الأحد 24-11-2024

اتفاق إطار و"طبخة سياسية" والصفقة تعلن بـ"شكل هادئ"بعد زيارة "نتن ياهو" لواشنطن

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

اتفاق إطار و"طبخة سياسية" والصفقة تعلن بـ"شكل هادئ"بعد زيارة "نتن ياهو" لواشنطن
22-2-2014/نقلاً عن "القدس العربي"
دون أن تكشف القيادة الفلسطينية رسميا عن فحوى ما دار في العاصمة الفرنسية باريس، من مباحثات بين الرئيس محمود عباس وطاقمه، وبين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، فإن الناتج يشير إلى قرب الإعلان بشكل هادئ عن ‘طبخة سياسية’ تطيل عمر المفاوضات حتى آخر العام، تحفظ للفلسطينيين ماء الوجه، من خلال الحصول على بعض المطالب التفاوضية، لكنها لا تتجاهل في ذات الوقت رغبات "إسرائيل" الأمنية والسياسية.
فالحديث الأكيد الذي تجاهلته وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية المملوكة للسلطة، يؤكد أن لقاء باريس ليس استكشافياً، ولم يخصص لالتقاط الصور أو استعراض المواقف، بل أن أهمية ظهرت في لقاءين متتاليين لأبو مازن مع كيري، في ظل لقاءات ونقاشات أجراها الطرفان أبو مازن وكيري مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة، الذي حضر لباريس، ليكون حاضرا في بحث مسائل الحدود والقدس.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي التقى بكيري وبمعيته الطاقم الفلسطيني المختص بالتفاوض في مقدمتهم الدكتور صائب عريقات التقى مرتين بكيري، تخللهما في المنتصف لقاء مع ناصر جودة.
ولا تملك أي من المصادر الفلسطينية في الضفة الغربية القريبة من مؤسسة الرئاسة بعد أي معلومات تفصيلية عمّا دار في اللقاء، سوى تأكيد أحدهم أن كيري طلب رسميا من أبو مازن الموافقة على تمديد المفاوضات حتى نهاية العام، دون أن يغفل أن يقدم بعض المزايا للفلسطينيين، ‘لم يكشف عنها بعد’. ويؤكد السياسي الفلسطيني أن الصفقة ربما يعلن عنها قريبا وبـ’شكل هادئ’، ويبرر التمديد على أن هدفه استكمال بحث ملفات الحل النهائي، ضمن صفقة ‘اتفاق الإطار’.
وبشكل يدل على سرية ما دار من نقاش في باريس، اكتفت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ‘وفا’ بالقول إن الرئيس عباس التقى بكيري في لقاء ثانٍ خلال أربع وعشرين ساعة، لاستكمال بحث تطورات العملية السلمية والمفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي".
وذكرت أنه حضر اللقاء كل من عريقات ونبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، والمستشار أكرم هنية، وسفير دولة فلسطين لدى فرنسا هايل الفاهوم. لكن ما بات أكيدا أن أبو مازن سيعود من باريس وبين يديه خطة الإدارة الأمريكية القادمة لدفع المفاوضات، والتي ستعرض رسميا على رئيس الوزراء "الإسرائيلي" نتن ياهو حين يزور واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما في الثاني من الشهر المقبل.
وسيعقد الرئيس عباس اجتماعا للقيادة الفلسطينية لوضعها في آخر الترتيبات الأمريكية الخاصة بعملية التسوية، وسيطلعهم على خطة ‘اتفاق الإطار’.
وعلمت ‘القدس العربي’ أن طاقم المفاوضات الأمريكي بقيادة مارتن إندك سيكثف من اتصالاته على الأرض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الأيام القادمة، وقبل انتهاء الشهر الجاري، للتوصل إلى صيغ مقبولة قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتن ياهو للبيت الأبيض.
وفهم من أحد المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية أن التحفظات على خطة ‘اتفاق الإطار’ سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين ستؤخذ بعين الإعتبار، لكنها لن تكون عائقا أمام تأجيل الإعلان عن هذا الاتفاق قبل انتهاء موعد المفاوضات يوم 29 من الشهر المقبل.
ويتوقع أن يصار إلى عقد لقاء بجمع بين عباس ونتن ياهو بحضور أمريكي حال جرى الاتفاق على نقاط ‘اتفاق الإطار’ وتمديد المفاوضات، خاصة وأن لقاءات باريس بحثت بعمق القضايا الجوهرية المطروحة على بساط المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكشفت صحيفة ‘معاريف’ العبرية في هذا الشأن في عددها أمس أن كيري مارس ضغوطات كبيرة على الرئيس عباس لحضه على الموافقة على بقاء قوات عسكرية إسرائيلية على طول نهر الأردن مع الضفة الغربية.
وذكرت أن كيري يميل للموقف الإسرائيلي بهذا الشأن، وأنه أبلغ عباس أن هذه المسألة تعتبر ‘مسألة حياة أو موت’ بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتن ياهو.
ولفتت إلى أن موقف كيري برره أن الجانب الإسرائيلي يقول أن خطر تنظيم ‘القاعدة’ ومنظمات جهادية أخرى يتهدده على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وأوضحت الصحيفة أن عباس رفض من جانبه هذا المقترح، وأنه بسبب ذلك لا زال الخلاف بشأن الملف الأمني كبيرا بين الطرفين.
وفي هذا السياق قال الوزير عن حزب ‘الليكود’ الإسرائيلي جدعون ساعر إن منطقة غور الأردن ‘إسرائيلية وأن المستوطنات فيها ستبقى وستزدهر’، وأضاف ‘ضمان أمن إسرائيل يستوجب وجود عمق إستراتيجي ولا بد أن تمر الحدود في غور الأردن لأن البديل هو مرورها في كفار سابا ونتانيا وهذا أمر لا يقبله العقل’.
وأعرب عن اعتقاده أنه ليس هناك وجود عسكري من دون استيطان، زاعما ‘عندما لا يوجد استيطان ينعدم الأمن ويوجد إرهاب’.
وقال أيضا أن تجميد البناء في المستوطنات لن يساهم في دفع العملية السلمية ، وقال إن بلاده رفضت هذا المطلب في السابق ‘ويجب رفضه اليوم أيضا’.

انشر المقال على: