الجمعة 31-01-2025

عيدنا يوم وحدتنا..

×

رسالة الخطأ

عمر شحادة

عيدنا يوم وحدتنا..
عمر شحادة

على نُدرتها، إعتاد ابناء الشعب الفلسطيني في ايام الاعياد ترديد مقولة "عيدنا يوم عودتنا"،والتي باتت اشبه بشعار سياسي يعكس مكانة "العودة"في الوجدان الشعبي باعتبارها همّاً وهدفاً مباشرا لشعبنا ولملايين اللاجئين في داخل الوطن والمنافي والشتات.
في سنواتنا العجاف الاخيرة المتخمة بالمجازر والمستوطنات والتطهير العرقي والسجون والتهويد والحصار، وكذلك التنكيل باللاجئين الفلسطينيين في بلاد العُرب وبالمفاوضات العبثية وإثراء الأثرياء وإفقار الفقراء وطغيان ثقافة الانقسام وأولوية معركة الصراع على سلطة وهمية تحت الاحتلال على معركة التحرر الوطني، بات يردد الناس مقولة او شعارا جديدا هو "عيدنا يوم وحدتنا ".
لعل في الامر حِكمة شعبية لا يُجانبها الصواب،فلا سبيل لتغيير ميزان القوى المختل ولا سبيل لحماية ولانتزاع ادنى الحقوق الوطنية الا بالوحدة الكفيلة بحشد طاقات شعبنا بأسره وبالتفاف الشقيق والصديق حول برنامجه الوطني المقاوم في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس، الذي اشتقته فصائل وقوى الثورة وتبنته منظمة التحرير وبفضله انتزعت تمثيلها للشعب الفلسطيني.
لم يُجد يوماً، ولم يعد يُجد نفعاً مهادنة الخصم حتى التمكن من لَيَ ذراع الشقيق الضّال او الخلاص منه، "فأكلتُ يوم أكلَ الثورالابيض" هو سائد حالنا الذي يقوض يوما بعد يوم مكانة القضية الوطنية وليس طرفا الانقسام فحسب، ولربما ستأتي لحظة يكون فيها قد فات الاوان حين سيفهم صناع القرار في حركتي فتح وحماس بأن " التفرد " في الشأن الوطني بات مستحيلا دون التفريط بالذات و بالقضية وبالوطن والمواطن.
لن يستطيع حزب او زعيم أوحد قيادة الشعب الفلسطيني في معركة التحرر الوطني، ولن تستطيع حركة فتح حتى لو تحولت الى "حزب بيئة" وليس محض "حزب سياسي"كما يقترح البعض فيها، أن تستعيد تفردها بالقرار الوطني، ولن تستطيع حركة حماس حتى لو اقامت"الخلافة" في القطاع اليوم وليس غداً، أن تحظى بالاستيلاء على القرار والتقرير بشأن الوطن والمواطن.
وحدها فقط، وحدتنا القائمة على الإيمان بالمؤسسة والشراكة الوطنية والقومية الجامعة والبرنامج الوطني المحصَن"بوثيقة الوفاق الوطني" الكاشف للصديق من العدو، وغير القابل للمزايدات والمناقصات أوالعبث بثوابته وثيقة الترابط والتكوين، وبالإحتكام الى شعبنا وصندوق الاقتراع الذي يَمنح من يمنح حق قيادة المؤسسة الوطنية، ليضيف الى رصيدها فحسب في فترة زمنية محددة ومعروفة سلفا يفقد من يتجاوزها شرعيته، مؤسسة اسمها منظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها الوطني المنتخب الذي يمثل بحق كل الفلسطينيين اينما كانوا وحيثما حلوا.
أزفت الساعة للتنادي في رحاب عيد الفطر لعقد لجنة القيادة المؤقتة التي تضم قيادات كل القوى بما فيها حركتا حماس والجهاد الاسلامي لتنفيذ وثيقة المصالحة الوطنية التي وقعوها بايديهم في هدي واحضان ثورة 25 يناير المجيدة، وآن الأوان أن نتعلم العمل والنضال والقيادة معا، تحت رايات البرنامج الوطني الديمقراطي التحرري، فلا فضل لحمساوي على فتحاوي او جبهاوي او.... ولا فضل لفلسطيني على فلسطيني إلا بالكفاءة الوطنية والعطاء والنضال والتضحية من اجل فلسطين.
نهنىء اسرانا وابناء شعبنا جميعا بحلول عيد الفطر ونقول: عيدنا يوم وحدتنا ... عيدنا يوم عودتنا.

انشر المقال على: