افتتاح اعمال مؤتمر الادب الفلسطيني الدولي السابع بجامعة بيت لحم
بيت لحم - حسن عبد الجواد - افتتحت في جامعة بيت لحم ، اليوم الجمعة ، اعمال مؤتمر اللغة العربية السابع ، تحت عنوان " اللّغة العربيّة المعاصرة ، ودورها الحضاريّ في بناء الوعي المعرفيّ " ، وذلك في قاعة فورنو بمنى الالفية في جامعة بيت لحم ، بحضور نائب الرئس الاعلى للجامعة بيتر براي ، والدكتور معين هلون رئيس المؤتمر ، وما يزيد عن 30 محاضرا من كافة الجامعات الفلسطينية ، ومن السويد والمانيا وجورجيا ، وعشرات المهتمين والاكاديميين الفلسطينيين .
وقال الدكتور هلون ان مؤتمر اللغة العربية السابع ، ياتي احتفالا بمناسبة الذكرى الاربعين لتاسيس الجامعة ، ولابراز الدور الحضاري للغة العربية في بناء الوعي المعرفي ، وللتاكيد بان السنوات الاخيرة شهدت نهضة لغوية مباركة لم يسبق للغة ان وصلت اليها الا في عصر ازدهارها ، وذلك للرد على من يقولون ان اللغة العربية في طريقها الى الزوال .
وبين الدكتور هلون اننا ننظر الى اللغة العربية في مبناها وبنيتها ، وهم ينظرون الى التغيير في بعض مفرداتها ، لافتا ان الكلمات التي لا تستخدم تموت ، حيث ماتت الاف الكلمات ، الا ان اخرى دخلت المعجم الجديد ، ومؤكدا ان اللغة بخير.
ولفت هلون الى ان اللغة في العقد الاخير تمقرطت ، فزاد عدد الناطقين بها ، داعيا الى الاستماع الى المحامين والقضاة والفقهاء الدستوريين في مصر وباقي الدول العربية ، وكيف يعبرون عن افكارهم بوعي لغوي راق ، وكذا النشرات الاقتصادية كيف يحللون الاسواق المالية العربية بلغة رشيقة تبقي في النفس اثرا حسنا ، وكيف يستخدم الحاسوبي الفاظا كالشبكة العنكبوتية ، والمدونة ، والتغريدة والشريحة ، وكما ويستخدم عالم طبقات الارض البركنة والبراكين الدرعية والاحفورة المرشدة ، والنوازل والصواعد .
وقال ان اللغة اصبحت ملكا للجميع ، وغاب ذلك الخوف من القلة التي لا تتقن اللغة الا بعد دراستها عقودا طويلة ، والتي لا تعرف لغة اخرى لتقارنها بها ، مضيفا : " سئمنا من الذين يجلسون ساعات طويلة ينقحون نصهم مرات عديدة ، فيخرج النص انيقا لا يفهمه الا هم" .وفي ختام كلمته شكر الدكتور هلون جميع من ساهم وشارك في انجاح فعاليات واعمال المؤتمر .
وقال الدكتور ابراهيم ابو هشهش في تقييمه لمعجم التجديدات الشائعة في لغة الاعلام لمؤلفه الدكتور هلون ، ان لغة الاعلام وتعبيراتها الشائعة التي هي مادة هذا المعجم باتت اليوم هي اللغة المتداولة . وهي ليست قصرا على وسائل الاعلام الجماهيرية ، كما قد ينصرف الذهن ، بل هي اللغة المتداولة في كل مجالات الاستخدام الاتصالي الحي في المنطقة العربية من خليجها الى محيطها .
وأضاف : " صحيح انها من حيث الاسلوب اقل من مستوى المتون الفقهية والدينية والادبية مثلما استقرت في المصنفات المعتمدة او القانون المتفق عليه كما تراكمت في عصور الاحتجاج والازدهار واعلى في الوقت نفسه من لغة الحياة اليومية الدارجة في الاسواق والبيوت والمقاهي ، إلا انها تشرئب لترتفع الى المستوى الاعلى من اللغة المكتوبة في الوقت الذي تشرئب فيه اللغة الدارجة ايضا للارتقاء على نجو تدريجي يزداد باستمرار مع اتساع التعليم الى مستوى هذه اللغة الجديدة الوسطى المتداولة في الحقول السياسية والتربوية الثقافية والطبية والاقتصادية والنقابية . لافتا الى ان هذا الحراك هو ما يحافظ على حيوية اللغة وبقائها وتطورها .
وكان الدكتور قسطندي شوملي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الذي ادار عرافة حفل الافتتاح ، اشار الى اانعقاد هذا المؤتمر يأتي في اطار النشاطات التي تنظمها دائرة اللغة العربية بمناسبة الذكرى الاربعين لتأسيس الجامعة ، لافتا ان اللغة العربية تعاني من مشكلات عديدة ، ولاتجاري التجارب الحياتية الجديدة ، وهي بحاجة الى اجراء بحوث ودراسات لتطوير ها بما يواكب تطورات العصر .
وتخلل جلسة الافتتاح تكريم الدكتور فهد ابو خضرة ، وتكريم الفنان الفلسطيني المقدسي مصطفى الكرد .
واشتملت اعمال المؤتمر بعد جلسة الافتتاح على تقديم جملة من المحاضرات ابرزها ، المعيارية الاوروبية وبعث الالفاظ الكلاسيكية ودورها في اثراء اللغة العربية المعاصرة للدكتور هلون ، وسلطة الخطاب التلفزيوني في ظل المتغيرات العربية في انتاج مفاهيم لغوية بديلة للدكتور سعيد عياد ، واللغة العربية في وسائل الاعلام للدكتور ناصر الدين ابو خضير ، وأزمة الاصطلاح للدكتور يحي جبر ، واللغة العربية في الرواية العربية للدكتور عادل الاسطة ، وخصائص في العربية وإيذانها بالزوال من لغتنا المعاصرة للدكتور فاروق مواسي ، ومجامع االلغة العربية في فلسطين بين الواقع والتحديات للدكتور احسان الديك ، ومعجم الفاظ الانتفاضة نموذجا للدكتور احمد بشارات .