الجمعة 31-01-2025

دليل للدفاع عن"اسرائيل" في امريكا ..!.

×

رسالة الخطأ

نواف الزرو

دليل للدفاع عن"اسرائيل" في امريكا ..!.
نواف الزرو

حينما كتب اوري افنيري ب"ان اللوبي اليهودي يحتل البيت الابيض" لم يبالغ في ذلك، وحينما تحدث البروفيسوران ميرشايمر ووالت عن سطوة اللوبي اليهودي لم يبالغا في ذلك، وقد تعرضا للمطاردة والعقاب الاجتماعي والمعيشي، فالحقيقة الساطعة التي اكدها الرئيس اوباما في جولته وتصريحاته الاخيرة في "اسرائيل" والمنطقة، ان النفوذ الصهيوني في المؤسسات الامريكية السياسية والتشريعية هرعب، ولكن يتضح وفق بعض المعطيات ان هذا النفوذ يتغلغل ايضا في المؤسسات التعليمية الامريكية، وكأن الصهيونية تعمل من اجل السيطرة على كل العناوين في المجتمع الامريكي، وقد يرى البعض في ذلك مبالغة كبيرة، غير ان الحقائق تتحدث عن نفسها، وفي هذا الصدد كشف النقاب عن دليل تعليمي جديد موجه للطالب الامريكي حول كيف يمكن الدفاع عن اسرائيل، كتب على غلافه:"العاطفة وحدها لا تكفي ولكن لابد من معرفة الحقائق".
تصوروا....كيف يمكن الدفاع عن"اسرائيل" يدرس للطالب الامريكي بهدف اجراء غسيل دماع له وادلجته صهيونيا...؟!
والواضح هنا-وفق تقرير موسع حول الدليل- ان اللوبي اليهودي يلعب دوراً مؤثراً في صنع السياسات الأميركية ومن ضمنها التعليمية تجاه إسرائيل، وحسب دراسة "اللوبي الإسرائيلي وسياسة أميركا الخارجية" التي أعدها كل من"جون ميرشايمر"، و"ستيفن والت"، ترجع قوة ونفوذ هذا اللوبي إلى وجود بعض ممثليه بالكونغرس الأميركي، وداخل الإدارات الأميركية المتعاقبة، وامتلاكهم منظمات قوية مثل منظمة "ايباك"، بالإضافة إلى نفوذهم الكبير داخل وسائل الإعلام الأميركية ومطبوعات اليمين الأميركي والمحافظين الجدد، وتأثيرهم القوي على وسائل الإعلام الليبرالية بالولايات المتحدة، ولا يقتصر تأثير اللوبي اليهودي علي الجانب السياسي فقط، وإنما هناك محاولات جادة من أجل أن يمتد هذا التأثير إلي قطاعات الشعب الأميركي، وبصفة خاصة الشباب أو طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، ومن بين الجهات التي تقوم بهذا الدور مشروع " أكتب لأجل إسرائيل"، وهو برنامج الدفاع الصحفي لطلاب الجامعات، ويعد المشروع أحد مشروعات صحيفة نيويورك جويش الأسبوعية" أكبر الصحف اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية.
اما عن التمويل فيُمول- كما جاء في التقرير- مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" بواسطة مؤسسة خاصة تأسست عام 1984 علي يد زلمان سي برنستين الذي تعهد بـ "تخليد الشعب اليهودي، والديانة اليهودية، ومركزية دولة إسرائيل إلى الشعب اليهودي"، وتعمل المؤسسة في الولايات المتحدة وإسرائيل وتنوي أن تمد نشاطها في كل الأماكن التي توجد بها كثافة سكانية يهودية كبيرة، وتقوم بتمويل 80 مشروعاً آخر في الولايات المتحدة وإسرائيل والإتحاد السوفيتي السابق، ويهدف المشروع، كما يقول جاري روزنبلات محرر وناشر النيويورك جويش الأسبوعية وأحد المسئولين عن المشروع ألي تعليم طلاب المدارس الثانوية والجامعات "حقائق الصراع الحالي في الشرق الأوسط"، ومنحهم "المعرفة التاريخية ومهارات الاتصال لجعل قضية إسرائيل فعالة، وليغرس فيهم الثقة الأخلاقية كي يصبحوا محامين فخورين عندما يذهبون إلى الكلية"، وتركز الدورات التعليمية علي اليهود وتاريخ إسرائيل وحقائق وأساطير الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى مواجهة انحياز الصحافة وجعل قضية إسرائيل إلى أجهزة الإعلام وكيفية التعامل مع التحديات في الحرم الجامعي، ويطلب من الطلاب المشاركين حضور سبع دورات دراسية أثناء السنة الأولى، والمشاركة في التكليفات التي تطلب بين هذه الدورات، والمشاركة في "مهمة تقصي حقائق" لمدة عشرة أيام إلى إسرائيل في نهاية السنة الأولي، وكذلك المشاركة في مشاريع الدفاع عن إسرائيل وزمالات التدريبية أثناء السنة الثانية، ويُتوج العمل الدراسي في السنة الأولي برحلة إلي إسرائيل تستغرق عشرة أيام وتشمل جولات موجّهة للمواقع التاريخية ولقاءات مع المسئولين والصحفيين الإسرائيليين. تعد هذا الرحلة الشيء المهم في البرنامج إذ يساعد – علي حد قول مسئولي المشروع- علي ترسيخ دروس "الدفاع عن إسرائيل" التي تلقاها الطلاب أثناء الدورات السبع التي عقدت في مركز "كرافت" بجامعة كولومبيا.
ويبدو اهتمام المشروع بآراء ووجهات نظر الطلاب الراغبين في الانضمام إليه من خلال مطالبتهم بكتابة مقالتين في حدود 500 كلمة عن بعض الموضوعات التي ترتبط بإسرائيل، وقد طلب منهم علي سبيل المثال أن يكتبوا في اثنين من الموضوعات الآتية:-* لماذا أريد الاشتراك في برنامج "أكتب لأجل إسرائيل"؟، * أجهزة الإعلام والشرق الأوسط: تحيز أم توازن؟، * ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لي؟، * ما هي أكثر الكتب الذي تأثر بها في حياته؟.
اما عن هيئة التدريس، فيقوم بالتدريس في المشروع مجموعة متنوعة من المحاضرين تغلب عليهم صفة التأييد لإسرائيل وسياساتها، وتشمل: كبار المثقفين، صحفيين محترفين، مسئولين إسرائيليين، ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، طلبة كليات، مدراء تنفيذيين ومحترفين كبار آخرون، يتواجد مقر المشروع حاليا في نيويورك وشيكاغو وهناك بحث من أجل مده إلي أماكن إضافية، يتولي إدارة مشروع " أكتب لأجل إسرائيل" مجموعة من المتخصصين في العمل الإعلامي.
وكأننا هنا امام برنامج تعليمي تعبوي صهيوني يهدف الى صقل وتخريج افواج متفوقة من المثقفين والاعلاميين والاكاديميين للدفاع عن"اسرائيل"، وكأن هذا البرنامج ينفذ في قلب"اسرائيل" وليس هناك في قلب الولايات المتحدة...؟!

انشر المقال على: