الجمعة 31-01-2025

الحكومة الإسرائيلية رقم 33 إلى أين ؟

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

الحكومة الإسرائيلية رقم 33
إلى أين ؟
محمد محفوظ جابر
شكل ناتنياهو حكومته الجديدة بعد ستة أسابيع من المشاورات بعد فوز كتلته بأكثرية المقاعد في انتخابات الكنيست رقم 19.
وقد كسر ناتنياهو "بيضة القبان " الدينية اليهودية المكونة من الأحزاب التوراتية التي شاركت في جميع الحكومات السابقة بعد أن تبتز كل رئيس جديد للحكومة بوضع شروطها الخاصة بالمتدينين فلم يشركها ناتنياهو في الحكومة وهذه سابقة تسجل له ، حيث لم يخضع للأحزاب الدينية ، وقد جاءت السمة العامة للحكومة الجديدة بأنها يمينية فيها مزيج من الأحزاب اليمينية : يمين متطرف ويمين وسط ويمين عقائدي وآخر ليبرالي .
لكنها لم تتجاوز 68 مقعدآ في الكنيست من أصل 120 مما يجعلها مهددة بعدم الاستقرار ففي ظل سفر أو مرض أو وفاة وفي ظل احتمال أن يغير بعضهم رأيه لن تنجح الحكومة في تمرير قراراتها وقوانينها وهي ليست حكومة وحدة وطنية لذلك لن تستطيع اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية بالنسبة للكيان .
والخطر الجديد القادم من هذه الحكومة يتمثل في اتفاق جميع الكتل التي شكلت منها على تمرير قانون يهودية الدولة .
هذا القانون ينضح بالعنصرية وهو يشكل خطرآ كبيرآ على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية والطبيعية على أرض فلسطين سواء الصامدون في المنطقة المحتلة عام 1948 أو أصحاب حق العودة اللاجئون في الخارج .
والسؤال هو: هل يريدون دولة بابوية يهودية مثل دولة الفاتيكان المسيحية ؟
والجواب ليس هذا هو المطلوب بدليل استبعاد الأحزاب الدينية التوراتية من تشكيلة الحكومة .
ماذا يريدون ؟
الدولة اليهودية "اسرائيل " ستبقى دولة شاذه ضمن حدود الوطن العربي إلا إذا أصبحت الدول المحيطة فيها دولآ دينية طائفية : الأقباط ، السنة ، الشيعة، الدروز ، المارونية ............... وبالتالي يمكن تسويق الدولة اليهودية في ظل هكذا تقسيم جديد للوطن العربي ومن هنا جاءت الدعوة في مؤتمر هرتسيليا إلى ضرورة تكريس الصراع السني الشيعي وتشكيل محور سني من دول الخليج ومصر والأردن وتركيا ليكون حليفآ لاسرائيل وأمريكا ضد حلف شيعي تقوده ايران في المنطقة . إنهم يريدون حربآ ضروسا في الوطن العربي ينتهي بتقسيم الوطن العربي إلى دويلات طائفية دينية حتى تصبح الدولة اليهودية مقبولة فيه .
هذا ما تسعى إليه الحكومة الجديدة .
وبزيارة أوباما للكيان الصهيوني تم فك عزلة "اسرائيل" الدولية كما أعادت العلاقات الحسنة لها مع دول المنطقة : تركيا ، الأردن ، فلسطين ، مما يساعد على إنشاء المحور والهدف الرئيسي لها : سوريا .
أما المفاوضات فسوف تكون جولة جديدة تنتهي بنهاية ولاية ناتنياهو دون أن تحقق الدولة الفلسطينية .
من ناحية اقتصادية سوف تسترشد الحكومة بخبرة ناتنياهو الاقتصادية وهي كافية لتتخطى أزمتها استنادآ للدعم الامبريالي الامريكي لها والذي لا ينته أبدآ .

انشر المقال على: