![](https://wbpalestine.com/sites/default/files/styles/article_image/public/mhfwz20jbr1_8.jpg?itok=GZL4PkEy)
زيارة القدس تحطيم لحاجزمقاومة التطبيع
محمد محفوظ جابر
إن ما جرى ويجري في القدس خلال السنوات الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال تقود إلى استنتاج واحد هو أن سلطات الاحتلال الصهيوني تسرع وبشكل غير مسبوق لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس لتهويدها. وفي الايام الاخيرة اشتدت هجمات المستوطنين على الحرم القدسي بهدف تقسيمه لبناء الهيكل المزعوم في داخله.
فالسجان الصهيوني هو محتل، فهل وضع القدس تحت الاحتلال المحزن والسيء جدا تكفيها مجرد زيارة فقط لحل جميع مشاكلها وكأن عملية تهويد القدس تتوقف وتحافظ المدينة على طابعها العربي والزيارة تلغي المشروع الصهيوني لمحو وازالة طابع المدينة العربي .هل بعد هذا التضليل نصدق ان الزيارة ليست تطبيعا وقبولا بالاحتلال وشرعنته.
لماذا لا تسمح سلطات الاحتلال الصهيوني للمبعدين من القدس الى الاردن بالعودة اليها بل وتبعد في هذه الايام الناشطين الى الضفة وغزة .وتسمح للعرب من الاردن وغيرها بزيارة القدس ولا تسمح للعرب الفلسطينيين بزيارتها والصلاة فيها؟
نعم ان السجان الصهيوني هو الذي يسمح بالزيارة وهو الذي يمنع الزيارة ويختار الزوار حسب خطته في التطبيع.
هل المعتقلين في سجون الاحتلال يقوم اهاليهم بزيارتهم ؟ وهل يسهلون للاهالي الزيارة ؟ ام لانهم ضد الاحتلال وضد التطبيع يدفعون ثمن موقفهم بدمهم وشبابهم؟ ولذلك يحرمون من الزيارة.
هذه الحقائق تؤكد لنا ان كل ما يسعى اليه العدو الصهيوني هو الظهور امام العالم على انه بلد الحريات الدينية وانه حريص على ان يقوم اصحاب الديانات الاسلامية والمسيحية من الوطن العربي في ممارسة شعائرهم الدينية في القدس بحرية تامة ولهذا فإن العدو الصهيوني يسهل مهمة الحجاج المسلمين والمسيحيين العرب ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فإن الزوار العرب سوف ينفقون اموالا طائلة في القدس على شراء بضائع انتجها الكيان الصهيوني ويسوقها التجار في البلدة ضمن مسار اجباري اذ لا بديل امامهم ،ويضاف الى ذلك عملية ان تتعود الامة العربية والاسلامية ان القدس هي تحت السيادة الصهيونية والقبول بها ، انه التطبيع في النهاية.
حين نسمح بالحجيج الى القدس نكون قد ساهمنا في تحسين صورة هذا العدو الشرس الارهابي امام العالم واعطينا الاحتلال الصهيوني شرعية الاشراف على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس .فالزيارة ليست مجرد زيارة ،فلا تزال ذكرى زيارة الرئيس المصري انور السادات في 19/11/1977 للقدس في ذاكرتنا وكانت نتائجها عقد معاهدة كامب ديفيد ، هذه الزيارة حطمت قيود التطبيع وحطمت اللاءات الثلاث لا مفاوضات ولا صلح ولا اعتراف فقدمت اكبر خدمة للعدو بفتح ابواب التطبيع امامه.
يا امة العرب ويا امة الاسلام هل يعقل ان الكيان الصهيوني يريد مصلحتنا في حرية ممارسة الشعائر الدينية في القدس؟ الم تسألوا انفسكم لماذا يمنع العرب من فلسطين المحتلة عام 1948 بزيارة الاقصى والصلاة فيه ؟ الم تسألوا انفسكم لماذا يمنع اهل الضفة من الدخول الى القدس والصلاة فيها ؟ ولماذا يسمح للعرب من كل مكان في الوطن العربي بزيارة القدس ؟ بل لماذا يحتجز المتضامنين الاجانب مع الشعب الفلسطيني في مطاراته وموانئه؟
ان المطلوب ليس زيارة القدس والحج اليها فالزيارة لا تحررها من نير الاحتلال الصهيوني بل المطلوب وضع استراتيجية موحدة لفصائل المقاومة المسلحة لتقوم بدورها في تحرير القدس واعادتها الى حضنها العربي الدافىء وعندها تصبح زيارتها لا تحتاج الى فتوى والى ان يتم ذلك علينا ان نتبرع بتكاليف الزيارة لاهل القدس حتى يستمروا بصمودهم في مواجهة التهويد.