اسرائيل تعتبر قتل جنديين خلال 48 ساعة "صدفة" و"شهداء الاقصى" و"احرار الجليل تتبنيان عملية الخليل
تل ابيب - القدس - استبعدت إسرائيل "استفحال الإرهاب" معتبرة مقتل جنديين على يد فلسطينيين خلال 48 ساعة من قبيل الصدفة، إلا أنها شددت على "التصدي لمحاولات المساس بمواطنيها وجنودها"، فيما أعلنت "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح"، و"كتائب أحرار الجليل فرسان الأقصى" مسؤوليتهما عن قتل الضابط الإسرائيلي المسؤول عن الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما استباحت قوات الاحتلال المدينة.
وترأس وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس جلسة بمشاركة مسؤولي الأذرع الأمنية المختلفة لتقويم الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أعقاب مقتل الجندي غال كوبي برصاص قناص فلسطيني في الخليل المحتلة، بعد 48 ساعة على قتل الجندي تومر حزان في قرية فلسطينية شمال الضفة الغربية.
وأعلن يعالون قبل الاجتماع أن "إسرائيل لن تمر مرور الكرام على محاولات منظمات إرهابية أو مخربين يعملون بشكل انفرادي للمساس بمواطنيها وجنودها وتشويش سير الحياة الطبيعية، وأنها ستتصدى لمثل هذه المحاولات بحزم وصرامة".
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس أمس إنه بالرغم من مقتل الجنديين الإسرائيليين على يد فلسطينيين خلال 48 ساعة، "إلا إننا لا نرصد مقاربة من استفحال الإرهاب"، مضيفاً أن إسرائيل "تتصدى لتهديدات الإرهاب على كل الجبهات، وليس سهلاً أن نخسر جنديين خلال أسبوع". ورأى في العمليتين "تذكيراً بأنه بالرغم من أن الأمور تظهر للوهلة الأولى هادئة وكأن المشاكل هي فقط حولنا (في الدول العربية)، إلا أن الجيش الإسرائيلي ما زال يواجه الإرهاب على كل الجبهات".
واعتبر غانتس مقتل الجنديين في وقت متقارب جداً "من قبيل الصدفة إذ لا صلة بينهما، وهو ليس مؤشراً إلى استفحال الإرهاب"، لكنه أضاف مستدركاً أنه "مع ذلك، علينا العمل من أجل منع أن تحصل مثل هذه المقاربة، ولذلك عززنا انتشار قوات الجيش ميدانياً" معرباً عن ثقته بأن الجيش سيلقي القبض على قتلة الجندي في الخليل.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أعلن في بيان أصدره مكتبه بعد مقتل الجندي في الخليل إن الحكومة "ستواصل محاربة الإرهاب الفلسطيني بكل القوة التي تمتلكها، وستواصل في الآن ذاته تعزيز الاستيطان اليهودي في كل مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة). وأضاف نتانياهو أنه أصدر أوامره بعودة المستوطنين مجدداً إلى "مبنى ماكفيلا"، (بيت الرجبي) وهو منزل يقع قرب الحرم الإبراهيمي كان طرد منه 15 مستوطناً يهودياً العام الفائت "من أجل بث رسالة واضحة للفلسطينيين تقول إن من يحاول أن يقتلع اليهود من مدينة الخليل يحقق العكس تماماً". وكان الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات العامة "شاباك" سارع إلى نفي أي رابط بين الحادثتين، وأنه "ليست هناك دلائل تشير إلى ارتفاع في الإرهاب، بل سجل في الأسابيع الأخيرة تراجع في عدد التحذيرات من الهجمات".
وكالعادة، أطلقت عملية قتل الجندي العنان لتصريحات أركان اليمين في الحكومة الذين طالب بعضهم نتانياهو بعدم تنفيذ الاتفاق مع السلطة الفلسطينية بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بداعي أن الإفراج عن الأسرى "يفتح شهية الفلسطينيين للقيام بمزيد من العمليات الإرهابية"، كما قال وزير النقل إسرائيل كاتس.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة نفتالي بينيت إن هذين الحادثين ينبغي أن يدفعا إسرائيل إلى إعادة النظر في مشاركتها في المفاوضات مع الفلسطينيين التي استؤنفت الشهر الفائت بعد توقف استمر ثلاثة أعوام.
وانتقد وزير المواصلات إسرائيل كاتز من حزب "ليكود" الذي يتزعمه نتانياهو السلطة الفلسطينية لعدم إدانتها الحادثين، ودعا إلى وقف عملية إطلاق سراح دفعة ثانية من الأسرى الفلسطينيين بعد إطلاق سراح دفعة أولى من 26 أسيراً فلسطينياً قبيل انطلاق المحادثات الشهر الماضي.
ورفض وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية هذه الحوادث من قبل إسرائيل. وقال المالكي لإذاعة صوت فلسطين "انهم يحمّلون القيادة الفلسطينية مسؤولية ما جرى في الضفة ويواصلون إطلاق التهديدات ضدنا".
ووكانت "كتائب شهداء الأقصى الوحدة الخاصة" التابعة لحركة "فتح"، و"كتائب أحرار الجليل فرسان الأقصى" اعنتا مسؤوليتهما المشتركة عن قتل الضابط الإسرائيلي المسؤول عن الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وأشارت المنظمتان في بيان مشترك أمس إلى إن "عملية القنص جاءت بعد ساعات من عملية خطف جندي صهيوني وقتله في مدينة قلقيلية (شمال) الضفة المحتلة". وحذرت إسرائيل من انه "إذا تم المساس بالقدس الشريف سنحرق الأخضر واليابس وما خفي كان أعظم. كتائبنا إذا قالت فعلت وإذا وعدت أوفت وإذا ضربت أوجعت. ومازالت عمليتنا مستمرة. إما النصر أو الشهادة".