الخميس 12-12-2024

يقيم فيها نحو 50 ألف فلسطيني: أربعة آلاف بيت معرض للانهيار بالقدس

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

يقيم فيها نحو 50 ألف فلسطيني:
أربعة آلاف بيت معرض للانهيار بالقدس

(مصادر) بتصرف

يعاني سكان بعض أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة من تصدع وانهيار منازلهم ويشكون عدم العناية بطلبات المساعدة التي يقدمونها لجهات فلسطينية وعربية، في حين تعمل الجمعيات الاستيطانية ليل نهار للاستيلاء على عقاراتهم وترميمها من أجل جلب اليهود للسكن فيها.

ويقيم في البلدة القديمة نحو خمسين ألف نسمة معظمهم من المسلمين يسكنون في نحو أربعة آلاف منزل تحتاج كلها للترميم لقدمها وطريقة بنائها، فيما تبلغ كلفة ترميم المنزل الواحد خمسين ألف يورو، وفق تقديرات مهندسين.

ويعجز أصحاب هذه البيوت عن ترميمها بسبب الفقر والكلفة العالية للعملية التي تحتاج جهودا كبيرة لإدخال مواد البناء وإخراج مخلفاته عبر الأزقة الضيقة، إلى جانب عراقيل البلدية حيث تشترط الحصول على ترخيص للقيام بأي خطوة.

وقال المحامي خالد زبارفة مدير مؤسسة القدس للتنمية إن استغاثة المقدسيين لم تلق استجابة من قبل الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الدعم الذي يتوفر أحيانا يتأتى من مصادر أهلية وشعبية.

ومن أبرز أحياء البلدة القديمة حي القرمي العريق الذي تقيم فيه ستون عائلة يبلغ تعداد أفرادها 351 نسمة بينهم 150 طفلا.

وتعرض 28 منزلا في حي القرمي لتشققات تهددها بالتداعي نتيجة أعمال الحفر "الإسرائيلية" تحت أرض المسجد الاقصى ومحيطه بالبلدة القديمة.

ويبدو احتمال الانهيار جليا للزائر فور دخوله الحي، فالكثير من بيوته متداعية وتبعث شعورا عميقا بالخطر على من فيها أو يمر بجوارها.

ومن المباني التاريخية المتداعية في حي القرمي عمارة الدولة البدرية، الشيخ محمد القرمي، وعمارة اللؤلؤية، وكلها استخدمت كمدارس دينية منذ العهد المملوكي الأيوبي وباتت اليوم مساكن عادية.

وبسبب خطورة السكن في المنازل المتصدعة، غادرت الحي حتى الآن 16 عائلة تشتتت منذ شهرين في أنحاء المدينة، كما تؤكد لجنة الحي.

وتشير اللجنة إلى أن قلة حيلة سكان القرمي وعجزهم عن ترميم منازلهم تعكس ضائقتهم الاقتصادية والاجتماعية.

ويرجح أهل الحي أن بلدية الاحتلال متواطئة مع جمعيات استيطانية مثل عطيرت كوهنيم، وشوفو بانيم وجاليتسيا بتشجيعها بمواصلة الحفريات ومنع الترميم والتدعيم حتى تسقط المنازل أو تتم مساومة الفلسطينيين عليها طمعا بالبناء الاستيطاني بدلا منها.

وهذا ما يؤكده مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي يوضح أن البلدية العبرية "تستغل بشكل ماكر" مأساة الحي من أجل تهجير سكان بعض الأحياء القديمة من خلال إعاقة ترميم بيوتهم وإخافتهم من احتمال انهيارها عليهم.

ويبين المركز أن بلدية الاحتلال تكتفي بتثبيت لافتة في مدخل الحي تحذر فيها من دخول "المكان الخطير" وبالمقابل تفرض غرامات بقيمة 120 دولارا يوميا على كل من لا يخلي بيته المتداعي.

وعن استهداف حي القرمي بالذات، يقول مختاره بسيم القدومي إن ذلك يعود لقربه من المسجد الأقصى.

ويشير القدومي إلى أن أهالي الأحياء المتضررة يشكون منذ نحو عامين من اهتزاز أسس منازلهم نتيجة حفريات تجرى أسفلها، منبها إلى أنهم يتلقون وعودا كثيرة لا تطبق على الأرض.

ويضيف أن السلطة الفلسطينية قدمت مساعدات عينية لست عائلات في الحي ريثما يتم ترميم منازلها، بينما تحملت جمعية "تيكا" الحكومية التركية ترميم خمسة منازل.

ووجه القدومي نداء استغاثة من أجل تخليصهم من محنتهم القاسية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، عبر مساندتهم في ترميم بيوتهم حتى يبقوا فيها.

انشر المقال على: