الأربعاء 27-11-2024

خلال مهرجان كبير،الشعبية تدعو لاستمرار المقاومة وتقدم مبادرة لإنهاء الانقسام

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

خلال مهرجان كبير،الشعبية تدعو لاستمرار المقاومة وتقدم مبادرة لإنهاء الانقسام

أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذكرى انطلاقتها الـ46 بمهرجان جماهيري وطني كبير نظمته في ساحة الكتيبة بمدينة غزة بمشاركة عشرات الآلاف من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة، وبحضور ممثلي القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والاعتبارية والنسوية والأكاديمية، ومخاتير ووجهاء.
وازدانت الساحة بصور ضخمة للأمناء العامين للجبهة الحكيم، وأبو علي مصطفى، وسعدات، والقادة ياسر عرفات، وأحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، وأعلام فلسطين وسوريا والجزائر ومصر وتونس، ورايات الجبهة كتجسيد للوحدة الوطنية. كما امتلأت الجدران المحيطة للساحة بشعارات الانطلاقة التي تدعو للوحدة الوطنية، وللمقاومة، ولإنهاء الانقسام، والتي تشيد بتاريخ الجبهة على مدار 46 عاما، على وقع الأغاني الوطنية والجبهاوية، والدبكة الشعبية.
وقد صممت منصة المهرجان على شكل ترويسة الجبهة الشعبية التي ترمز للمقاومة وللعمال ولفلسطين من النهر إلى البحر.
وافتتح عريفا المهرجان الرفيقان هاني الثوابتة، وشيرين أبو عون المهرجان بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.
وألقى القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق جميل المجدلاوي كلمة الجبهة، رحب فيها بالحضور، موجهاً فيها التحية للشهداء، ولأسرانا البواسل، ولجماهير شعبنا داخل الوطن وفي منافي التهجير والشتات خاصة في الأردن ولبنان وسوريا، وإلى أهلنا في النقب الذين يتصدون لمخططات التهجير الجديدة ومشروع برافر سئ الذكر.
وعلى الصعيد الفلسطيني اعترف المجدلاوي أن الحصاد الوطني الفلسطيني خلال العام الماضي أقل بكثير من تضحيات شعبنا، وأقل من طموحنا، وما كان بالإمكان وبيدنا إنجازه، مشيراً أن الانقسام الكارثي لا يزال بكل تبعاته وتداعياته السلبية على القضية وعلى الشعب وعلى كفاحنا الوطني كله، والمقاومة بكل أشكالها المسلحة والجماهيرية أضعف مما ينبغي ومما نستطيع، ويزيد الانقسام المفاوض ضعفاً على ضعف ويُفاقم الخلل في ميزان القوى لصالح العدو الصهيوني، فضلاً عن التعدي على الحريات الشخصية والعامة يجد ذريعة لاستمراره وزيادته في الانقسام وإشهار سيف الاعتبارات الأمنية التي يُشهرها طرفي الانقسام في وجه الشعب في كل مرة تحاول المعارضة التعبير عن رفضها أو حتى نقدها للسياسات والممارسات السلبية سواء هنا في غزة أو هناك في الضفة، كما أن الأجهزة الأمنية تتغوّل على جماهير الشعب مسنودة بالسلطة من جهة وبالانقسام العامودي الذي يشلّ فاعلية القسم الأعظم من شعبنا فيتصرف أنصار كل من طرفي الانقسام وفقاً للفهم والممارسة السلبية للقول "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، مشيراً أن الانقسام يظل الوجه السلبي الأول في المشهد الفلسطيني الراهن.
أما الوجه السلبي الثاني، فأكد المجدلاوي أن العودة للمفاوضات العبثية والضارة مع العدو الصهيوني علناً ورسمياً من قبل القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية إمعاناً في الخطأ، وتجاوز وتحدي لرأي الأغلبية الكبيرة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف لسلبيات المفاوضات سلبية جديدة عندما أقدم على تأجيل الذهاب لعضوية اللجان والمؤسسات الدولية التي تمكننا من ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب والأرض والمقدسات، وتمكننا أيضاً من ملاحقة قيادات الكيان الصهيوني كمجرمي حرب في العديد من بلدان العالم.
وشدد على أن بديلنا لهذه المفاوضات والسياسات المرتبطة بها هو استمرار المقاومة بكل أشكالها والدعوة لمؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تُؤكد وتُقر حقوق شعبنا في العودة والدولة وتقرير المصير.
واستدرك المجدلاوي لافتاً أن هذه المحصلة السلبية التي أبرزتها لا تلغي ولا تُغيّب الإشراقات المضيئة التي تؤشر على المستقبل وما سيحمله من انتصار مؤكد لشعبنا على هذا العدو المجرم، فصمود شعبنا في كل المناطق بما فيها، بل وأولها القدس عاصمة دولة فلسطين يستحق من الجميع الدعم والاعتزاز، ومقاومة شعبنا بكل أشكالها للعدو ومخططاته مستمرة ومتواصلة، ومظاهر الدعم والتأييد لشعبنا ولكفاحنا الوطني تتزايد داخل فلسطين وخارجها، فالمئات من المتضامنين الأجانب يتصدون للاستيطان ولجنود المستوطنين بالصدور العارية وجنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد البطل، وتتسع أشكال المقاطعة في أكثر من مكان في هذا العالم على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية.
واعتبر المجدلاوي أن الآثار المباشرة والضارة للانقسام على جماهير شعبنا في قطاع غزة أثقل وأشد وطأة من آثاره على باقي أبناء وتجمعات شعبنا حيث طالت جوانب حياتنا، وساهم الانقسام في زيادة وتوسيع دائرة الحصار على قطاعنا الحبيب، فضلاً عن الحصار بكل أشكاله الذي يطال أبسط ضرورات الحياة من الغذاء والدواء ومواد البناء والمحروقات ليتجلى ويتكثف كل ذلك مع الظلام والخراب الناجم عن أزمة الكهرباء في القطاع، ويمتد ليشمل تحويل القطاع إلى سجن كبير بسبب الإغلاقات الطويلة والمتكررة لمعبر رفح، المنفذ الوحيد لأبناء القطاع في علاقتهم بالعالم الخارجي، يُضاف إلى ذلك البطالة الواسعة، وأزمة مياه الشرب، والمشكلات في قطاع الصحة والتعليم، وتفاقم أزمة الصرف الصحي، يضاف لها وقف وتجميد الكثير من حقوق العاملين التابعين للسلطة ، وملاحقة الصيادين في عرض البحر وتراجع خدمات وكالة غوث اللاجئين الذين يشكلون أكثر من ثلثي سكان القطاع، فالبؤس يطال كل قطاعات شعبنا والفقراء والكادحين على وجه الخصوص.
وأوضح المجدلاوي بأنه رغم أن الاحتلال المسئول الأول عن هذه الآثار، إلا أن هذا لا يعفي سلطة حماس من مسؤوليتها تجاه المعاناة الخاصة لأبناء القطاع، فهم السلطة وهم أصحاب الولاية ومن واجبهم أن يعملوا على تخفيف معاناة الناس والاستجابة إلى مصالح الجماهير واحتياجاتها فهذا أول واجبات السلطة ومن يتقدم لها، داعياً الأخوة في حماس إلى أن يتجنبوا كل ما يُعمّق الانقسام، فيوقفوا هذا السيل المتزايد من القوانين التي تُغيّر من أحكام القانون الأساسي وتُعقّد سعينا للوحدة.
كما أعرب عن رفضه لتغيير مناهج التعليم ومؤسساته خطوة .. خطوة على طريق حمسنتها تعقيداً إضافياً وخطيراً لطريق الوحدة، بالإضافة إلى رفض القيود التي تضعها على كل محاولة للتظاهر أو الاعتصام السلمي والتي تصل في كثير من الأحيان إلى رفض السماح لها بذريعة الاعتبارات الأمنية.
كما أكد بأن هناك مبالغة كبيرة من قبل بعض دوائر الإعلام في مصر الشقيقة فيما ينسب إلى حماس، إلا أنه طالبها بمراجعة بعض سياساتها بما يساعد في فكفكة بعض التعقيدات التي يدفع شعبنا كله ثمنها.
انطلاقاً من كل ذلك تقدم المجدلاوي باسم الجبهة علناً وأمام الجميع بمبادرة لإنهاء الانقسام، تنص على دعوة لجنة الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المرجعية المسؤولة عن متابعة وتنفيذ آليات المصالحة، وضرورة أن يباشر الرئيس أبو مازن بتشكيل حكومة التوافق الوطني ويصدر مرسوماً بها، ويصدر في نفس الوقت مرسوماً بإجراء الانتخابات التشريعية لدولة فلسطين في وقف لا يتجاوز ستة أشهر من تاريخه، وأهمية أن يتحدد موعد إعادة تشكيل المجلس الوطني بالانتخابات في موعد لا يتجاوز نهاية العام القادم وفقاً لمبدأ التمثيل النسبي حيثما أمكن ذلك، وبأعلى توافق وطني ديمقراطي حيث لا نستطيع إجراء الانتخابات، وأن يستجيب الإخوة في حركة حماس لإرادة الكل الوطني والإسلامي بأن تكون انتخابات المجلس التشريعي كما غيرها وفقاً لمبدأ التمثيل النسبي الكامل الذي يحمي شعبنا ومؤسساتنا من تفرد جهة واحدة بالقرار بكل ما يقود إليه التفرد من فساد واستبداد وانقسام، وأخيراً ضرورة تنفيذ ما تم التوافق عليه في لجان المصالحة الخمس ووضع الآليات الملزمة لذلك.
وبالنسبة إلى دعوات المشاركة التي كررها الأخ إسماعيل هنية في إدارة قطاع غزة أكد المجدلاوي بكل وضوح أنه لا يمكن أن تكون الجبهة شريكة في تكريس الانقسام، إلا أنها يمكن أن تبني على ما جاء في خطاب هنية مثل الشروع فعلاً في تنظيم انتخابات طلابية وعمالية ونسوية ومهنية بحرية كاملة ووفقاً لمبدأ التمثيل النسبي، مؤكداَ أنه عبر هذا الطريق الديمقراطي نبدأ العمل معاً، ونواصل معاً على طريق الوحدة الأشمل.

وفي الشأن الدولي، أشار المجدولاوي لأهمية أن تراجع القبضة الأمريكية، تنبع من حقيقة أن إضعاف قائدة الإمبريالية والظلم في العالم ستعني بالضرورة ضعف لمعسكر الأعداء الذي يدعم ويساند العدوان الصهيوني على شعبنا، مؤكداً على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في هذا العالم، وأن أمام الشعوب والطبقات المستغَلة سنوات مديدة من النضال لتحقيق العدل والمساواة المنشودين على الصعيد العالمي.
وعلى الصعيد العربي، ورغم تعقد وانحناءات مسيرة شعوبنا العربية أعرب عن ارتياحه ودعمه مما يجري في تونس من محاولات محاصرة التفرد، والعمل على حماية التعددية والديمقراطية في تونس، وعما يجري في مصر من التفرد ومحاولة أخونة المجتمع المصري دستوراً وقانوناً ومؤسسات لصالح التعدد والديمقراطية لكل الأطياف الفكرية والسياسية والاجتماعية، معرباً عن وقوفه إلى جانب الشعب السوري وقواه الديمقراطية في النضال من أجل ترسيخ سوريا ونيل الحريات الديمقراطية والحقوق المتكافئة لكل أبناء الشعب السوري وقواه السياسية والاجتماعية دون تفرد أو تمييزه، بالإضافة إلى الوقوف بكل قوة ضد التدخل الخارجي الذي يهدف استنزاف وتدمير إمكانيات هذا البلد العربي العريق، وضد تحويل سوريا إلى مزرعة جديدة لتفريخ منظمات الإرهاب والتخلف والظلامية التي أطلقتها الإمبريالية الأمريكية وأتباعها في بلادنا، ليتأكد من جديد غباء هذه الإمبريالية وعدم تعلمها من درس التاريخ ومن حصادها وحصاد البشرية المرّ من تجربتها في أفغانستان وفي عراقنا الشقيق.
وفي الشأن الجبهاوي الداخلي، أعلن المجدلاوي أن الجبهة أنجزت عقد مؤتمرها الوطني السابع تجسيداً ولو متأخراً لمبادئ التجديد والديمقراطية، وتحت شعار (المؤتمر الوطني السابع محطة هامة للنهوض الحزبي والنضال من أجل الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير)، وأنها على الطريق الذي شقّه لنا الرفيق الأمين العام المؤسس، حكيمنا وحكيم الثورة الفلسطينية، فقد بادر عدد من الرفاق الذين نعتز بهم وبعطائهم على صعيد الجبهة والثورة والقضية إلى التخلّي عن مواقعهم القيادية، حرصاً وتجسيداً للديمقراطية والتجدد الذي يحمي مسيرة الجبهة والثورة من الشيخوخة والتكلّس والبيروقراطية، بعد أن أكدوا أنهم سيظلون جنوداً مخلصين وأوفياء للثورة وللجبهة ولراية الوطن والتقدم والعدالة الاجتماعية، وعلى رأسهم الرفاق القادة عبد الرحيم ملوح، ويونس الجرو، وعبد العزيز أبو القرايا.
وتوجه المجدلاوي في كلمته الأخيرة، إلى الرفاق ولكل المناضلين اليساريين التقدميين الديمقراطيين على اختلاف انتماءاتهم ومواقعهم، مؤكداً أن القرار السياسي والتأثير السياسي هو محصلة موازين القوى السياسية والاجتماعية، وهو ما يحمّلهم مسؤولية العمل من أجل توحيد قواكم في أطر وصيّغ ائتلافية ديمقراطية توحد التيار الوطني الديمقراطي الواسع في الساحة الفلسطينية، لافتاً أن هذه الخطوة أصبحت ضرورة وطنية لا يجوز أن تؤجل، وهي تساهم في جسر الهوّة في موازين القوى الداخلية القائمة، وتمكّن من حشد قوى الشعب كل الشعب، دون إقصاء أو تعسف، فهذا هو طريق الانتصار القادم المؤكد.
وتخلل المهرجان العديد من الفقرات الفنية بمشاركة كل من " فرقة اتحاد الشباب التقدمي للفنون الشعبية ، وفرقة مركز العصرية للفنون الشعبية، وفرقة العنقاء، كما غنّى الرفيق حسين زايد أغنية " لاح العلم الأحمر لاح"، والرفيق غازي الباشا اغنية " جبهاوي" نالت حماسة واستحسان الجماهير المحتشدة في الساحة.

انشر المقال على: