الجمعة 07-02-2025

ما الذي يجري في مجتمعنا الفلسطيني؟؟؟؟؟؟

×

رسالة الخطأ

محمود التعمري

ما الذي يجري في مجتمعنا الفلسطيني؟؟؟؟؟؟ بقلم : محمود التعمري كثيرة هي الأحداث والظواهر التي تنتجها الحياة وتخرجها إلى حيز الوجود، فمنها ما يمكن رؤيته ولمسه والتعايش معه،ومنها من لا تظهر نتائجه مباشرة وفي حينه ، ولكن في كلا الحالتين يكون هنالك أسباب وتفاعلات ونتائج ، وبالعادة وكما أثبتت كل العلوم والأبحاث والدراسات ، فان المتتبع لكل التفاعلات سيجد أن أخطرها وأشدها وقعاً هي تلك التي تتعلق بالحياة ذاتها ، على اعتبار إن الحياة هي المكون الأساسي والرئيسي للوجود الإنساني برمته ، ارتباطاً بكل المكونات الأخرى في الكون ، والتي لا يمكن الفصل بينها أو إلغائها لا مجتمعة ولا انفرادية. وفي كثير من الأحيان يقف المرء عاجزاً عن تفسير الكثير من الظواهر والأحداث ، ليس لأنه لا يريد ذلك ، ولكن لان جملة معارفه ومصادر معلوماته ومستوى فهمه لم يصلا بعد إلى سبر غور الأشياء على حقيقتها ، من هنا يبدأ في اللجوء إلى تفسيرات وتأويلات مختلفة قد تتعارض كليةً مع الحقائق المطلقة لتلك الأشياء وبعيدا عن كل ما يحيط بأي ظاهرة أو حدث من ظروف مختلفة. انه لمن نوافل القول الحديث عن أية قضايا بمعزل عن جملة الظروف الموضوعية والذاتية ، خاصة إذا ما كان الحديث يدور عن قضايا اجتماعية ومجتمعية . وهذا هو محور ما نود الحديث عنه وتناوله في هذه المقالة. نحن ندرك جيدا أن لكل مجتمع خصوصيته وتركيبته وظروفه المختلفة ، ونعلم أيضا إن لكل مجتمع طرائقه ووسائله المتعددة والمتميزة في الحياة ، ولكننا نعرف أيضا إن أية اختلافات أو تمايزات هي ناتجة عن الحالة الموضوعية والذاتية لهذا المجتمع أو ذاك أو لهذه الأمة أو تلك ، وهذا ما يجعلنا نرفض الكثير من الآراء أو وجهات النظر التي تقول إن لا فرق بين شعوب وأمم الأرض .. إلا ببعض الرتوش هنا أو هناك...!!!!؟ لقد بات ملفتاً للانتباه هذا الذي نراه يبرز إلى سطح الحياة في مجتمعنا الفلسطيني ، وهو ما صار يدفع للقلق والخوف والاضطراب والانشداد نحو المجهول ، ألا وهي ظاهرة العنف العائلي والحمائلي والعشائري وبين بعض التجمعات السكانية المتباعدة نوعاُ ما ، فلا يكاد يمر يوماً لا نسمع فيه معارك الداحس والغبرا أو قيس ويمن أو حروب ياجوج وماجوج ، للدرجة التي بات فيها استخدام السلاح بطولة ورجولة وتبريم شوارب ، وكسر جمجمة أو ذراع أو قدم تفتيل عضلات واستعراض قوة وسيادة في الحارات والشوارع والأزقة . والتغني بالانتصارات الكبرى والعظمى وتحقيق السيادة . والأخطر هنا هي ظاهرة الثارات واطلاق الرصاص والقتل دون تمييز والأمثلة كثيرة ولا تحتاج إلى أي جهد لكي يعرفها المرء لأنه في كل محافظات الوطن الشمالية والجنوبية نفس المعارك والإخبار والمواجهات…؟؟؟ ألا يحق لنا أن يحسدنا الآخرون على بطولاتنا وانتصاراتنا..؟؟؟ أما حجم المعتقلين وأعدادهم فقد تحدثت عنه الصحف والفضائيات والمواقع الإعلامية.. وهو ما يثير الدهشة والانشداد من كثرتهم.. هذا إضافة إلى الجهد الضخم والكبير الذي يقوم به رجال الأمن الفلسطيني لفض الاشتباكات والسيطرة على المتحاربين وساحات الحرب ، وكأن لا شاغل أمام الأمن الفلسطيني إلا حمل الهراوات والدروع والركض وراء صبيان الشوارع .. واعتقال الهاربين والمطلوبين ..!! نحن ندرك جيدا إننا لا نعيش في جمهورية أفلاطون المثالية التي لن تكون إلا في الخيال ، ولكن ذلك لا يمنعنا من الوقوف أمام هكذا ظواهر تخيفنا وتربكنا وتشغلنا عن الأعظم خطراً والأكثر مأساويةً في حياتنا ، وهو تدمير بنيتنا وتهويد أرضنا ومصادرة حقوقنا وقتل روحنا الوطنية ، وهو ما يدفعنا إلى القول إن خطر الأحداث التي تقع في مناطقنا وبين أبناء شعبنا لا تقل تأثيراً وفعلاُ عن تلك التي يمارسها على أرضنا الاحتلال الإسرائيلي ذاته. وهذا ما يجعلنا نقول، إن انعدام الوعي ،وعدم الشعور بالمسؤولية ،وقلة إدراك المخاطر المترتبة على ذلك ، هو ما يقف خلف أولئك الذين يتسببون بتلك الأحداث ويمارسونها دون معرفة لنتائجها ،.إضافة إلى عدم الصرامة والشدة في تطبيق القانون ، حيث أصبح الحل العشائري وتبويس اللحى والشوارب وواسطات الخير وأهل الحسب والنسب والأولى بالمعروف والواسطة والدفع على قدر أهل الجاهة هي معيار الحلول .. إن سلطتنا الوطنية وكل القوى الاجتماعية والسياسية والتنظيمية تتحمل هي الأخرى قسطاً كبيراً ومهماً من هذا الواقع ، حين انشغل الجميع من اجل مصالحه الخاصة والضيقة ، ولم يعد يهتم كثيراً بحياة الناس وأمورهم وشكاواهم وظروف حياتهم ، وحين صارت قيادات شعبنا تلهث وراء الأحداث ولا تؤثر فيها ، ولا تساهم في الوقوف أمام مسبباتها ونتائجها .. وهو ما افقد هذه القوى بوصلة التوجيه والتأثير وقيادة الدفة نحو بر الأمان ، وقد ظهر ذلك جلياً حين لم يستجيب احد لبعض الدعوات الخجولة التي صدرت وتصدر من هذا التنظيم أو ذاك أو هذه الشخصية أو تلك، هذا إذا علمنا أن بعض المشاركين في موجات العنف هذه قد يكونون من منتسبي تلك التنظيمات أو الأحزاب .. أو بعض منتسبي الأجهزة الأمنية ذاتها .. وهنا لا بد من الإشارة إلى قضية أساسية لا يجب إغفالها أو نسيانها عند الحديث عن واقع شعبنا إلا وهي قضية الحصار والإغلاق وحالة البطالة الواسعة وعدم وجود سوق عمل يستوعب أعداد كبيرة من الأيدي العاملة ، مما ألقى بظلاله وبصماته القوية على حياة الناس ومصائرهم ، ويجب أن لا ننسى أن"الجوع أبا الكفار"..ولولا وجود الجوع لما حصلت الأزمات وتفجرت الثورات وقامت الانتفاضات والصدامات عبر التاريخ... إن سلطتنا الوطنية الفلسطينية مطالبة بالوقوف أمام مسؤولياتها الوطنية باتجاهين متلازمين على صعيد وضعنا الداخلي .. الأول هو التركيز على بناء الإنسان الثقافي والتعليمي من حيث الوعي والمعرفة وإعادة بناء وصقل رجل الأمن بما يتلاءم والأهداف الوطنية الحقيقية وتسليحه بالقوانين والمفاهيم وكيفية تطبيقها وتنفيذها بعيدا عن الارتجالية والعفوية وردات الفعل الميكانيكية .. والثاني هو التصدي بحزم لكل الظواهر والأوضاع والحالات والسلوكيات والمواقف التي يمارسها بعض الخارجين على القوانين والتعليمات بعيدا عن المحسوبيات والكيل بمكيالين والفهم القاصر لتطبيق القانون .. خاصة ونحن ندرك أن ما يواجه شعبنا من أخطار على قضايانا الوطنية لا يحتمل أن تشغلنا الصراعات الحمائلية والعشائرية والخروج على أخلاقنا وقيمنا الوطنية والإنسانية .. ولنكن على قدر مسئولياتنا الكبيرة لكي نكون نحن الكبار ...

انشر المقال على: