اسبوع الطوارىء في "اسرائيل"-دلالات حربية...؟
نواف الزرو
بينما تتركز كل الانظار العربية والدولية على الاحداث السورية، بفضل الامبراطوريات الاعلامية العربية والغربية التي لم يعد لديها على اجنداتها الاعلامية سوى الملف السوري واسقاط نظام بشار الاسد، والاسلحة الكيماوية، وحزب الله ومخزونه الهائل من الصواريخ، وخطورة حصوله على الاسلحة الكيماوية السورية، تنشغل الدولة الصهيونية بقضاياها الاستراتيجية الوجودية، إن على مستوى الاستيطان والتهويد واختطاف الارض والتاريخ، والعمل على تصفية الحقوق العربية المشروعة في فلسطين بكل الوسائل المتاحة لديهم، وإن على مستوى الجبهات الاخرى ضد الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تنشغل فيه بحسابات البقاء والحروب المفتوحة مع لبنان، حيث نتابع تطورات مرعبة باتجاه حرب قادمة قد لا تبقي ولا تذر، والمؤشرات على ذلك كثيرة متراكمة على مدار الساعة، فبالنسبة للمؤسسة الصهيونية "حزب الله اولا".
وفي هذا السياق، وفي احدث واقرب التطورات لديهم، يعلن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو عن:" بداية أسبوع الطوارئ في إسرائيل"، موضحا: "ان إسرائيل هي أكثر الدول في العالم تعرضا للتهديد الصاروخي، ونحن نستعد لكل السيناريوهات"، مضيفا: "خلال السنوات الأخيرة نحسّن بشكل كبير استعدادات الجبهة الداخلية لهذه الاعتداءات وأيضا لاعتداءات أخرى، إننا نستثمر المليارات من الشواقل لتكون الجبهة الداخلية أكثر حماية واستعدادا، ونستثمر بمنظومات القبة الحديدية وبصفارات الإنذار وبالملاجئ وبتحسين أداء منظومات الإنذار المبكر، سنقوم بتغيير القوانين من أجل ملاءمة الواقع القانوني في دولة إسرائيل مع الواقع الأمني والتهديدات التي تنبثق عنه-"عن معاريف–26/05/2013"، وكذلك جلعاد اردان الوزير المسؤول عن حماية الجبهة الداخلية يشير بدوره الى "تزايد التهديدات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة،"، بينما قائد الجبهة الداخلية الاسرائيلية الجنرال "إيال أيْزِنبرغ" يعلن:" أن عهد حصر النزاعات المسلحة في جبهات القتال قد ولَّى إلى غير رجعة، لتتداخل الجبهتان القتالية والداخلية" ، ويضيف:"انه لا يستبعد سيناريو يطلق فيه أكثر من ألف صاروخ وقذيفة يوميا على المدن الاسرائيلية"، مشيرا الى "إن هناك خمسة آلاف من بين صواريخ حزب الله تحمل رؤوسا متفجرة تزن بين 300 و880 كيلوجراما ويمكنها الوصول إلى تل ابيب، وأن الجبهة الداخلية لإسرائيل قد تمنى بخسائر أكبر من جبهات القتال فيها"، وفي ظل هذه المناخات الحربية، انطلقت فعاليات أسبوع حماية الجبهة الداخلية في إسرائيل، وفي صلبها تمرين الجبهة الداخلية الذي بدأ امس الاثنين2013-5-27 ويستمر ثلاثة أيام تحت اسم (نقطة تحول- 7) بمشاركة قيادة الجبهة الداخلية ومختلف الوزارات والدوائر الحكومية والسلطات المحلية وهيئات الأمن والإنقاذ وجهاز التربية والتعليم وغيرها.
فما الذي يجري اذا هناك في الكيان...؟، أهي ساعة الصفر اقتربت...؟، ام أن ما يجري لا يتعدى كونه امرا روتينيا لديهم...؟.
بالتاكيد هناك دلالات حربية عدوانية تقف وراء اسبوع الطوارىء في "اسرائيل"...!
وحكاية "نقطة تحول-7" تعود الى سبع سنوات كاملة، حيث هزم ذلك الجيش الذي لا يهزم ولا يقهر في مواجهة تاريخية مع حزب الله، فقررت القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية الاستعداد واعداد العدة واجراء التدريبات العسكرية التي اطلقوا عليها "نقطة تحول"، بدأت بالاولى في اعقاب تلك الحرب مباشرة، وتجرى في نفس الموعد تقريبا في كل عام، منذ 2006، الى ان اصبحنا اليوم امام نقطة تحول-7"، وكل هذه التدريبات والاستعدادات الحربية ليست في الهواء، وانما هي في نطاق خطة حربية استراتيجية صهيونية تنتظر ساعة الصفر فقط، فهم لا يمكنهم التعايش مع هكذا تهديدات يصفونها هم بالاستراتيجية والوجودية.
ونعود في هذا السياق قليلا للوراء لنذكر: لقد نشر موقع صحيفة"يديعوت احرونوت"العبرية-في 11 / 06 / 2012 -خطة لجيش الاحتلال تتصدى لحالة تعرض "إسرائيل"لهجوم صاروخي، أطلق عليها خطة الطوارئ"فندق النزلاء" لإخلاء مئات آلاف "الإسرائيليين" نحو النقب وإيلات، وجاء في التقرير أن"إسرائيل" تستعد ليوم الحساب حيث تدربت الجبهة الداخلية على خطة لإجلاء "الإسرائيليين" القاطنين شمالي ووسط "إسرائيل" إلي جنوبها إلى منطقة العرفا-النقب- وإيلات، وقد أطلق على الخطة "فندق النزلاء" والهدف من التدريب هو إخلاء مئات آلاف "الإسرائيليين" في إطار تعرض المدن الاسرائيلية لهجوم صاروخي كبير تضطر فيه الجبهة الداخلية لإخلاء مدن كاملة من سكانها.
وتساءلنا حينئذ: هل حان يا ترى الوقت للهجرة الصهيونية من الشمال الى "فندق النزلاء" في الجنوب...؟!
ام ان الدولة الصهيونية تعد نفسها استراتيجيا ليوم الحساب المفتوح...؟!
وهل المسألة باتت مسألة وقت وتوقيت...؟!
فالتدريبات والمناورات العسكرية التي يطلقون عليها "نقطة تحول"،هي في مضمونها العسكري، تشكل نقطة تحول ليس على مستوى التدريبات والاستعدادات الحربية لديهم فقط، وانما اخذت تتكرس كنقطة تحول استراتيجي في المواجهات العسكرية الحربية منذ الهزيمة في تموز/2006، وشكلت بالتالي نقطة تحول سيكولوجي في استعداداتهم النفسية لمواجهة حروب اخرى مع حزب الله وعلى الجبهات الاخرى..!
بل يبدو ان المشهد الاسرائيلي بات مثقلا ب"نقاط التحول" المقترنة بسيكولوجيا الرعب والقلق، وهواجس الوجود، من الحرب ومن الخسائر ومن الهزيمة المحتملة، ومن المستقبل الغامض، ومن احتمالات الانهيار الشامل في حال ما صدقت تنبؤات بعض جنرالاتهم بان آلاف الصواريخ ستنهمر يوميا على المدن الاسرائيلية، فيا له من "يوم حساب" مرعب تنتظره الامة العربية من اقصاها الى اقصاها...؟!