الجمعة 31-01-2025

إنهاء الانقسام الفلسطيني مطلب شعبي

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

إنهاء الانقسام الفلسطيني مطلب شعبي
محمد محفوظ جابر

جرت محاولات جادة وكثيرة لإنهاء الانقسام في الوضع الفلسطيني تنظيميآ وسياسيآ وجغرافيآ ، ولكن إنهاء القضية لم يصل إلى مستوى الرقي النضالي الفصائلي لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه فالطرفين فتح وحماس إما أنهما لا تشعران بمستوى الخطر الذي يلتهم القضية الفلسطينية جراء الانقسام وهذه مصيبة ،أو أنهما يدركان ذلك الخطر ولكن يتركانه يلتهم القضية فالمصيبة أكبر .
ورغم أن المصالحة تمت في كانون ثاني 2011 وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى المصالحة والتي تراودني شكوك خطيرة حولها ، إلا أن هذه المصالحة جرت ضمن اتفاق يؤكد عدم مصداقيتها لأنها أبقت قضايا هامة جدآ دون معالجتها ، وأهمها :
(1)عدم الاتفاق على برنامج سياسي للمرحلة المقبلة ، وبدون برنامج سياسي مشترك لا تتحقق الوحدة الوطنية التي بدونها لا يمكن انجاز مهمة التحرير .
وبما أن العدو الصهيوني أثبت استحالة الوصول إلى حل سياسي معه ، يجب أن يكون البرنامج يعتمد اسلوب الكفاح المسلح استراتيجيته في التحرير .
(2) يجب إجراء مراجعة نقدية تاريخية بدءآ من اتفاق أوسلو وحتى الآن ، وماذا حققت المفاوضات ، هل تراجع العدو أم ازداد شراسة في الاستيطان والتهويد والتنكيل بشعبنا الفلسطيني ؟ وما هو دور المقاومة ؟ ولماذا لم تحقق انجازآ كبيرآ يجبر الآخرين على التراجع عن طريق أوسلو ؟
(3) يجب الاتفاق على وحدة السلطة في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة :
أ ـ يجب أن تكون إدارة واحدة
ب ـ أجهزة أمنية موحدة ؟
وهنا يبرز السؤال التالي : من سيتنازل عن سلطته وجهازه الأمني ؟ ولماذا لم يضعوا حلآ لهذا الموضوع ؟ أم أنهم سوف يحتفظون بأجهزتهم الإدارية والأمنية لتستمر سلطتهم في مكانها الجغرافي الانقسامي وإذا أضفنا إلى ذلك أن الطرفين لم ينفذا ما تم الاتفاق عليه حتى الآن وحتى الافراج عن المعتقلين لدى الطرفين ، وبينما يطالبون اسرائيل بالافراج عن الأسرى الفلسطينين فإنهم يحتفظون بالأسرى في سجونهم ، فكيف ذلك ؟
كل هذا يؤكد عدم نية الطرفين لوضع حد للانقسام والخروج من الأزمة الوطنية ، لذلك تراجع الطرفين عن إنجاز اتفاقية المصالحة وكل طرف منهما يحافظ على سلطته في مكانه الجغرافي دون الأخذ برأي الشعب هذا الشعب الذي ضحى ويضحي من أجل الحرية والاستقلال والذي أطلق صرخته في شوارع فلسطين :
الشعب يريد إنهاء الانقسام

انشر المقال على: