عشرات الآلاف من مواطني الضفة على شواطئ يافا لأول مرة منذ 12 عاما
يافا- تل ابيب - ا.ف.ب - اكتظت شواطئ مدينتي يافا وتل ابيب الساحليتين بعشرات الآلاف من المواطني الفلسطينيين الذين وصلوا من الضفة الغربية بعد ان سمحت لهم اسرائيل بذلك بمناسبة عيد الفطر لأول مرة منذ أواخر أيلول 2000.
وعجت الشواطئ بالعائلات الفلسطينية من نساء وأطفال، ودخلت النساء مياه البحر بملابس المحجبات بينما لعب الأطفال لأول مرة على الشاطئ بالرمل وتمددوا وتمرغوا عليه.
وقالت فوزية فرارجة (55 عاما) وهي تسير على شاطئ البحر "انا سعيدة لأن احفادي يرون البحر ويرون كم هي جميلة بلادنا". واضافت "نحن من سكان بيت ساحور شرق بيت لحم. لو نستطيع لجئنا الى هنا كل يوم، لكن اسرائيل لم تكن تعطينا تصاريح. لقد فوجئنا باننا حصلنا على تصاريح هذه المرة".
وصرخ المنقذ الاسرائيلي بالعبرية على الشبان الا يتجاوزوا الكرات الحمراء، او طلب من آخرين الخروج من الماء.
وقدر طلال التميمي وهو صاحب مكتب سياحي من الخليل عدد الذين وصلوا خلال أيام العيد الى تل ابيب وحيفا وعكا بنحو 150 ألف فلسطيني. وأوضح "هذه أول مرة يحصل الناس على هذا العدد الكبير من التصاريح، كان الأمر مفاجئا ولا نعرف السبب، ربما لتحسين الوضع الاقتصادي الاسرائيلي".
واضاف ان "مكاتب السياحة في الضفة الغربية استأجرت جميع باصات القدس السياحية لنقل الناس من المعابر الى يافا وتل ابيب وحيفا وعكا" داخل اسرائيل. وأوضح ان هذه الباصات نقلت الاثنين، ثاني أيام عيد الفطر، "أكثر من 25 ألف فلسطيني من معابر الضفة الغربية الى شاطئ العجمي وحده في يافا".
ولا يوجد للضفة الغربية اي منفذ على البحر، ولا يستطيع سكانها البالغ عددهم نحو مليونين ونصف مليون الانتقال خارجها الا بتصريح اسرائيلي.
وانتشرت بعض العائلات الفلسطينية على العشب وأوقدت المناقل لشي اللحم، وحمل البعض النارجيلة، في حين بدت الشواطىء خالية من الاسرائيليين، ولم تظهر دوريات او افراد من الشرطة الاسرائيلية بالقرب منها.
وقالت جيهان زيد (22 عاما) الآتية من بلدة دير عمار القريبة من رام الله، "لم أر البحر منذ كان عمري عشر سنوات. سمحوا لنا باحضار كل شيء، الأكل والقهوة ومعجنات".
وعبرت عن فرحتها لرؤية مدينة يافا بقولها "انا سعيدة جدا. حضر كل افراد العائلة ونزلنا الى البحر. لمياه البحر طعم وسحر خاص. ليتهم يسمحون لنا في المستقبل بان نشم رائحة البحر".
وقالت حماتها عيشة زيد (51 عاما) "قدمت للحصول على تصريح في رمضان فرفضوه. ثم سمعنا ان الناس يحصلون على تصاريح بسهولة فقدمنا مرة ثانية وقبل يومين فوجئت بالموافقة في المساء. لم نفكر مرتين وجئنا". واضافت ان "بناتي ذهبن للتسوق في سوق الكرمل بتل ابيب".
واكد محمد دعيس (18 عاما) الآتي من مدينة يطا جنوب الخليل، وهو يتأمل الماء، "هذه المرة الأولى التي ارى فيها البحر في حياتي. منظر البحر رهيب. لم يسبق لنا ان زرنا مدينة في حياتنا مثل حيفا او يافا او عكا".
وقدر احمد (45 عاما) القادم من مدينة نابلس، عدد الذين حصلوا على تصاريح من المدينة بنحو 25 ألفا. واضاف "على الأرجح هم يريدون ان ينفسوا عن الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يعيشون في ضغط نفسي واقتصادي حتى لا ينفجروا بانتفاضة ضد اسرائيل. انهم يريدوننا ان ننتفض بالماء، يريدون انتفاضة بحر".
وأوقفت اسرائيل منح تصاريح لفلسطينيي الضفة الغربية للدخول الى اراضيها بعد انطلاقة الانتفاضة الثانية في العام 2000، ولم تكن تصاريح الزيارة تعطى الا لعدد محدود من الافراد وللضرورة او في مناسبات خاصة.
ولكن شروق (25 عاما) القادمة من نابلس بدت غاضبة بقولها "هذه أول مرة نحضر وآخر مرة، لن نعيدها. لقد اتعبونا على المعابر. لم يفتشونا لكنهم كانوا يصرخون في وجهنا، ويرسلوننا من مدخل الى آخر، لقد ارهقونا".
وتابعت "والآن، وصلنا الى هنا ولا توجد مظلات، معنا نساء كبيرات في السن لا يتحملن الشمس، الشاطئ مكتظ ولا يوجد مكان للسباحة حتى في الماء"، مشيرة الى صفحة الماء التي عجت بالسابحين.
وقال مدير الارتباط المدني لمنطقة الخليل محمود المطور لوكالة فرانس برس "لقد حصلت منطقة الخليل على 26 ألف تصريح، ولا يحتاج الأطفال حتى 12 عاما الى تصريح. ربما اعطت اسرائيل التصاريح بسبب الوضع الأمني المستقر"، في اشارة الى عدم تنفيذ عمليات كبيرة ضد اهداف اسرائيلية منذ بضع سنوات.
واضاف "برأيي ان الهدف هو انعاش الاقتصاد، فكل فلسطيني يصل الى تل ابيب سيصرف على الاقل نحو 50 دولارا في اليوم. وهذه الالاف التي تذهب يوميا الى هناك ستنشط الاقتصاد".