هل تصعيد هجمات المستوطنين في القدس لتقسيم الحرم القدسي
محمد محفوظ جابر
منذ مؤتمر القمة الأخير واقتراح قطر أن يفتح صندوق لدعم القدس ليكون مدخلا لها للسيطرة على موضوع القدس والتي تلاها توقيع اتفاقية بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وملك الاردن عبدالله الثاني والتي تعطي الوصاية للملك على القدس ، والصراع بين المستوطنين والعرب في القدس تتصاعد حدته .
المستوطنون يشنون هجمات يومية ويقتحمون أبواب الحرم الشريف ليقيموا صلواتهم في داخل الحرم ويوميآ يتصدى المقدسيون لهجمات المستوطنين ويحاولون منعهم من الدخول إلى الحرم .
وتشترك الشرطة الإسرائيلية وقوات الاحتلال في دعم المستوطنين في هجماتهم ، فهي تعتقل العرب فقط وتلقي القنابل الدخانية والصوتية على العرب فقط ،وعندما هدد الملك الأردني مطالبآ بوقف الهجمات قامت " اسرائيل " بوقف فوري لها ولكنها عادت وتركت المجال من جديد لتتكرر هجمات المستوطنين الذين يحضرون إلى القدس من جميع أنحاء المستوطنات في الأرض المحتلة ،وقد صعدت الأجهزة الأمنية هجماتها ايضا بحملات الاعتقال ضد الناشطين وضد حراس الحرم الشريف وضد الاطفال حتى بلغت خلال شهر أيار حوالي (360) معتقلآ من الشباب بينهم 3 فتيات وثلاثة أطفال (بينما تم اعتقال 115 مقدسيا في ليلة واحدة من ليالي حزيران الحالي).وتم اصابة (160) مواطناعربيا، وعلى صعيد آخر تم هدم (16 ) منزلاً واقتلاع ما يزيد عن (1900) شجرة زيتون.
ومن الجانب العربي الفلسطيني انتشرت المواجهات في جميع حارات القدس من باب حطه إلى باب العامود مرورآ بحارة السعدية وقد تميز فعل الشباب المقدسي برفع العلم الفلسطيني ولم ترفع راية واحدة لأي من الفصائل الفلسطينية بينما نفذ الشباب خارج سور المدينة وفي الأحياء خارج السور :
15حريقآ في " قاعدة عوفريت " العسكرية قرب قرية العيسوية
13حريقآ في " غابة السلام " جنوب شرقي القدس
وقام المقدسيون بقطع جزء من الأسلاك الشائكة المحيطة بمستوطنة " كوخاف يعقوب " .
وحطم الشبان العرب جزء من الجدار التوسعي وفتحوا فيه فجوة في حي الشياح .
واندلعت مواجهات عنيفة عند محيط معبر قلنديا العسكري والمدخل الشمالي لبلدة الرام شمال القدس وفي حي عناتا شن المستوطنون حملات ثقب اطارات السيارات العربية في حي الشيخ جراح .
كما يجري تهويد القدس على قدم وساق ،فقد تم الكشف عن نيّة سلطات الاحتلال في القدس من خلال ما تسمى "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" القيام بوضع سياسة ممنهجة لتنفيذ اوامر هدم لـ (450) منزلا ومنشأه كانت سلطات الاحتلال ارجأت هدمها لأسباب مختلفة، بالإضافة الى قرار حكومة الاحتلال بطرح عطاءات لبناء (1000) وحدة سكنية جديدة في القدس المحتلة (300) في مستوطنة"راموت" و(797) في مستوطنة "جيلو" ، فيما كشفت صحيفة "يروشاليم" العبرية انه تمت المصادقة على مخططات لإقامة (4195) وحدة سكنية جديدة في مستوطنات القدس، وأن هذه المخططات اصبحت جاهزة للتنفيذ!! بالاضافه الى تعهد رئيس بلدية القدس العبرية ببناء مزيد من الفنادق في القدس لمضاعفة عدد السياح الذين يزورون القدس ثلاث مرات من خلال الموافقة على بناء تسعة فنادق في مستوطنة "جفعات همتوس" الى الشرق من بلدة بيت صفافا جنوب القدس.
وبعدما طرح في مؤتمر دافوس الذي عقد في البحر الميت قبل أيام لاعادة احياء المفاوضات شعار " كسر الجمود " و" السلام الاقتصادي " الذي سبق أن طرحه ناتنياهو منذ سنوات فإن وزارة الاسكان تطرح مشروع بناء ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة عام 1967،
بينما يقوم تجمع من الشخصيات الفلسطينية المستقلة في القدس باصدار بيان يرفض "السلام الاقتصادي " ويعتبره مجرد عملية تطبيع ومصالح اقتصادية من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وهذا بالطبع عملية تسخين للصراع على القدس . وعملية اثبات وجود كل طرف على ارض الواقع .
السؤال هوهل هناك اوامر امريكية جديدة جعلت كل هذه الاطراف تتحرك لاثبات وجودها على ارض القدس ؟؟
ما تسرب من اخبار عن مقربين من اصحاب القرار هو ان هناك خطة لتقسيم الحرم القدسي الشريف على غرار اتفاقية تقسيم الحرم الابراهيمي في الخليل ،وان الخطة تقضي بأن يكون الحرم فوق الارض للعرب وان ما تحت ارض الحرم هو لليهود ، وهذا مشروع سبق طرحه ولكن يبدو انه اقترب موعد تنفيذه فهل يصحو العرب قبل فوات الاوان.