تقرير: 9000 اقتحموا الأقصى واعتقال 1450 مقدسياً وهدم 95 منشأة بـ2013
أصدر مركز معلومات وادي حلوة – سلوان تقريره السنوي، رصد خلاله انتهاكات سلطات الاحتلال في مدينة القدس، خلال عام 2013 الماضي.
وذكر التقرير "أن عام 2013 شهد تصعيدا "إسرائيليا" خطيرا بحق المسجد الأقصى على مستوى حكومة وقوات الاحتلال والجماعات اليهودية، بالدعوات الواضحة والصريحة خلال جلسات "الكنيست "وجلسات خاصة بتقسيم الاقصى بين المسلمين واليهود، على غرار الحرم الابراهيمي في الخليل، اضافة الى الكشف عن مخططات لتقسيمه وبناء الهيكل المزعوم في أجزاء منه".
وأكد التقرير "أن أكثر من 9050 مستوطناً اقتحموا المسجد الاقصى خلال العام الماضي، بينهم وزراء في حكومة الاحتلال، وعدد من المسؤولين ومن النواب، و2342 من عناصر المخابرات والجنود، و1876 من "ضيوف" شرطة الاحتلال، وذلك حسب رصد وتوثيق دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، علما ان أكثر الاشهر التي شهدت الاقتحامات هي شهر أيلول باقتحام 1595 متطرفا خلال ايام "عيد الغفران" اليهودي، وتموز 1133 متطرفا بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، وآذار 1004 بـ"عيد الفصح”، وأيار 1007 "ذكرى الاستقلال".
وأوضح التقرير أن الاقتحامات تتم كل أيام الأسبوع (ما عدا الجمعة والسبت) من باب المغاربة الذي استولت سلطات الاحتلال على مفاتيحه عقب احتلال القدس وتشرف على هذا البرنامج، في حين ترفضه دائرة الاوقاف الاسلامية، ويتصدى له المرابطون في المسجد الاقصى.
كما منعت قوات الاحتلال صلاة الجمعة في المسجد الاقصى خلال العام الماضي 6 مرات، أربع جمع متتالية في شهري آذار ونيسان، ومرتين في شهر أيلول.
أما على صعيد اقتحام قوات الاحتلال (القوات الخاصة والقناصة والمخابرات والمستعربين) لساحات الاقصى فقد تمت في العام المنصرم 13 مرة.
وأبعدت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 350 مواطنا عن المسجد الأقصى، لفترات متفاوتة تبدأ من أسبوع حتى ستة أشهر، مع امكانية التمديد لفترات اخرى، ومن أبرز المبعدين مدير المسجد الدكتور ناجح بكيرات.
ولفت التقرير الى أبرز احداث في المسجد الاقصى في المدة المذكورة، ومنها: ركل ضابط بشرطة الاحتلال نسخة من المصحف الشريف والدوس عليه داخل ساحات الاقصى، ونزع حجاب سيدة في باحات المسجد، ومحاولات لاقتحام مسجد قبة الصخرة، اضافة الى رفع العلم "الاسرائيلي" في ساحاته، وشرب الخمر، وقيام مستوطنة يهودية وهي ترتدي بدلة عروس بيضاء بأداء طقوسها عند باب القطانين وهو الباب المطل مباشرة على مسجد قبة الصخرة المشرفة.
وتابع التقرير: خلال العام الماضي أصرّ الحاخام المتطرف "يهودا غليك" على قيادة اقتحامات يومية للمسجد الاقصى المبارك، رغم إثارته المشاكل في ساحاته، واستفزازه لمشاعر المسلمين، علما ان الشرطة منعته من الدخول مدة 6 أشهر، وبصورة مفاجئة ألغت قرار الإبعاد، مع تعهد قائد شرطة البلدة القديمة في القدس بعدم التعرض له أثناء اقتحامه للأقصى.
وحسب التقرير، فقد سجّل العام الماضي ارتفاعاً ملحوظاً بحملات الاعتقال للمقدسيين، ولم يستثني الاحتلال الأطفال أو النساء أو كبار السن، والمرضى من الاعتقالات التعسفية، وشملت الاعتقالات كافة البلدات والقرى والأحياء المقدسية: العيسوية، الشيخ جراح، الطور، الصوانة، سلوان، وادي الجوز، حارات القدس القديمة، بيت صفافا، صور باهر، جبل المكبر، مخيم شعفاط، بيت حنينا.
ورصد مركز المعلومات العام الماضي اعتقال 1450 مقدسياً، من بينهم 450 طفلاً، و25 سيدة، وكان أكثر الأشهر التي شهدت الاعتقالات هي: آذار، وحزيران، وأيلول، فيما سجل شهر شباط اعتقال طفل من سلوان يبلغ 5 سنوات ونصف فقط، كما سجل شهر كانون الثاني اعتقل طفل من العيسوية يبلغ 8 سنوات، وخلال الايام الاخيرة من الشهر الاخير اعتقلت القوات 3 أطفال اعمارهم 7 سنوات من ساحات المسجد الاقصى، وفي سابقة قانونية خطيرة أصدرت الشرطة في شهر تشرين ثاني الماضي أمر اعتقال لطفل مقدسي من حارة السعدية يبلغ من العمر 4 سنوات فقط، وهو محمد زين الماجد، وبعد مداهمة منزل العائلة لتنفيذ الامر فجرا فوجئ الضابط المسؤول بصغر سنه.
وشهد العام الماضي انتهاكا بحق اكثر من 20 طفلا من أحياء القدس، وتم التحقيق معهم في “زنازين 20″، حيث يعزل الطفل نهائيا عن العالم الخارجي بتمديد توقيفه حوالي اسبوع ويمنع كذلك من زيارة محامي، اضافة الى عقد جلسات سرية له، وخلال ذلك يوضع الطفل في زنازنة انفرادية تفتقر لأدنى مستويات الحياة.
وأوضح التقرير أن طرق وأساليب الاعتقالات تميزت خلال العام المنصرم، والتي تمت من المنازل بعد مداهمتها في ساعات الفجر الاولى، أو بعد منتصف الليل، والاعتقالات الجماعية بعد قمع الفعاليات المختلفة بالمدينة، ومعظمها كانت تتم على أيدي وحدة المستعربين.
وحول عمليات الهدم، أوضح التقرير أن هذه العمليات تواصلت من قبل بلدية الاحتلال والادارة المدنية في كافة أحياء مدينة القدس خلال العام الماضي، كما اجبرت البلدية العديد من اصحاب المنازل على هدم منازلها بيدها، مهددة اياهم بالسجن وبفرض غرامات باهظة اضافة الى اجبارهم على دفع أجرة الهدم.
ورصد المركز خلال العام الماضي هدم 33 منشأة سكنية (أبنية سكنية، وغرف، ومنازل، ومضارب، وكرفانات)، كما تم هدم 15 منشأة سكنية وتجارية قيد الانشاء، و12 منشاة سكنية ذاتيا، 35 بركسا سكنيا ولتربية الاغنام، وأدت عمليات الهدم الى تشريد 446 مواطنا، وتمت عمليات الهدم في: بيت حنينا وشعفاط والطور والصوانة والعيسوية وسلوان وصور باهر وجبل المكبر والبلدة القديمة وبيت صفافا وشارع صلاح الدين.
وفي اعتداء على التاريخ والحضارة في البلدة القديمة من القدس هدمت جرافات الاحتلال خلال شهر شباط قناطر وأبنية على شكل أقواس تقع في الجهة الشمالية لساحة البراق، تمهيداً لتنفيذ مخطط بناء مركز ديني يهودي في الساحة المعروف باسم “بيت شتراوس”، مؤلف من 4 طوابق بمساحة 900 متر مربع، وسيستخدم كمدخل رئيسي للأنفاق الموجودة اسفل المسجد الاقصى.
ويلاحق كابوس هدم المنازل الآلاف من المواطنين المقدسيين، وذلك بعد توزيع اخطارات الهدم عليهم، وكانت الحملة الاكبر العام الماضي في مخيم شعفاط والاحياء الملاصقة له (حيي رأس شحادة رأس خميس)، حيث وزعت الاخطارات على 200 بناية سكنية، تؤوي 16 ألف نسمة، ناهيك عن الاخطارات التي توزع بصورة مستمرة في كافة الاحياء المقدسية، كما اصدرت سلطات الاحتلال قرارات هدم لمسجدين في بلدة سلوان، مصلى النساء في مسجد “محمد الفاتح” في حي رأس العامود، ومسجد القعقاع في حي عين اللوزة.
وحول اعتداءات المستوطنين، ذكر التقرير أن الجماعات اليهودية المتطرفة نفذت خلال العام الماضي بتوقيع من عصابة "تدفيع الثمن" اليهودية والمستوطنين عدة اعتداءات ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، اضافة الى الاعتداء على السكان في منازلهم وأثناء عملهم بشوارع القدس الغربية، والشرقية، أو أثناء سيرهم أمام منازلهم.
وتم الاعتداء على مقبرة مأمن الله مرتين خلال العام الجاري، بخط الشعارات العنصرية عليها على النبي محمد عليه الصلاة، وتحطيم شواهد للقبور، كما تم الاعتداء على مسجد النبي داود بتكسير واجهاته ورخامه العثماني، كما تم تسجيل ثلاثة اعتداءات على كنائس، وهي “رقاد السيدة العذراء” و”الكنيسة البروتستانت” و”الكنيسة اللاتينية”، بخط شعارات عنصرية على النبي عيسى عليه السلام، وبتحطيم شواهد أكثر من30 قبراً في المقبرة المسيحية البروتستانتية في منطقة مقام قبر النبي داود، وقد اعتدت مجموعة من المستوطنين اليهود على الكنيسة اللاتينية في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بتكسير شواهد القبور وخط الشعارات العنصرية عليها.
كما اعتدت عصابات المستوطنين على المقدسيين خلال أعيادهم، ففي عيد الشعلة تعمدوا اشعال النيران بالقرب من المنازل والممتلكات، مما ادى الى احتراق حدائق منازل وسيارات في حي الشيخ جراح، وسيارات تابعة للأمم المتحدة في جبل المكبر، كما تم الاعتداء على المقدسيين خلال مسيرة للمستوطنين في ما يسمى “عيد الخراب،” و”عيد الاستقلال”.
وخلال العام المنصرم تم طعن 4 مواطنين مقدسيين بالآلات الحادة، تفاوتت اصابتهم بين بالغة وطفيفة، 23 مواطنا تعرضوا للضرب بالأيدي والحجارة والعصي والادوات الحديدية والزجاج، و10 مواطنين تعرضوا للرش بالفلفل، ومن بين المعتدى عليهم 7 أطفال (طلبة مدرسة أثناء توجههم الى المدرسة، وفتية)، و5 سيدات، و6 سائقي سيارات تكسي، كما تم تسجيل تخريب 65 سيارة للمواطنين المقدسيين، بحرق 3 سيارات، والبقية تم اعطاب عجلاتها ورش شعارات عنصرية عليها.
من جهة اخرى، استولت جمعية “عطيرت ليوشنة” على محلين تجاريين في طريق الهكاري بالقدس القديمة، بحجة انها املاك يهودية منذ قبل عام 1948، وحاول المستوطنون كذلك الاستيلاء على شقة سكنية لعائلة جابر في حي شعفاط من خلال التلاعب بقرار لمحكمة الصلح، فضلاً عن عدة اعتداءات نفذها المستوطنون الذين يعيشون في الاحياء المقدسية.
وفي سياق الاعتداء على الأراضي والأملاك صدر قرار اخلاء لعائلة صيام من منزلها في حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين، وتعيش العائلة فيه منذ ستينات القرن الماضي، في وقت يدعي حارس املاك الغائبين أن العائلة تعيش فيه منذ عام 1968 لإسقاط الحماية عنها، ويطالب القائم على حارس املاك الغائبين بدفع مبلغ 40 الف شيكل لتجميد اخلاء العائلة.
كما حاول مستوطنون الاستيلاء على منزل وقطعة أرض في حي الطور، اضافة الى محاولتهم الاستيلاء على عقار عائلة رويضي الكائن في منطقة العين بسلوان، وهو مؤلف من 3 طوابق (5 شقق سكنية) ويعيش فيه 30 شخصاً، وهو باسم المواطن جمعة محمد سالم درويش رويضي.
وعلى صعيد الاستيطان، لفت التقرير الى أن الاحتلال واصل طرح المشاريع الاستيطانية واستمر في عملية البناء، حتى خلال فترة المفاوضات التي استؤنفت منذ اربعة اشهر، وتمت الموافقة على بناء 2433 وحدة سكنية في مستوطنات: (جيلو ورامات شلومو وتلبيوت)، خلال اشهر نيسان وآب وتشرين أول الماضي.
كما تمت الموافقة على بناء الوحدات الاستيطانية في ساحة باب المغاربة “موقف جبعاتي” المقام على مدخل قرية سلوان، وعلى انشاء “حديقة وطنية” على أراضي قرية العيسوية والطور، وذلك في شهر تشرين الثاني الماضي، وسيعمل المخطط على مصادرة 740 دونما من أراضي المواطنين. كما طرحت حكومة الاحتلال عطاءات لبناء 2015 وحدة استيطانية في مستوطنات “بسجات زئيف” المقامة على اراضي بيت حنينا، و”هار حوماه”، و”رمات شلومو” المقامة على اراضي شعفاط، و”جيلو” المقامة على اراضي قرية بيت صفافا.
واستمرت فعاليات ونشاطات لجان المقاومة الشعبية في مدينة القدس، والتي قوبلت بصد من قبل الاحتلال، ونجحوا ببناء قرية “باب الشمس”، وحي” أحفاد يونس” تصديا لمحاولة مصادرة الارض لصالح المشروع الاستيطاني المعروف (أي 1) ، وبعد عدة ايام تم عملية الهدم والاخلاء، اضافة الى اعتقل كل ناشط تواجد في المنطقة.
كما تم هدم أجزاء واحداث ثغرات في الجدار العنصري الذي يفصل بين مدينة القدس وقريتي العيزرية وأبو ديس، وبلدة بير نبالا، تأكيدا على حق المواطنين بالوصول الى مدينتهم القدس المحتلة. في حين هدمت قوات الاحتلال عدة مرات خيمة “صمود الزيتون” التي اقيمت على أرضي شعفاط المهددة بالمصادرة لصالح شارع 21 الذي يربط المستوطنات مع بعضها البعض.
كما هدمت قوات الاحتلال خيمة الاعتصام في حي الشيخ جراح المقامة امام منزل عائلة شماسنة عدة مرات خلال شباط الماضي، وهدمت خيمة الاعتصام في العيسوية تضامنا مع ابنها سامر العيساوي اثناء خوضه اضرابا مفتوحا عن الطعام.
كما لاحقت سلطات الاحتلال النشطاء في خيمة الاعتصام التي اقيمت على أراضي قرية بيت صفافا، تحديا لشق شارع 4، الذي يُصادر أراضيها ويحرم السكان من التواصل.
وتعمدت سلطات الاحتلال خلال العام الماضي قمع حرية الرأي والتعبير في القدس، بمنع كافة الفعاليات والنشاطات (ثقافية، رياضية، وطنية) التي كانت تنظم في مكان مغلق أو في الشوارع، حيث منعت تنظيم فعاليات تضامنية للأسرى، وفعاليات مناصرة للأقصى، ومسيرة ليوم المرأة، ويوم الأرض، وضد شق شارع بيت صفافا الذي يقسم القرية، وقانون برافر، وأسبوع الطفل الفلسطيني، وذكرى رحيل الرئيس أبو عمار، واقامة مهرجان ربيع القدس، ومارثوان رياضي.
وخلال العام الماضي تعمدت سلطات الاحتلال استهداف طواقم المسعفين والصحفيين، أثناء تواجدهم في اماكن الحدث، بملاحقتهم والاعتداء عليهم واعتقالهم، مما ادى الى اصابة العديد منهم بجروح ورضوض مختلفة.
وجاء في التقرير: في العام الماضي تواصلت المشاكل التعليمة في القدس، والمتمثلة بنقص الغرف الصفية، وعدم بناء مدارس جديدة من قبل بلدية الاحتلال للطلبة، مما اضطر الاهالي لتسجيل ابنائهم في اماكن بعيدة عن مكان سكنهم في ظل تخاذل وصمت البلدية.
أما المدارس الاكثر تضررا عام 2013 ، فهي مدارس الاقصى الشرعية حيث تعطلت الدراسة فيها الدارسة 6 أيام (4-12-18-25 أيلول)، و ( 7-5 أيار)، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى، علما ان الأقصى يضم 3 مدارس وهي (رياض الأطفال- المرحلة الأساسية، والثانوية الشرعية للبنات، والثانوية الشرعية للبنين – مرحلة أساسية أولى وثانوية)، ويوجد فيها حوالي 500 طالب.
كما تشوشت الدراسة في مدرسة دار الأيتام المطلة على أبواب المسجد الأقصى، عدة أيام وتم اقتحامها، وتم القاء القنابل الصوتية باتجاهها.
وخلال العام الماضي اعتقلت قوات الاحتلال طالبين من مدرسة الزهراء والايتام اثناء تواجدهما أمام باب المدرسة، بحجة القاء الحجارة، وذلك في شهر تشرين الأول وكانون الأول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ