واشنطن -خاطب وزير الخارجية الأميركي جون كيري منظمة "إيباك"، اللوبي الإسرائيلي الأقوى في العاصمة الأميركية مساء الاثنين، قائلا انه يريد حلا عادلا لقضية اللاجئين الفلسطينيين شرط عدم المساس بـ "يهودية إسرائيل".
وافتتح كيري حديثه بذكر علاقاته "التاريخية" مع منظمة "إيباك" واصفاً المؤتمرين بأنهم "أقوياء وقوتكم هي نابعة من التراث الأميركي الديمقراطي، وأن علاقتنا هي علاقة فريدة من نوعها؛ أنتم نبراس نير على العالم، ونموذجاً للعام بالكرامة والقيم المشتركة".
وأشار كيري إلى أن "التهديد الكبير الثاني الذي تواجهه إسرائيل بعد إيران يكمن في عدم إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال التوصل لسلام بينهما يضمن أمن ويهودية إسرائيل كدولة ديمقراطية بين شعبين يريدان التعايش مع بعضهما البعض".
وتعاطف كيري مع الإسرائيليين قائلا "كيف أشعر مع الإسرائيليين الذين يتعرضون للقصف الصاروخي".
وامتدح الوزير الأميركي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قائلا انه "يريد السلام ويعي أن أمن إسرائيل يكمن في ضمان أمن إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية".
لكن كيري قال "إن الرئيس محمود عباس يتوق للسلام ويؤمن به وينسق مع قوى الأمن الإسرائيلية لمنع العنف؛ وهو يعي أن أحفاده، وبقية الشعب الفلسطيني يعون أيضاً أن السلام يأتي عبر قيام حل الدولتين".
ورفض كيري المقارنة بين الانسحاب من غزة أو لبنان وبين حل السلام الشامل مع الفلسطينيين مؤكداً "لن نقبل بأي سلام يعرض أمن إسرائيل للخطر، وليس لدينا أي أوهام ولن نكرر خطأ الانسحاب الفردي من لبنان أو غزة"، مؤكداً "لن نسمح بأن تصبح الضفة الغربية غزة أخرى، ولا تقر بيهودية إسرائيل".
وقال كيري "الدولة الفلسطينية ليست معروفاً للفلسطينيين بل هي في مصلحة إسرائيل".
وأدان كيري مبادرات المقاطعة ضد إسرائيل مؤكداً أنه يرفض هذا الأسلوب جملة وتفصيلاً.
وأضاف كيري "على الفلسطينيين والعرب الاعتراف والتطبيع مع إسرائيل (..) ان هناك من القواسم المشتركة بين العرب وإسرائيل دون أن يفرقهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي (..) نحن نعرف شكل السلام النهائي؛ اتفاقات أمنية تترك إسرائيل أكثر أمنا، والاعتراف والتطبيع".
وشدد كيري على انه "نريد حلاً عادلاً للاجئين الفلسطينيين دون المساس بيهودية إسرائيل".
وبشأن ملف النووي الإيراني، قال كيري "سنلتقط هذه الفرصة؛ ربما الفرصة الأخيرة لإعطاء الدبلوماسية الفرصة التي تستحق، وإن الدبلوماسية القوية هي التي تجعل من هذه اللحظة لحظة مواتية لإبرام الاتفاق (مع إيران)، ودعوني أؤكد لكم أننا سنضمن ثم نضمن، ثم نضمن أمن إسرائيل، ولن نستخدم فقط مبدأ نثق أولاً ومن ثم نوثق ونضمن، بل هدفنا التوثيق أولاً وأخيراً".
وأكد كيري أن نظام العقوبات المفروض على إيران سيبقى قائماً إلى أن ترضخ إيران وتقبل بالتخلي بالكامل عن برنامجها النووي المسلح، "وقد نجحنا من خلال اتفاقنا أن نجبر إيران، ليس فقط التوقف، بل العودة إلى الخلف وعدم القبول بأي نسبة؛ صفر من التخصيب".
من جهته، قال نتنياهو "إن الأولوية الأولى هي منع إيران من امتلاك القنبلة النووية بكافة الوسائل".
وتحدث نتنياهو عن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية قائلا"لقد قدمت إسرائيل الكثير من أجل السلام عبر الـ 20 عاماً الماضية وأنني آسف لقولي أن الفلسطينيين لم يقوموا بالمثل، ولم يوقفوا تحريضهم؛ رغم أننا أخلينا غزة بالكامل ولم نحظ بمقابل".
وشدد نتنياهو "إن على الرئيس عباس وعلى الفلسطينيين الذين يطالبون باعتراف إسرائيل بوطن قومي لهم، أن يقروا أيضاَ بأن إسرائيل وطن اليهود القومي منذ 400 عام"، على حد قوله.