![](https://wbpalestine.com/sites/default/files/styles/article_image/public/mahfoz_jaber_0.jpg?itok=sQVJ3hzq)
القدس مدينة لا حدود لها عاصمة لأكثر من دولة، أحياناً يتحدث زعماء الكيان الصهيوني عن القدس قائلين: " القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأبدية " وهذا يعني الجزء الغربي من القدس الذي تم احتلاله عام 1948 إضافة إلى الجزء الشرقي من القدس والذي تم احتلاله عام 1967 وعندما يتحدث هؤلاء الزعماء عن القدس لتكون عاصمة لدولتين : صهيونية وفلسطينية يتحدثون عن " القدس الكبرى " وهي تبتلع 25٪ من أراضي الضفة الفلسطينية ، لماذا ؟ حتى إذا تم التنازل تكون الأحياء التي اقتطعت من الضفة وضمت إليها هي الأحياء التي تصبح عاصمة فلسطين ويتم التنازل عنها وتبقى القدس عاصمة لهم. وبالتالي فإن القدس تبقى عاصمة الكيان الصهيوني ويقيمون عاصمة فلسطينية في"القدس" والمرسومة حسب الخرائط الصهيونية خارج الطوق الاستيطاني المحيط بالقدس . وجاءت خطة كيري المتساوقة مع مفهوم القدس حسب الخارطة الصهيونية لتدعو إلى تقسيم القدس وربما تقسيم المسجد الأقصى أيضاً الذي يتعرض لهجمات صهيونية يومياً . والتسريبات تقول:" تقسيم القدس الشرقية "المحتلة عام 1967استناداً إلى خطة كلينتون أيام ياسر عرفات وإضافة إلى ذلك تشكيل لجنة دولية تشارك فيها السعودية والأردن لإدارة المدينة . بينما تتحدث الدوائر الأمريكية عن ضرورة " أن يشعر الفلسطينيون أنهم نجحوا في إقامة عاصمة إدارية لهم في القدس ، والحديث يدور حول منطقة شعفاط في محيط القدس المحتلة 1967 بإعتبارها المكان المؤهل لاستضافة العاصمة الفلسطينية الادارية وفي محيط جغرافي دائري يبدأ من أحياء شعفاط ويمتد نحو واد الجوز . كيري إذن يطرح القدس الكبرى والتي تصل حدودها الشمالية إلى رام الله وحدودها الجنوبية إلى الخليل بينما تصل شرقاً إلى مدينة أريحا وأما الجهة الغربية فهي المحتلة عام 1948 إضافة إلى " المنطقة الحرام " التي كانت تشكل فاصلاً بين الحدود بعد عام 1948 وتم ابتلاعها أيضاً بعد عام 1967 . إذن خدعة كيري بتقسيم القدس الكبرى مكشوفة لأنها تعني تنازل صهيوني عن أحياء من الضفة الفلسطينية وليس أحياء القدس المحتلة عام 1967 . وما قول الرئيس الفلسطيني محمود عباس مخاطباً الطلاب الصهاينة:" لا نريد تقسيم القدس بل إبقائها مدينة مفتوحة تكون عاصمة الدولتين " ، سوى تساوقاً مع التعامل مع القدس الكبرى وفي هذا بداية لتنازل جديد عن أن الجزء الشرقي تم احتلاله عام 1967. وهو جزء من الضفة المحتلة أيضاً التي يساوم عليها مقابل التنازل عن فلسطين المحتلة عام 1948 ، وتأتي خطة كيري بزج الأردن في قضية القدس وأن يكون مشرفاً على الأماكن المقدسة تأكيداً على اتفاقية عباس مع الملك عبد الله الثاني في آذار 2013والتي أعطت الوصاية للأردن ، بينما كان قد ثبت ذلك في معاهدة وادي عربة في حينها . إن هذا الاشراف ليس سوى توريط الأردن في عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني أكثر فأكثر وترسيخ هذا التطبيع بصورة دينية سياسية مما يعني مساهمة الأردن في تصفية القضية الفلسطينية . وهذا يفسر تراجع الحكومة الصهيونية عن مطلبها رفع الوصاية. رغم ذلك فإن حكومة ناتنياهو وفي سباق مع الزمن بدأت باستكمال الجدار التوسعي حول القدس وقامت بتقسيم بيت صفافا وأطلقت مشاريع بناء وحدات استيطانية حول القدس وفيها لترسيخ أمر واقع على الأرض وكسب مساحات من الأراضي لتكون جزءاً من أراضي عاصمتها الأبدية وأكد ناتنياهو أن القدس لن تعود مقسمة بل ستبقى موحدة عاصمة أبدية لإسرائيل . نستخلص من ذلك أن تهويد القدس مستمر وأن كيري ينفذ المطالب الصهيونية حول القدس وأن لا حل للجانب الفلسطيني سوى وقف المفاوضات التي ثبت تاريخياً أنها تستخدم فقط لتقديم التنازلات تلو التنازلات دائماً .