المصادقة على بناء 930 وحدة سكنية بالقدس.. التفكجي: هذا رسالة إلى كيري بأن القدس خارج إطار المفاوضات
بيت لحم / قالت صحيفة معاريف العبرية انه من المتوقع غداً ان تصادق حكومة الاحتلال على اقتراح وزير الاسكان الاسرائيلي على بناء 930 وحدة سكنية بالقدس المحتلة في منطقة "هار حوما".
وأشارت الصحيفة الى ان تلك الاجراء يأتي بينما يزور وزير الخارجية الامريكي جون كيري المنطقة ليعيد احياء السلام.
من جهته قال مدير قسم الخرائط في بيت الشرق وخبير الإستيطان خليل التفكجي، أن هذا المشروع هو ليس بالجديد وهو مشروع قديم، خاصة انه تم تجميده في الفترة السابقة، مؤكدا ان ما تم الإعلان عنه اليوم هو تسريع في عملية البناء حتى يكون رسالة إلى كيري والولايات المتحدة التي تقود عملية السلام وإلى الجانب الفلسطيني أن القدس خارج اطار المفاوضات، مشيرا إلى تصريح نتنياهو الذي قال فيه بأن "البناء في القدس كالبناء في تل أبيب".
وأضاف التفكجي أن بناء 930 وحدة سكنية هي ضمن مشروع اسرائيلي لإقامة 850 الف وحدة سكنية في القدس، وضمن مشروع لإقامة 17 الف وحدة سكنية في منطقة جبل أبو غنيم بالذات.
وأشار أن المشروع الأول هو لبناء 6500 وحدة سكنية لم يتم الإنتهاء منها، مؤكدا ان اسرائيل قفزت باتجاه المنطقة "ج".
وأكد التفكجي ان الجانب الإسرائيلي ومن خلال قضية الإستيطان يسير ضمن سياسة اسرائيلية واضحة بأن القدس خارج اطار المفاوضات، وان الائتلاف الحكومي لا يمكن تدميره عن طريق تجميد عملية الإستيطان.
وأضافت ان اللجنة المالية في بلدية القدس توافق على العودة لبناء البرنامج الاستيطاني في منطقة تسمى "هار حوما ج"، حيث كانت قد جمدت البناء فيها سابقاً، حيث توصلت اللجنة الى اتفاق مع وزارة الاسكان لتنفيذ واحداً من أكثر المشاريع اشكالية في نظر الفلسطينيين والامريكيين على العملية السياسية.
وتابع تقرير معاريف: "ان بناء تلك المشروع يعزز التواصل الجعرافي بين القدس وحي صور باهر شمالي مدينة بيت لحم، وبذلك يبقة حي صور باهر خارج نظاق الدولة الفلسطينية".
من جانبه زعم رئيس مجلس القدس اليشع بيلغ ان تجميد البناء في هذا المشروع ساهم بعض الشيء في تجديد الحديث عن عملية سلام، ولكن ايقافه بشكل كامل يعزز ازمة السكن لدى الاسرائيليين في القدس.
ويشار الى انه تمت الموافقة على هذا البرنامج الاستيطاني في عام 2011 من قبل وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي.
من جانبه اعتبر الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى اليوم قرار وزارة الاسكان الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس بناء 930 وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم لخلق تسلسل جغرافي يهودي يمنع التواصل بين صور باهر وبيت لحم، عقبة رئيسية تعترض التقدم في عملية السلام ومفاوضات الوضع النهائي التي يسعى لها وزير الخارجية الامريكي جون كيري مؤخراً، مشيراً إلى أن بناء المزيد من الوحدات الااستيطانية يعني أن إسرائيل مستمرة في البناء والتوسع باعتبارها أحد رموز ومعالم الاحتلال.
وأكد د. عيسى أن وجود المستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية يعتبر انتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني كافة بما فيها حق تقرير المصير، ويشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية (مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة)، التي أدانت الاستيطان بكافة أشكاله في الأراضي الفلسطينية المحتلة من مصادرة الأراضي الفلسطينية للأغراض العسكرية، بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، وشق الطرق الالتفافية....الخ.
واشار الأمين العام الى ان هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة ترمي إلى توطين أكبر عدد من المهاجرين اليهود في الأراضي الفلسطينية لإخلال بالميزان الديمغرافي لصالح اليهود في نهاية المطاف.
واختتم الدكتور عيسى قائلاً: "إن الخطوات الإسرائيلية الأخيرة في بناء آلاف الوحدات السكنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تكون بالنسبة لإسرائيل فرصة جديدة قد سنحت لها لمتابعة مخططاتها لتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر النشاط الاستيطاني الذي بدأ في القرن التاسع عشر وما زال مستمراً من جهة أولى، ودليل يضاف إلى إصرار نيتنياهو على أن المستوطنات ليست هي محور الصراع ويريد من الفلسطينيين الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية قبل أن يكون بإمكانهم تأسيس دولتهم من جهة ثانية، وان إعطاء الأمر ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية ينتهك القانون الدولي الإنساني الذي يحدد المبادئ التي تطبق خلال الحرب والاحتلال من جهة أخيرة.