يوم القدس العالمي ليكن يوما لاعلان الحرب
ضد الصهيونية والامبريالية
محمد محفوظ جابر
وجه الامام الخميني نداء الى الامة العربية والاسلامية في مبادرة هي الاولى من نوعها في مواجهة العدو الصهيوني بتاريخ 7/8/1979 اعلن فيه ان آخر يوم جمعة في شهر رمضان يكون " يوم القدس العالمي " ، ودعى مسلمي العالم " أن يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم " ، واعتبر أن " تحرير القدس وكف شر هذه الجرثومة الفاسدة (الكيان الصهيوني) عن البلاد الإسلامية هو في الأساس واجب كل المسلمين".
وفي مثل هذا اليوم من كل عام تخرج المسيرات والمظاهرات الجماهيرية وتقام المهرجانات المناهضة للصهيونية والداعية الى تحرير القدس وفلسطين عامة ، وتعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم ، لقد اصبح فعلا يوما عالميا كما نادى به الامام الخميني، واصبحت هذه الحشود العالمية تشكل مشروع جبهة مناهضة للمشروع الصهيوني والمشروع الامبريالي اللذان يستهدفان تفتيت المنطقة ونهب خيراتها ، وتدمير كل من يقف معترضا طريقهم.
ان الجمهورية الايرانية الاسلامية التي انطلق منها نداء القدس تحتفل هذا العام بيوم القدس العالمي وهي مهددة بخطر حرب عدوانية شرسة تستهدف الامبريالية الامريكية والصهيونية منها منع تطورها العلمي والحضاري وضرب تطورها الاقتصادي وافشال مشروعها المقاوم والمناهض لأنه يشكل خطرا استراتيجيا على الكيان الصهيوني وبرامج الولايات المتحدة في المنطقة ولأن ايران تقف سدا منيعا في طريق الاطماع الصهيوامريكية في المنطقة ، ولا شك ان اشعال نار الحرب في سوريا لتدميرها هو جزء من المخطط لتفكيك قوى المقاومة والممانعة وهي حرب لن تتوقف عند هذه الحدود وهذا ما يؤكده النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم حيث قال للإذاعة الإسرائيلية العامة ' إذا قامت سوريا والتنظيمات في لبنان وغزة بمهاجمة إسرائيل في أعقاب الهجوم على إيران فان إسرائيل بإمكانها وقف مجرى الحياة الطبيعي في هذه الدول والمناطق من خلال ضرب البنى التحتية فيها مثل محطات توليد الكهرباء والمصافي وغيرها,وفي الوقت الذي يسمحون لأنفسهم بتقديم المال والسلاح للمعارضة الارهابية في سوريا فإنهم يرفضون ان تقف ايران مساندة لحليفتها سوريا وهذا ما اشار له وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا "علينا أن نتأكد من أن إيران لا تمارس أي نوع من النفوذ في سورية وتحاول أن تحدد مستقبل .. الشعب السوري "،اما الولايات المتحدة فلها الحق بتحديد مستقبل الشعب الوري في حاضنتها.
ان هذه الصورة تتطلب التفافا عربيا واسلاميا حول ايران لتشكيل جبهة مناهضة للامبريالية الاميركية والصهيونية لافشال مخططاتهما في المنطقة.
وتحت ستار الخوف من النووي الايراني يقوم العدو الصهيوني بتهويد القدس وهو يمتلك استراتيجية واضحة تجاه تهويدها ويسير ضاربا بعرض الحائط كل القرارات الدولية التي تمنعه من تهويد القدس معتمدا على حليفه الاستراتيجي الولايات المتحدة لحمايته وتسهيل اعماله المخالفة للاتفاقيات والقوانين الدولية .
والسؤال هو:
من يوقف المد الاستيطاني التهويدي الذي يصهين القدس في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية وحتى اسماء الشوارع في القدس لم تعد عربية بل اطلق العدو الصهيوني عليها اسماء صهيونية توراتية .
كيف يوقف هذا المد التهويدي قبل ان يبتلع الاستيطان الصهيوني القدس والدول العربية تتآمر على بعضها ؟
لا شك ان يوم القدس العالمي لايلغي الجهاد او النضال من اجل القدس في اي يوم من ايام السنة بل هو دعوة تضامنية ليكون هذا اليوم من ايام النضال مميزا بفعالياته العالمية وتحريك العالم تجاه القدس.لذلك وفي هذه المناسبة ليكن يوم القدس العالمي يوما لوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الامة العربية ووحدة الامة الاسلامية ويوما لاستراتيجية موحدة من اجل تحرير القدس وفلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر.