الجمعة 31-01-2025

ذات اُكتــوبــر روســـي.. ذكـرى ثـورة هـزت العـالـم

×

رسالة الخطأ

بسام الهلسه

ذات اُكتــوبــر روســـي..
ذكـرى ثـورة هـزت العـالـم

بسام الهلسه

} وإني إمرؤٌ عافٍ, إنائِيَ شركةٌ =
وأنت إمرؤٌ عافٍ، إنِائكَ واحدُ
أُقسِّم جسمي في جُسوم كثيرة =
وأحسو قراحَ الماء، والماءُ باردُ{
"عروة بن الورد العبسي"
حينما عاد "فلاديمير إيليتش أوليانوف-"لينين" من المنفى الأوروبي إلى وطنه روسيا في نيسان- ابريل 1917م إثر نجاح ثورة شباط 1917 الروسية، فاجأ مستقبليه في محطة القطار في مدينة بيتروغراد، بالخطاب الذي ألقاه فيهم وإختتمه بقوله: "عاشت الثورة الإشتراكية"!
كان مبعث المفاجأة التي عمَّت الجميع، بمن فيهم قادة وأعضاء حزبه "حزب العمال الديمقراطي الإشتراكي الروسي (البلاشفة)، هو أنهم كانوا يعتقدون أن على روسيا أن ترعى وتوطِد ثورتها القومية الوليدة, وأن تبني نظاماً ديمقراطياً برجوازياً يقيِّد الحكمَ القيصري المطلق, بدستور يطلق الحريات الديمقراطية العامة على النمط الغربي, أما الثورة الإشتراكية, فهي مرحلة ليست مطروحة على جدول أعمال روسيا الرأسمالية- الإقطاعية المتأخرة. إذ كان الإعتقاد السائد في صفوف الحركات والقوى الإشتراكية الأوروبية عامة، هو أنَّ الثورة الإجتماعية الإشتراكية إنما ستندلع أولاً في بلدان اوروبا المتطورة رأسمالياً (بريطانيا، فرنسا، المانيا) التي حققت ثوراتها القومية الديمقراطية بالفعل.
لكن "لينين" –وهو الإسم الرمزي الذي حمله وإشتهر به نسبة إلى نهر "لينا" -كانت له قراءة وإستنتاجات مغايرة للوضعين الروسي والدولي على السواء. فعلى الصعيد الروسي كان قد إستخلص منذ "ثورة 1905م" في روسيا– وبرغم إخفاقها- أن مركز الثقل في الثورة العالمية قد إنتقل من اوروبا الغربية إلى آسيا، بعدما لاحظ خبوَّ الروح الثورية لدى الطبقات العمالية والكادحة الأوروبية، بنتيجة الإصلاحات التي قامت بها دولها، وتواطؤ زعمائها مع حكومات وشركات اُممها الإمبريالية والإستعمارية في نهب ثروات البلدان المستَعمَرة وإستغلال شعوبها. وتعزز هذا الرأي، بإستقرائه لتحول الرأسمالية في البلدان المتقدمة إلى مرحلة الإمبريالية التي تأججَّ تنافسها على غزو العالم وإقتسامه، وهو ما أدى إلى إندلاع الحرب العالمية 1914م، التي إعتبرها حرباً رأسمالية لصوصية، فدعا الشعوب إلى "الحرب على مشعلي الحرب".
وإذ كانت ثورات آسيا "المستيقظة" (في الصين وتركيا وفارس وجاوا) قد عززت من قناعاته بـ"توحش أوروبا"، فان إكتشافه وصياغته لما عرف بـ"قانون تفاوت التطور الرأسمالي"، دفع به أكثر لعدم التعويل على نهوض ثوري في اوروبا الغربية، والإهتمام والتركيز أكثر على نهوض وإنتفاضات آسيا الواعدة، وخصوصاً روسيا (الأوراسية) ذات المساحات الهائلة التي إحتدمت فيها التناقضات المختلفة -الطبقية والقومية والدينية والثقافية...- مما جعلها "الحلقة الأضعف" في السلسلة.
لكن الأمر الأهم الذي بنى عليه نداءه بوجوب الثورة الإشتراكية، كان الواقع الذي أفرزته ثورة شباط 1917 الروسية، المتمثل بوجود سلطتين: سلطة الحكومة الضعيفة، وسلطة العمال والجنود والفلاحين التي عبرت عنها السوڤييتات (المجالس). وكانت إرادة الحكومة بالإستمرار في الحرب- رغم ويلاتها التي قضت على ملايين كثيرة من الروس نتيجة القتال على الجبهات وإنتشار المجاعة- تتعارض مع إرادة عامة الروس المُنهكين الذين لم يروا لهم في الحرب مصلحة.
* * *
لم يجد نداء لينين إستجابة. لكن هذا لم يثنِه عن عزمه المثابر حتى جاءت محاولة الجنرال كورنيلوف للإنقلاب على الثورة -بحجة إعادة النظام- في تموز- يوليو، فتحول الموقف نسبياً لصالحه، ثم حُسِم في تشرين الأول- اكتوبر 1917م، لتنطلق في الرابع والعشرين منه "الأيام العشرة التي هزت العالم" حسب تعبير شاهد العيان، الصحفي الأميركي: جون ريد. حيث تولت "اللجنة العسكرية الثورية" التي أنشأها البلاشفة, السيطرة على المراكز المهمة في بيتروغراد وموسكو إبتداءً من قصر القيصر نقولا المعروف بـ"قصر الشتاء".
أعلنت الثورة فوراً "مرسوم السلام" لوقف الحرب دون إلحاق او تعويضات، و"مرسوم الأرض" الذي أمَّمت فيه أراضي العائلة الحاكمة والإقطاعيين ووزعتها على الفلاحين، وسيطرت على البنوك ومفاصل الإقتصاد وأمَّمتها.
ولما كانت أطياف المصير الدامي لعاميّة باريس (الكومونة 1871) تلاحق قادة البلاشفة، فسرعان ما شرعوا ببناء "الجيش الأحمر" لمواجهة إعدائهم الذين رفضوا حكمهم وقاوموه في الداخل، ولمواجهة الدول الإمبريالية المتعددة التي تدخلت لوأد الثورة التي أثارت فزعها.
وإلى جانب "الجيش الأحمر" الذي تشكل من الجنود –وبخاصة من أبناء العمال والفلاحين- وقاده "ليون تروتسكي"، أنشأ البلاشفة منظمة الإستخبارات السرية "التشيكا" التي تولت ملاحقة خصومهم بدون هوادة.
وفي العالم 1920م كان البلاشفة قد هزموا أعداءهم العديدين ووطدوا سلطتهم.
* * *
ومع سقوط المراهنة على ثورات اوروبية بعد إخفاق الثورة الألمانية في خريف 1919- تبدد الأمل بـ"ثورة دائمة" تعم العالم، فكرَّس البلاشفة جهودهم لبناء "الإشتراكية في وطن واحد"، وهو ما سيحدد طابع الثورة الروسية ونظامها، إضافة إلى المُحددات الأخرى الخاصة بمستوى تطور روسيا من جهة، وبثورتها, وبالأوضاع والمهمات التي جابهتها من جهة اُخرى. غير أن الوضع سيتغيّر بعد الإنتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، بنشوء معسكر الدول الإشتراكية في اوروبا الشرقية والوسطى، وبإنتصار الثورات: الصينية, والڤياتنامية، والكورية، والكوبية وغيرها. فتحولت الإشتراكية إلى نظام عالمي يقوده الإتحاد السوڤييتي، دخل في مواجهة شاملة مع دول المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة. مواجهة إنتهت بسقوط الإتحاد السوڤييتي وإنهيار الإشتراكية في اوروبا خلال نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن العشرين الماضي, ففتحت بذلك الطريق أمام تمدد الرأسمالية في العالم بإسم "العولمة"، وإنطلقت أميركا من عقالها للهيمنة عليه وتنصيب نفسها حاكماً مطلقاً له بإسم تعميم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
* * *
تختلف الآراء والتقديرات في تقييم الثورة الإشتراكية الروسية ومصايرها، لكنها تتفق على الأهمية البالغة لها من حيث المنجزات الكبيرة والرائدة التي حققتها بنقلها روسيا من بلد متخلف تابع إلى دولة عظمى متقدمة قامت بدور كبير على المستوى العالمي ومدت يد العون للعديد من دول العالم- وبضمنها دول عربية- بأشكال عديدة من المساعدات.
وقد نتذكر في هذا السياق قيامها بفضح إتفاقات سايكس-بيكو الإستعمارية، ورفضها للحركة الصهيونية كحركة عنصرية إستعمارية رجعية، ورفض دعوتها لتمايز اليهود عن الأمم التي يعيشون فيها، وغيرها من المواقف التي يذكرها العرب وغيرهم من الأمم.
لكن، وبقدر عظمة إنجازاتها وأدوارها، كانت عظمة سقوطها وسقوط الأنظمة التي بنتها. وإذا ما صح القول بأن الروس قد إفتتحوا القرن العشرين بثورتهم، فانه يصح أيضاً القول بأنهم إختتموه بتهاوي دولتهم.
وقد قيل الكثير في أسباب السقوط المباشرة: ضغط المواجهة وسباق التسلح مع أميركا الذي إستنزف موارد الدولة، الركود الإقتصادي الذي لم يعد قادراً على تلبية حاجات السكان -وبخاصة خلال حقبة بريجينيف-، التآمر والتخريب الصهيوني الذي دفع الرئيس "يوري أندروبوف" إلى إعلان الحرب على الصهيونية في الإتحاد السوڤييتي وتشكيل "اللجنة السوڤييتية لمناهضة الصهيونية"، والحرب الخاسرة في أفغانستان...الخ
وقيل الكثير أيضاً عن الأسباب البعيدة والعميقة، التي يرجعها البعض إلى الثورة نفسها التي سعت إلى ما يعرف بـ"حرق المراحل" قافزة عن حقائق الوضع الروسي المتخلف الذي لم يكن مهيئاً للإشتراكية التي تتطلب تطوراً مادياً تكنيكياً عالياً, مما وسم لينين والبلاشفة بطابع "إرادوي" ودفعهم للجوء للعنف البالغ لفرض وبناء نظامهم, فساروا من ثمَّ في الطريق الذي سار عليه "اليعاقبة" –الجناح الثوري في الثورة الفرنسية 1789م- وواجهوا أقدارهم, وبخاصة بعد موت لينين عام 1924م وتولي "جوزف ستالين" القيادة ومركزته للسلطات بين يديه وتصفية معارضيه.
والثورةُ التي قدمت للكادحين والمنتجين العدالة الإقتصادية والإجتماعية، حرمتهم من الحريات. وبدل شعار "كل السلطة للسوڤييتات" الذي نادت به، حلّت سلطةُ "الحزب الشيوعي في روسيا"، وحلّت سلطةُ القيادة على الحزب، وسلطةُ القائد الكليّة على القيادة، التي صارت البديل عن "دكتاتورية البروليتاريا والفلاحين".
والدولة، التي كان عليها أن "تضمحل" حسب تنظير لينين في "الدولة والثورة" إلى أدنى حد بعد إنجاز مهمتها في سحق أعدائها، تراكمت وتضخمت لتتحول إلى جهاز هائل من الإداريين والموظفين والعسكريين والأمنيين، جثم على صدر المنتجين من العمال والفلاحين والمبدعين، فضيق أنفاسهم وإستولى على الحصة الأكبر من الإنتاج.
ويرى البعض في قمع إحتجاج بحارة "كرونشتادت" الثوريين عام 1921، مؤشراً مبكراً على التطور اللاحق لسلطة لا تقبل حتى النقد الداخلي.
وفي حين إنتقد القوميون الروس الثورة الإشتراكية من زاوية عملها على "أوربة" روسيا، مما قادها إلى الإغتراب عن هويتها وشخصيتها الحضارية الخاصة: السلافية- الأرثوذكسية، فان أبناء وبنات القوميات غير الروسية، وأتباع الديانات غير المسيحية الأرثوذكسية، الذين عانوا من الظلم القيصري وقاوموه، وبالرغم مما قدمته لهم الثورة من مكاسب مادية وتعليمية وثقافية، فقد ظل الكثير منهم يتطلع إلى نيل الحرية والإستقلال، وبخاصة الشعوب التي جرى إحتلالها وضمها وإخضاعها بالقوة في العهود القيصرية.
لكن كل هذه الملاحظات والإنتقادات- برغم أهميتها- لا تكفي برأيي لتفسير سقوط دولة عالمية عظمى كالإتحاد السوڤييتي، ودول اوروبا الإشتراكية، سقوطاً غير مسبوق في تاريخ الإمبراطوريات والدول العظمى التي كانت "تنحَلُّ" شيئاً فشيئاً ثم تسقط أخيراً.
قد تصلح هذه الإنتقادات لتبرير ما جرى لاحقاً، لكنها لا تسعفنا في تفسيره. فكثير من هذه الإنتقادات، وربما أكثر منها، يمكن توجيهه لدول قائمة شهدنا –وقد نشهد تراجعاً وتقهقراً لها- لكنها لم تسقط دفعة واحدة من تلقاء ذاتها, أي: دون تحطيم خارجي عنيف.
وإذا ما علَّل البعض سقوط "الأنظمة الإشتراكية" أو "الديمقراطيات الشعبية" في اوروبا الشرقية، بكونها قد فُرضت على بلدانها بقوة الجيش السوڤييتي الاحمر، فان هذا لا ينطبق على النظام السوڤييتي في روسيا الذي بنته ثورة داخلية أصيلة قام بها أناس مؤمنون بأفكارهم وضحوا بالكثير لأجلها، تماماً كالثورات الصينية والفياتنامية والكورية والكوبية التي ما زالت أنظمتها قائمة بذاتها دونما مساندة خارجية.
وهنا أود ان أتقدم بتصور لما أظن أنها الأسباب في تهاوي الإتحاد السوڤييتي, مع التأكيد مسبقاً على أنها مجرد مقاربة إجتهادية تستدعي نقاشاً.
السبب المباشر برأيي المتواضع، هو فقدان القناعة والإيمان لدى قادة الإتحاد السوڤييتي بنظامهم، وجمودهم العقائدي الذي منعهم من إيجاد وتوليد الحلول المبتكرة للأزمات المختلفة. ولهذا العامل -آراء القادة وقراراتهم ومواقفهم- الدور الحاسم في دولة ذات بنية شديدة المركزية تسيطر على كل جوانب الحياة، وبخاصة مع إنعدام المبادرة لدى الحزب وأجهزة الدولة والمجتمع وإعتيادها على تلقي الأوامر وتنفيذها. وقد ضاعف من أهمية وفاعلية هذا العامل "الذاتي"، "العاملُ الموضوعي" الأساس المتمثل في غياب الحرية لدى الحزب والدولة والمجتمع, وهو الوضع الذي خلق إغتراباً عميقاً لدى الجميع تجاه وجودهم ، تجلَّى في لامبالاة سائدة، وأنماط سلوك آلية خنقت الروح الحية في ظل "نظام أوامري" يتم فيه كل شيء من "الأعلى".
في جو ووضع كهذا، كان طبيعياً ان يتفكك ويتداعى "الأدنى" تلقائياً، عندما تفكك وتداعى "الأعلى", وتضافر هذان العاملان لينتجا الإنهيار الذي شهدناه.
* * *
لم يكن الإنهيار –بالشكل الذي تم به- محتوماً، كما ردَّد البعض فيما بعد، فقد كان لدى الإتحاد السوڤييتي وقادته خيارات وحلول اُخرى فيما لو توفرت الإرادة والإقتناع.
فعلى الصعيد الإقتصادي، كان بإمكانهم تنشيط الحياة الإقتصادية وزيادة الإنتاجية بإطلاق سياسة شبيهة بتلك التي أطلقها "لينين" لمواجهة المجاعة عام 1921م وعرفت باسم "السياسة الإقتصادية الجديدة (النيب)". وكان بإمكان الدولة السوڤييتية أن تحتفظ بمُلكية القطاعات الإقتصادية المهمة، فيما تفسح للمواطنين المجال للعمل بخاصة في القطاعات الخدمية التي كانت تعاني من تخلف كبير, وهي السياسة التي طبقتها الصين ما بعد "ماو" كما نعرف.
وكان بإمكانهم أيضاً ان ينشطوا الحياة الداخلية للحزب الشيوعي ذي الأعداد الهائلة، وان يسمحوا حتى بالحريات العامة والتعددية في إطار النظام الذي توطد على مر السنين وصار قادراً على حماية نفسه من التهديد. وكان بإمكانهم ان يقلصوا من حجم الدولة الكلي الهائل الذي إبتلع معظم الموارد، والتركيز على بناء نموذج متميز عن الديمقراطية الرأسمالية النخبوية، بنموذج تدير فيه السوڤييتات(المجالس الشعبية المنتخبة)- حقاً وفعلاً- الدولة والمجتمع والإقتصاد، ولا يلغي "الحريات" باسم "العدالة"، كما تفعل الديمقراطيات الرأسمالية التي تمارس الإستغلال والنهب بإسم "الحرية".
وفيما يخص الأمم غير الروسية التي حكموها، كان بوسعهم تنفيذ ما نادوا به أيام النضال ضد القيصرية والإمبريالية والإستعمار: "حق الأمم في تقرير مصيرها"، وهو ما كان سيفتح الباب أمام قيام علاقات صداقة وتعاون معها قائمة على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة وليس الإكراه.
وعلى الصعيد الدولي, كان بوسعهم أن يهبطوا عن "شجرة الأوهام" العالية التي صعدوا إليها بالتنافس المضني مع الولايات المتحدة والدول الرأسمالية القوية والثرية، والسباق معها على قيادة العالم, وهو ما أوقعهم في مساومات وتسويات, روعيت فيها حسابات ومصالح "الدولة السوڤييتية" على حسابات المبادئ ومصالح الشعوب.
ومع التقدير الكبير للمساعدات المختلفة التي قدموها، فإنه لم يكن من شأنهم أن ينوبوا عن الأمم والطبقات المضطهدة في إختيار مصايرها، وتنصيب أنفسهم أوصياء عليها, وهو ما ألحق أضراراً بها وبهم.
كل ما سبق، كان بالإمكان عمله فيما لو توفر لدى القيادة السوڤييتية الإعتقاد القوي بصحة نظامها، وفيما لو توفر التصميم اللازم على حمايته، مع ما يتطلبه هذا من تغييرات وتطويرات، وأيضاً "تراجعات" ضرورية. "فـخطوة إلى الوراء" – وحتى خطوات- خير من الإنهيار المدوي كبيتٍ من ورق.
لكن "لو" هي حرف إمتناعٍ لوجود، كما يقال في اللغة العربية. وأقدار الدول والأمم لا تتعلق بـ" لو" بالتأكيد.
فمسارات التاريخ – كما يعلمنا إستقراؤه- لا تمليها طاقاتُ وإجتهادات الإرادة والعقل الواعي دائماً.
ولئن تداعى الإتحاد السوڤييتي والمعسكر الإشتراكي، فإن الفكر الإشتراكي- من حيث هو مشروع ورؤية بديلة لمظالم وجور الرأسمالية والإمبريالية- لم يمت، وإن إنحسر وتراجع كثيراً.
وبالتأكيد فإن مقاومة وثورات المستضعفين في الأرض وتطلعاتهم وأشواقهم إلى الحرية والعدالة, ستظل مستمرة حتى تنتصر.

انشر المقال على: