الأحد 01-12-2024

«أميركا والإبادات».. يكشف حقائق مذهلة عن الهولوكست المستمر

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

لقد أعطى الباحث منير العكش الوطن العربي من المحيط إلى الخليج كتاب «أميركا والإبادات الجنسية ـ 400 سنة من الحرب على الفقراء والمستضعفين في الأرض» الصادر عن دار الريس في طبعته الأولى، تموز 2012، لنمعن النظر فيه ونكتشف الهول الإجرامي والأذى والإبادة التي ألحقتها الولايات المتحدة الأميركية بالإنسانية العالمية تنكيلاً وقتلاً وإخصاءً وتعقيماً ليس فقط بالهنود الحمر الذين استشهد منهم 114مليوناً منذ اكتشاف العالم الجديد في شمال أميركا، بل بالملونين والأعراق الأميركية اللاتينية وبالآسيويين والأفارقة في الولايات المتحدة وفي فلسطين وفيتنام وكوريا والعراق وأفغانستان وباليابانيين والفيليبينيين، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى أيامنا الراهنة. بل إن ذلك التنكيل وتلك الإبادة لم يأتيا بالصدفة، إذ يحوي الكتاب وثائق ومراجع أميركية رسمية، ترسم بدم بارد خططاً قديمة وجديدة لقطع نسل ربع نساء العالم، القادرات على الحمل، وبينهن مؤخراً 14 مليون ضحية أميركية، بشهادة مدير مكتب الحكومة الاتحادية للسكن د. رايمرت رافنهولت (ص 47).
هذه المذابح التي تستهدف نسل الملايين من الفقراء والمستضعفين داخل أميركا وخارجها أعطاها العكش اسم The American eugenicide عنواناً لهذا الكتاب، باحثاً في فلسفة الإبادة الأميركية وأخلاقها وتقنياتها، كاشفاً عن وجوه ضحاياها ووجوه المخططين لمذابحها. نكتشف في الكتاب استمرار ثقافة الإبادات التي عاشت عليها فكرة أميركا المستمدة من فكرة إسرائيل التاريخية على مدى أكثر من 400 سنة. فالهولولكوست الأميركي المستمر منذ تأسيس الولايات المتحدة هو «السحابة السوداء التي أمطرت الهولوكوست النازي» (محارق اليهود الهتلرية) كما يقول الفيلسوف اليهودي ستيفن كاتز (ص 63).
وفي الفترة التي كانت فيها الولايات المتحدة تخوض حربها الصليبية على الشيوعية، كانت الإدارات الأميركية المتعاقبة ترى ان جرثومة الشيوعية تكمن في التزايد السكاني وما يستتبعه من فقر. فينبغي، برأيها، القضاء على الفقراء واستئصال الأرحام. وفي فصل بعنوان «شبح مالتوس في البيت الأبيض» يقول الأمير فيليب زوج الملكة البريطانية اليزابث الثانية «لو قدر لي ان أتناسخ وأعيش من جديد لتمنيت أن أكون جرثومة فتاكة تساهم في حل مشكلة التزايد السكاني»!!! (ص 42). وفي الكتاب اقتباسات رهيبة منها: «انتشار الأنكلو ـ سكسون في الأرض توسيع لمملكة الله. وإذا اقتضى الأمر فليكن على جثث الأعراق الضعيفة»!!! (ص 15) تشارلز كنغسلي (مؤرخ وروائي بريطاني). أما الاقتباسات الموجودة في الكتاب لمروجي فلسفة «الداروينية الإجتماعية الأميركية» فهي لا تقل بشاعة وإرهاباً. ولم تعد فكرة الشعب المختار اليهودية أو الأميركية والذرِيَّات الملعونة أو المنذورة للفناء وللعبودية مجرد هلوسات لاهوتية مرضية تنسب إلى السماء، بل أصبحت مادة علمية من اختصاص علماء الجينات الوراثية النازيين.
وفي فصل بعنوان «أولاد اسماعيل رمز الانحطاط البشري» يؤمن النازيون الأميركيون العلماء ويعملون بقول التوراة المزورة «النبي اسماعيل كان وحشاً بشرياً» (ص 37) ـ الحاخام شوفيتز حاييم(!). والأكثر هولاً من المقتبــسات التي يحفل بها الكتاب قول عضو الكونغرس سام جونسون في 19 (فبراير) 2005 أمام زعماء مافيوزات الكونغرس «كم أتمنى ان أزود طائرة حربية مقاتلة من نوع (أف 15)» برأسين نوويين وأقودها طلعة واحدة نتخلص بعدها من كل ما اسمه سوريا»(!) ـ ص 89 (أنكل أوباما ولسانه المشقوق).
هذا الكتاب يكشف المستور من بشاعة الفكر العنصري النازي الأميركي المهيمن على عقول الأميركيين. لقد نجح منير العكش في تنويرنا، بكتابه، الجدير بالقراءة حقاً، في هذا الظلام الأميركي الأوبامي الفتاك بأجساد الشعوب اللابيضاء، مسقطا جميع الأقنعة.

انشر المقال على: