تقرير: المستوطنون دمرّوا ثمانية آلاف شجرة زيتون خلال 2013
وثّقت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان اعتداءات مستوطنين طالت ثمانية آلاف شجرة زيتون في محافظات الضفة خلال 2013.
وقالت المؤسسة في تقريرها السنوي: "إن اعتداءات المستوطنين تنوعت بين اقتلاع وحرق وتقطيع وتكسير لأشجار الزيتون، وإغراق بالمياه العادمة.
وتشير الاعتداءات التي تم توثيقها إلى ارتفاع وتيرة الاعتداءات واستخدام المستوطنين لوسائل أكثر تدميرا، ومنها استخدام مواد كيماوية سريعة الاشتعال.
وبالاستناد إلى لقاءات كانت أجرتها التضامن طوال العام الماضي مع عدد من رؤساء المجالس القروية والناشطين في مجال الاستيطان ومزارعين وشهود عيان، رجحت المؤسسة قيام المستوطنين باستخدام مواد كيماوية سريعة الاشتعال، لضمان القضاء على أكبر قدر ممكن من الأشجار قبل وصول طواقم الدفاع المدني والأهالي لإخماد النيران.
وأشار رؤساء المجالس في قرى وبلدات جنوب نابلس إلى أن مستوطني "يتسهار" و"براخا" استخدموا مواد كيماوية في عدة حوادث كان أشهرها حرق 1500 شجرة زيتون مطلع حزيران، حيث أتت النيران على أكثر من مئتي دونم زراعي تعود ملكيتها لأهالي بورين وعصيرة القبلية وبلغت الخسائر أكثر من مليون دولار.
وحول توزيع الاعتداءات على المدن في الضفة الغربية تمكنت المؤسسة من توثيق قرابة (24 حادث) اعتداء في محافظة نابلس بما مجموعه (5289 شجرة)، تلتها بيت لحم بيت لحم حيث تم استهداف (1125 شجرة)، ثم قلقيلية (600 شجرة)، والخليل (468 شجرة)، فالقدس (350 شجرة)، ورام الله (150 شجرة).
وتشير التضامن إلى أن الاعتداءات تركزت في ريف نابلس الجنوبي وبالتحديد في قرى عورتا وقصرة وعوريف وبورين وعصيرة القبلية وحوارة، والتي تتعرض لاعتداءات شبه يومية، بسبب انتشار المستوطنات بين هذه القرى والحماية التي يضمنها جيش الإحتلال للمستوطنين.
وتشير الأرقام التي وثقتها التضامن إلى أن المستوطنين عمدوا إلى إعدام الأشجار قبيل موسم قطف زيتون أو خلاله أو بعد انتهاء المزارعين من القطاف، حيث بلغ مجموع ما تم استهدافه من الأشجار المثمرة في هذا الموسم ما يزيد على (2000 شجرة) مثمرة، تم قطعها خلال ساعات الليل بواسطة مناشير أوتوماتيكية أو بتكسير الأغصان وسرقتها.
ولم تقتصر مهاجمة المستوطنين للأشجار المثمرة والمعمرة بل تعدى ذلك لاقتلاع الأشتال التي لم يمض على زراعتها سوى أيام قليلة، ولفتت التضامن إلى أن مجموع ما تم استهدافه من الأشتال بلغ ما يزيد على (1400 شتلة)، حيث كان أبرز الاعتداءات في منطقة القدس حين تم إغراق حقول المزارعين المزروعة بالأشتال بالمياه العادمة والقضاء على (350 شتلة)، وتكسير واقتلاع (300 شتلة) في قلقيلية في اعتداء واحد.
وبالرغم من تصاعد حجم الأضرار إلا أن غاية المستوطنين لم تقتصر على الاعتداء على الأشجار وحسب، ولكن تكرار الحوادث يعكس وجود أهداف أخرى. وتشير مجموعة التقارير الميدانية التي رصدتها التضامن خلال العام 2013 إلى أن المستوطنين يقومون بهذه الأعمال التخريبية بحق شجرة الزيتون كخطوة تمهيدية تهدف في محصلتها إلى تفريغ الأراضي حتى يسهل السيطرة عليها لأجل التوسع الاستيطاني.
كما تهدف المشاريع والإنشاءات التي يقوم بها المستوطنون كمد خطوط الكهرباء وتوسيع التجمعات الصناعية وإقامة البيوت المتنقلة "الكرفانات" إلى الحد من وصول المزارعين إلى أراضيهم والعناية بأشجارهم، ما يمهد لعمليات ممنهجة تهدف لتوسيع المستوطنات من خلال القضاء الأولي على أشجار الزيتون.
وتؤكد التضامن بأن القوانين العسكرية التي يفرضها الاحتلال على معظم سكان الضفة الغربية كعدم دخول الأراضي إلا بتنسيق مسبق، والمنع من ممارسة النشاط الزراعي في الأراضي المحاذية للمستوطنات والمواقع العسكرية والجدار والتي تصل في بعض الأحيان حدود (500 متر)، أسهمت بشكل مباشر في إهمال الأشجار وتركها لقمة سائغة للمستوطنين.
من جهتها، وجهت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان دعوة للجهات الرسمية والحقوقية بضرورة رفع دعاوى قضائية ضد ممارسات المستوطنين المتصاعدة بحق الأشجار للحد من استهدافها في الأعوام القادمة.
ودعت السلطة الفلسطينية للاهتمام بالقطاع الزراعي وتخصيص ميزانيات أكبر لدعم وزارة الزراعة لدعم المزارعين وتعويضهم عن الأضرار التي تلحق بهم نتيجة هذه الاعتداءات.