إرادة الشعب الفلسطيني اقوى يا عباس
محمد محفوظ جابر
إن المفاوضات السرية الجارية في المنطقة بين الأطراف حول تصفية القضية الفلسطينية هي المحرك الرئيسي للعمل السياسي في هذه المرحلة.
جميع الاطراف تعلم أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون وسيطا نزيها في الصراع العربي الصهيوني وانها طرف منحاز الى جانب شريكها الاستراتيجي الكيان الصهيوني، لذلك فإن البنود السرية لخطة كيري تم تسريبها الى الشارع العربي والشارع الصهيوني لجس نبض ردود الفعل من اجل دراسة كيفية تطبيقها في المرحلة القادمة، وذلك لأنها قضايا هامة جدا وتمريرها في المنطقة ليس سهلا.
ويمكن القول ان الرئيس محمود عباس قد وضع نفسه بين المطرقة الامريكية والسنديان الصهيوني فالطرق مستمر حتى يقدم التنازلات في الاعتراف بيهودية الدولة والقبول بإحدى القرى المقدسية لتكون عاصمته المقبلة والتنازل عن حق العودة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين وعدم الاشراف على الحدود وترك الكيان الصهيوني يحافظ على أمنه، وفي نفس الوقت يقوم الكيان الصهيوني بدور السنديان الذي يقيد حركة عباس حتى يستمر في الخضوع للطرق.
ومن ناحية اخرى هناك مطرقة الفصائل التي ترفض المفاوضات وتطالب عباس ان يتحرر من السنديان الصهيوني بالطرق على جوانبه.
لكن الرئيس الذي انتهت مدة صلاحيته وصلاحياته منذ خمس سنوات يتمسك بالسلطة والمفاوضات وكأنه مصاب بمرض الماسوشيزم (تعذيب النفس) يأبى الرضوخ للارادة الشعبية التي طافت شوارع المدن والقرى والمخيمات تعلن رفضها للمفاوضات ورفضها لخطة كيري التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، كما يأبى الرضوخ لارادة اللجنة المركزية لحركة فتح التي رفضت الاستمرار في المفاوضات.
ان هذا يثير الكثير من التساؤلات لماذا هذا الاصرار على المضي قدماً في هذه المفاوضات المذلة له ولشعبه؟ لماذا لا يستقيل خاصة وانه حان وقت اجراء انتخابات جديدة منذ سنوات ام انه يخشى ان يتم عزله من قبل شعبه؟
ان ارادة الشعب الفلسطيني فوق رغباته بتصفية القضية الفلسطينية وسوف تنتصر ارادة الشعب التي لا ترحم من يخرج عن طاعتها.