مندوب الموساد الأسبق في كردستان: مقابل السلاح منح لنا الأكراد فرصة نادرة جدًا للتجسس عن قرب على العراق والشاه طلب منّي اغتيال الخميني كشف مُمثل جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) الأسبق في إقليم كردستان العراق، إليعزر تسفرير، في حديثٍ أدلى به لصحيفة (معاريف) العبريّة، كشف عن العلاقات التاريخيّة بين الإقليم والدولة العبريّة، وقال في معرض حديثه للصحيفة لقد كُتب الكثير عن العلاقات التاريخّية مع الأكراد، مضيفًا أنّ الدولة العبريّة في عهد أوّل رئيس وزراء، دافيد بن غوريون، بحثت، كما تُواصل البحث اليوم، عن أصدقاء أسماهم بالشجعان في منطقة الشرق الأوسط. وتابع: لقد وجدت إسرائيل الزعيم الكرديّ الملا مصطفى البرزاني، وهو والد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان، مشيرًا في السياق ذاته، إلى أنّه في تلك الأيام كانت إيران أيضًا صديقة شجاعة، لكن الجارة العراق كانت تكّن العداء الشديد لإسرائيل والأكراد على حدٍ سواء. وخلُص إلى القول إنّه مقابل تزويد المقاتلين الأكراد بالسلاح الإسرائيليّ لقتال عدوهم حصلت إسرائيل على نافذة لرصد العدو العراقي، وساعدت أيضًا في هجرة اليهود، على حدّ تعبيره. وكان رئيس بعثة (الموساد) في طهران خلال العام 1978 اليعازر تسفرير، قد زعم أنّ احد مستشاري الشاه السابق محمد رضا بهلوي، طلب منه أن يغتال الجهاز الإسرائيليّ، زعيم الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني. ونقلت صحيفة (معاريف)، عن تسفرير، قوله إنّه فيما كانت التظاهرات والإضراب العام يشل الحياة في إيران في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 1978 اتصل به أحد مستشاري الشاه وطلب منه بحث إمكانية اغتيال الخميني، حتى أنّه دعاه إلى مقابلة الشاه للاستماع منه مباشرة لطلب مشابه. وأضاف تسفرير: أغراني موضوع لقاء جلالته كثيرا، لكن أوامر مقر (الموساد) في البلاد كانت مشددة، ومفادها بأننا لا نتدخل في الأمر وقلنا للإيرانيين، إنّه لا يُمكننا أن نكون شرطة العالم. يُذكر أنّه في تلك الأيام، كان الخميني لا يزال في باريس ولم يصل طهران إلا في مطلع شباط (فبراير) من العام 1979، وكان تسفرير مسؤولا ًعن عملية إجلاء 34 إسرائيليًّا من إيران. وأضاف تسفرير، أنّه في الـ11 من شهر شباط (فبراير) من العام 1979 استدعاه رئيس الوزراء شهبور بختيار إلى مكتبه وقال: وجلست معه ساعة كاملة وطلبت منه أن يضمن تقديم مساعدة لي في حال طلبتها لإخراج الإسرائيليين. وتابع أنّ بختيار ردّ: ستسير الأمور في شكل حسن، لكن لو تفعلون شيئًا ما للخميني. وخلُص تسفرير إلى القول إنّ بختيار لم يُوضح قصده صراحة، لكن كلينا فهمنا تماما ما الذي يتوقعون أنْ نفعله. وأشار إلى أنّ الرئيس الفرنسي في حينه فاليري جيسكار ديستان، أوفد وزير الداخلية إلى الشاه وعرض عليه إرسال خلية لاغتيال الخميني، الذي كان لا يزال في باريس، لكن الشاه لم ينتهز الفرصة، على حدّ تعبيره. يُشار إلى أنّه بعد احتلال العراق في العام 2003، فإنّ العشرات من رجال الموساد دخلوا كردستان بصفة مهندسين مقاولات أوْ بصفة خبراء في الزراعة. وفي العام 2004 كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة النقاب عن عملية، ذات أهمية كبرى، حيث أوضحت بأنّ هذه العملية نظمت من قبل داني ياتوم، رئيس الموساد الأسبق، ورجل الأعمال شلومي ميخاييل، مُشدّدّةً على أنّ شركة (كودو)، التي أسست من قبل هذا الأخير مع أفراد من قبيلة البرزاني، حصلت على العقد المثمر جدًا، المتضمن إنشاء مطار اربيل الدولي مع تأهيل الوحدات المكلفة بحراسته.