السلطات الاميركية تعتقل الفلسطينية رسمية عودة وتهدد بترحيلها
رام الله-القدس - اعتقلت السلطات الامريكية الناشطة الفلسطينية الامريكية، رسمية عودة ( 66 عاما) في ولاية شكاغو،، وتهدد بترحيلها وسحب جنسيتها، بدعوى الكذب على السلطات الامريكية حين قدمت طلب الاقامة في الولايات المتحدة الاميركية قبل 20 عاما.
واوضح الناشط السياسي في الولايات المتحدة، الدكتور سنان شقديح المتابع لقضية عودة في حديث اجرته معه القدس دوت كوم، أن قوة من عناصر الامن القومي الامريكي، وممثلين عن دائرة الهجرة، اعتقلت صباح امس الاربعاء، الاسيرة الفلسطينية السابقة رسمية عودة، بدعوى "الاحتيال على دائرة الهجرة"، وقال بأن هيئة المحكمة " طلبت ترحيلها الى الاردن وسحب جنسيتها الامريكية".
ويتلخص ما تصفه السلطات الاميركية الاحتيال على دائرة الهجرة، بأن رسمية عودة التي كانت اعتقلت من قبل الاحتلال الاسرائيلي بتهمة تفجير متجر بمدينة القدس قبل 44 عاما، لم تذكر (عودة) في طلب الاقامة في الولايات المتحدة انها سبق واعتقلت من قبل اسرائيل
وكشف شقديح ان مكتب التحقيقات الفدرالي FBI، يقف وراء اعتقال رسمية عودة، وذلك على خلفية مشاركتها في اعتصامات وفعاليات مناهضة للحرب على سوريا، مشيرا الى ان "هناك 6 موظفين عملوا بشكل مستمر لمدة ثلاثة اشهر على متابعة ملفات، ونبش القضية بعد مشاركتها بالمسيرات ومناهضتها للحرب الامريكية".
وتبين انه تم نبش القضية التي تعود لـ 44 عاما مضت، وذلك "ضمن محاولة لاستهداف النشطاء العلمانين المناهضين للحرب، ومن يرفعون صوتهم عاليا ضد دفع اموال الضرائب لشن الحروب، ودعم الاحتلال الاسرائيلي".
وبين ان رسمية عودة، كانت نشطت مؤخرا في فعاليات مناهضة لضرب سوريا، وذلك بسبب ما خلفته الهجمات الامريكية على العراق وافغانستان من ضحايا ومآسي.
واوضح شقديح ان عودة الان تتواجد في منزلها بعد الافراج عنها بكفالة، وتُمنع من مغادرة البلاد، مشيرا الى انها وبناء على طلب من محاميها تمتنع على التعقيب او الحديث للصحفين.
وقال ان هيئة الادعاء الامريكي، تشن حملة ضد العرب والمسلمين، وتتخذ اجراءات قانونية قاسية لابسط القضايا، تظهر فيها معاداة واضحة للعرب.
وتشغل رسمية منصب نائب رئيس جمعية لمساعدة المهاجرين العرب الجدد في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تم منحها شهادة تقدير على جهودها في اغاثة ومساعدة الفقراء من قبل حكومة الولاية .
وقال أن وراء اعتقال رسمية عودة، رسالة لنشطاء التيار العلماني المناهض للحروب بالولايات المتحدة، وان هناك حملة ضد النشطاء الذين خرجوا في مظاهرات ضد ضرب سوريا، وكان من بينها رسمية عودة وعدد اخر من النشطاء.
واوضح ان المحكمة ستعقد جلستها في الاول من تشرين ثاني المقبل، وسيتم تنظيم مسيرة امام المحكمة تنديدا بالاعتقال والمحاكمة، مشدد على ان هذه الخطوة (اعتقال عودة) اثارت استنكارا واسعا في اوساط الجالية العربية والاسلامية.
وقال شقديح بان النائب الفدرالي، الذي وجه لها تهمة الاحتيال على دائرة الهجرة من خلال اجابتها "بلا" حول سؤال عام، عما اذا كانت أدينت او حكمت بجنحة، موضحا ان نفيها في حينها كان بناء على اعتقادها بان السؤال يتعلق بارتكابها اي جنحة داخل الولايات المتحدة.
"ونقلت قناة العربية عن محامي عودة، ان الشرطة الاميركية اعتقلت موكلته في منزلها بضاحية في شيكاغو، بشبهة "الكذب على سلطات الهجرة الأميركية حين ملأت استمارة طلبها للإقامة، وكتبت أنها كانت تقيم منذ 1948 في الأردن، وأجابت بـ "لا" عما إذا أدينت بجرم في الماضي، أو دخلت سجناً، أو حتى نالت عفواً عن عقوبة ما، وعلى أساس النفي منحوها حق الإقامة، ومن بعدها الجنسية".
وقالت رفيقة رسمية، الاسيرة المحررة عائشة عودة، من قرية دير جرير، قضاء رام الله في حديث لـ القدس دوت كوم، التي شاركت "رسمية عودة" في عملية تفجير المتجر بالقدس عام 1969، وتشاركتا سويا في ذات الزنزانة بسجن الرملة لمدة عشر سنوات، "ان العملية جاءت ردا على ما تعرض له الفلسطينيون من تهجير وحياة صعبة بعد النكبة والنكسة، حيث هجرت من قريتها لفتا شمال القدس وهي بعمر عامين، وعاشت حياة صعبة كانت في حينها تبحث عن فتات الاكل داخل القمامة"، مشيرة الى ان رسمية عودة انضمت بعد في تلك الفترة للجبهة الشعبية للتحرير فلسطين، وشاركتا في مسيرات واعتصامات ضد الاحتلال".
وقالت عائشة عودة بانهما قامتا في عام 1869، بوضع قنبلة داخل سوبرماركت بمدينة القدس المحتلة وتفجيره، حيث قتل وجرح عدد من الاسرائيليين، ومن ثم قامت رسمية بتفجير قنبلة في محيط السفارة االبريطانية ردا على قيام بريطانيا بتزويد العصابات الاسرائيلية بـ 20 دبابة.
واوضحت انه بعد اسبوع من عملية التفجير تم اعتقالهما من قبل قوات الاحتلال ونسف منزليهما، وحكم على رسمية عودة بالسجن ثلاثة مؤبدات وعشر سنوات، الا انه تم الافراج عنهما في عملية تبادل الاسرى بين الجبهة الشعبية واسرائيل التي تمت عام 78 بعد ان تمكت الجبهة من اختطاف جندي في اجتياح لبنان عام 78 ومبادلته بـ 76 معتقلا فلسطينيا عام 1979 في عملية "النورس" التي تمت في "جنيف"، وكان من ضمنها 12 اسيرة.
واضافت: "افرجت عنا سلطات الاحتلال في اول عملية تبادل تمت بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشرط ابعادنا عن فلسطين".
واوضحت انه بعد الافراج عنهما اقامت رسمية عودة في لبنان وسوريا، ومن ثم عاشت بالاردن، ولحقت بوالدها في الولايات المتحدة الامريكية.
وتعمل رسمية عودة في "شبكة العمل العربية - الأميركية" ومقرها شيكاغو، وهي منظمة تأسست عام 1995 كجمعية غير ربحية "للدفاع عن المهاجرين الجدد ومكافحة العداء للمسلمين والعرب بالولايات المتحدة".