إطار المنظمة الصهيونية العالمية التي تولت منذئذٍ الإشراف على الأجهزة الصهيونية. وكانت إقامة المنظمة الصهيونية العالمية فاتحة عهدٍ جديد من النشاط الصهيوني استهدف تحقيق مخططات الحركة، وقد تفرع عن المؤتمر لجنة تنفيذية تكونت من 15 عضوا كانت بمثابة مجلس شوري وأخرى صغرى تكونت من خمسة أعضاء كانت بمثابة حكومة. وتم تأسيس مكتبة مالية لجمع الاشتراكات الصهيونية السنوية من جميع اليهود في العالم، الى جانب فتح المصرف اليهودي الاستعماري برأسمال بلغ مليون جنيه إسترليني. ووضع المؤتمر برنامجا سارت عليه جميع المؤتمرات التي عُقدت بعد ذلك، كما وناقش تقارير مفصلة عن فلسطين والنشاط الاستيطاني فيها.
ونصب المؤتمر تيودور هرتسل رئيسا له ورئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية.
بعد ثمانية أعوام من ذلك المؤتمر، ونتيجة تزايد الضغوطات اليهودية عليها، عرضت الحكومة البريطانية على المنظمة الصهيونية العالمية ستة آلاف ميل مربع من أراضي أوغندا لإقامة الوطن القومي اليهودي المنشود! لكن "منظمة الأرض اليهودية"، التي تشكل أحد أذرعه تلك المنظمة، رفضت ذلك العرض، وأصرت على أن يكون في فلسطين، وفق الرؤية التلمودية!! ونتيجة الضغوطات المتزايدة على الولايات المتحدة الأميركية والمعسكر الغربي الذي تشكل منه «الحلفاء» إبان الحرب العالمية الأولى، أصدر وزير الخارجية البريطاني جيمس بلفور في عام 1917 وعده المشؤوم الذي قضى بإقامة الوطن اليهودي على أجزاء من فلسطين، ليكون نقطة حماية استراتيجية للدفاع عن قناة السويس وطريق الهند وقاعدة متقدمة للإمبريالية في الوطن العربي بالطبع. وتبنى الرئيس الأميركي هاري ترومان ذلك الوعد. وتطور الحال في ظل خنوع عربي وتآمر دولي الى أن جاء المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون الذي انعقد في بازل السويسرية أيضا عام 1946 وتبنى بدوره مشروع «بلتمور 1942» الذي قضى هو الآخر بإنشاء دولة يهودية في فلسطين كبرنامج للحركة الصهيونية.

انشر المقال على: