الأحد 19-01-2025

تخوف صهيوني من تغيير حزب الله إستراتيجيته في حرب مقبلة

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

تخوف صهيوني من تغيير حزب الله إستراتيجيته في حرب مقبلة

تشير التقديرات السائدة في الجيش الصهيوني إلى أنه في حال نشوب حرب جديدة مع حزب الله فإنه يتوقع أن يكرر الحزب استراتيجيته التي اتبعها خلال حرب لبنان الثانية في العام 2006، التي يصفها الجيش بأنها كانت "بمثابة تعادل مع (إسرائيل): الانتصار من خلال عدم الخسارة".
وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، الخميس، أن "حقيقة أن حزب الله استمر في إطلاق الصواريخ طوال أيام القتال الـ34 ولم يرفع راية بيضاء أمام تقدم قوات الجيش الصهيوني في جنوب لبنان، فإن الحزب يرى بأنه المنتصر في الحرب" في تموز العام 2006.
ولذلك فإن التقديرات السائدة هي أن حزب الله سيسعى إلى تكرار هذا الانجاز، وخوض حرب استنزاف ضد الجبهة الداخلية الصهيونية بواسطة إطلاق عشرات آلاف القذائف الصاروخية لفترة طويلة نسبيا، ويسعى في الوقت نفسه إلى عرقلة العملية العسكرية للجيش الصهيوني في الأراضي اللبنانية، من أجل منع "إسرائيل" من تحقيق انتصار حاسم."
لكن المحلل يستعرض مقالا كتبه ضابط برتبة مقدم في شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية (أمان) ونشر في مجلة "معراخوت" التي يصدرها الجيش، وتحدث فيه عن سيناريو مختلف للحرب المقبلة.
ويستند الضابط إلى سلسلة من التصريحات التي أطلقها قادة حزب الله ومواد منشورة في الموقع الالكتروني للحزب حول "احتلال الجليل" من خلال نقل القتال إلى هذه المنطقة الشمالية المحاذية للحدود.
ورأى الضابط في "أمان" أن على (إسرائيل) أن تأخذ بالحسبان احتمال أن يغير حزب الله استراتيجيته ويخوض في المستقبل حربا من نوع آخر.
وأشار إلى وجود مؤشرات على أن حزب الله يدرس العمل من أجل تقصير مدة الحرب المقبلة "بواسطة خطوات برية في الأراضي (الإسرائيلية)"، ويستند الضابط في تحليله إلى التصريحات التي يكررها قادة الحزب بشأن "احتلال الجليل".
وفي تحليله لحرب العام 2006، كتب الضابط أن "استراتيجية (الانتصار من خلال عدم الخسارة) عكست فهما عميقا من جانب حزب الله لتفوق الجانب الصهيوني: تفوق تكنولوجي، استخباراتي وجوي وقدرة على ضرب أهداف بدقة وقوة فتاكة. وإلى جانب ذلك، أدرك حزب الله نقاط ضعفنا: حساسية عالية للقتلى الذين سقطوا في كلا الجانبين، عدم الرغبة في خوض حروب طويلة والحاجة إلى تحقيق نصر حاد وواضح، ولذلك سعى حزب الله إلى إطالة مدة القتال وإظهار حقيقة صموده حتى نهايتها".
وتابع الضابط أن تمت ترجمة هذه الأفكار إلى ثلاثة مبادئ عملية: تحسين القدرة على امتصاص الضربات والصمود؛ قصف الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"؛ بناء قدرات من أجل عرقلة تقدم الجيش "الإسرائيلي" برا.
وأشار الضابط الصهيوني في هذا السياق إلى أن حزب الله استمر بعد انتهاء الحرب السابقة في التسلح وتعزيز قدراته العسكرية، وفي المقابل، يستعد الجيش في بناء قوته "التي تستند إلى فهم نوايا حزب الله".
ورأى الضابط أن حزب الله بدأ العام 2011 التحدث عن استراتيجية تتعدى الرأي السائد في الجيش الصهيوني حول حرب الاستنزاف.
وأشار الضابط، استنادا إلى تقارير في الصحافة اللبنانية، إلى أن حزب الله أجرى مناورة في شهر آب العام 2012، وشارك فيها قرابة10 آلاف مقاتل، وحاكت سيناريو احتلال الجليل.
وأضاف الضابط أن المسألة ليست متعلقة في ما إذا كان بمقدور حزب الله تنفيذ هذه الأفكار، وإنما هي تدل على "حقيقة أنه منشغل بها".
ورأى الضابط بهذا الأمر بأنه ضوء تحذيري يدل على "تغيير في نموذج قتال حزب الله"، ويعزو ذلك إلى التحولات الحاصلة في البيئة الاستراتيجية التي ينشط بها الحزب، وهذه التحولات ترغم حزب الله على تغيير وجهة نظره من إطالة مدة الحرب إلى تقصيرها، وذلك لأن حزب الله ينشط بشكل أكبر في الحلبة السياسية الداخلية والخارجية اللبنانية "وهذه حقيقة تحمله مسؤولية ما يحدث في الدولة في حال هاجمتها (إسرائيل)".
وأشار الضابط إلى أن حزب الله استند في الماضي إلى فكرة أن المجتمع الصهيوني غير قادر على تحمل خسائر بالأرواح، لكن هذه الفكرة تقوضت في أعقاب اجتياح الضفة الغربية، في العام 2002، وفي لبنان في العام 2006 وفي العدوانيين ضد قطاع غزة في العامين 2008 و2011، كذلك فإن حزب الله فقد السند السوري بسبب الحرب الدائرة في سورية.

انشر المقال على: