حلم الإنجاب يتحقق للأسرى
نابلس/PNN/تقرير- توسط مهند (6 أشهر) ابن الأسير عمار الزبن، أربعة نساء ينتظرن ولادة أربعة أطفال آخرين من أزواجهن الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي في مركز رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب بنابلس
وكشف مصدر طبي في مركز رزان اليوم الأربعاء، أن أسرى يقضون أحكاما عالية هربوا حيواناتهم المنوية من داخل السجن وتم حقن نسائهم اصطناعيا وهن بالأشهر الأولى من الحمل
مهند ولد في آب 2012 بعد تهريب الحيوانات المنوية لوالده الأسير الزبن، وزرعها لوالدته نهاية العام 2011، لتكلل العملية بنجاح ويكون مهند سفير الحرية لنطفة خرجت من خلف القضبان واستقرت في رحم أمه الفلسطينية، مشجعا بذلك وفاتحا الطريق أمام عشرات الأسرى وزوجاتهم لخوض غمار التجربة وتحقيق أحلامهم بالإنجاب.
ويقول مدير علاج العقم وأطفال الأنابيب في المركز سالم أبو خيزران، 'إن ولادة مهند كانت نقطة الحسم للكثيرات بالتوجه لزراعة أطفال أنابيب من أزواجهن'.
وتقول دلال الزبن والدة مهند، 'إن زوجها كان قد اقترح عليها الإنجاب عن طريق أطفال أنابيب عام 2005 لتحمل بطفل ذكر يحمل اسم العائلة بعد أن استشهد شقيقه'.
وأضافت أنها توجهت إلى مركز رزان بعد تفكير استمر سنوات، وطلب الأطباء منها هناك موافقة أهلها وأهل الزوج، وطرح الفكرة على المحيطين قبل أن تخوض التجربة.
وتصف الزبن فرحة زوجها الكبرى بلقاء ابنه لأول مرة قبل ثلاثة أشهر، ترجمتها دموع كانت تنهمر من عينيه دون وعي.
وأعلن المركز رسميا خلال مؤتمر صحفي اليوم عن نجاح حمل أربع نساء وهن زوجات لأسرى داخل السجون الإسرائيلية يقضون أحكاما عالية.
وكشف أن هناك أربع نساء حوامل حاليا من محافظات قلقيلية، وجنين، وأريحا، ورام الله، كما أن هناك سبع نساء يخضعن للفحوص الطبية للزرع، كما أن المركز يحوي حوالي 40 عينة من الحيوانات المنوية لأسرى آخرين بانتظار البدء بعمليات العلاج لزرعها.
ويؤكد أبو خيزران أن العينة تحضر إلى المركز من قبل زوجة الأسير يرافقها اثنان من أقربائها، واثنين من أقرباء الأسير الزوج، وتخضع العينة للفحوص الطبية وما يصلح منها يتم تجميده، ومتابعة الفحوص للزوجة لإكمال عملية الزراعة.
وقال أبو خيزران، 'إن عملية الزرع يجب أن يكون لها معايير بأن الأسير محكوم بعشرات السنين أو أن عمر الزوجة لا يساعدها على الانتظار لخروج زوجها من الأسر ومحاولة الإنجاب، خصوصا إذا تعدت سن الأربعين.
وقالت سلام نزال زوجة الأسير علي نزال المحكوم 20 عاما إن ولادة مهند فتحت أمام أعينهم آفاقا لميلاد أطفال جدد إلى الحياة، بعد أن تخوفت من هذه الخطوة، وبعد أن لمست تقبل المجتمع لها، بما لا يتعارض مع الشرع والدين.
وقالت إن شيوخ عدة أجمعوا على تحليلها.
وتضيف نزال الحامل بالشهر الثاني بعد عملية زرع طفل الأنابيب من زوجها الأسير بأن لديها ثلاث بنات أكبرهن 10 سنوات، لكن الرغبة بإنجاب طفل ذكر دفعتها لخوض التجربة.
وكانت أول عملية نجاح تمت قبل عدة أشهر عندما استطاعت زوجه الأسير عمار الزبن من جنين أن تحقق الأمنية الأولى لزوجها الأسير وتنجب طفلا عن طريق تهريب الحيوانات المنوية لزوجها.
وتساءلت والدة الأسير رأفت القروي المحكوم (15 عاما) والتي رافقت زوجة ابنها الحامل بالشهر الثالث، 'لمَ يحق لقاتل رابين الزواج والإنجاب، ولا يحق لأسرانا الأبطال ممارسة حقهم في الإنجاب؟'.
ويعقب أبو خيزران: نحن لا نرى أي مشكلة أمنية بخروج السائل المنوي من السجون الإسرائيلية، ويؤكد أن المركز أتم عمليات الزرع على تكلفته الخاصة لما اعتبره واجبا وطنيا تجاه الحركة الأسيرة.
فرحة اقتراب الإنجاب لزوجات اربع اسرى تثير مشاعر جياشة
تحول مركز "رزان" للعقم واطفال الانابيب الى مركز استقطاب للعشرات من وسائل الاعلام والصحفيين للالتقاء مع زوجات اربع اسرى حملن بعد تمكن ازواجهن الاسرى من اخراج حيوانات منوية واخصابها في هذا المركز.
وقال الدكتور سالم ابو خيزران المدير العام لمراكز رزان ان المركز تلقى اكثر من 70 عينة من الحيوانات المنوية لاسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال وان نحو 45 عينة تم تجميدها تمهيدا لاجراء التخصيب لها بعد تهيىء الزوجة والاسرة فيما هناك حالات يتم متابعتها حاليا للتأكد من تحقق الحمل منوها الى ان عددها يصل الى 7 حالات.
واشار الى وجود اربع زوجات اسرى حوامل حاليا في فترات تتراوح بين 2-4 اشهر من محافظات قلقليلة واريحا ورام الله وجنين وينتمي ازواجهن الى فصائل متنوعة، مؤكدا أن مسؤولية احضار النطف هي مسؤولية زوجة واقاربها واقارب الزوج ولكن المركز يتحقق من جانبه ايضا في الامر بعد وصولها اليه.
من جانبه قال نظام نجيب نائب المدير العام لمراكز رزان ان مسؤولية المركز الوطنية والانسانية جعلته يساهم في تحقيق رغبة الاسير بالانجاب عبر اطفال الانابيب لان ذلك حق له وحق على المجتمع الذي ضحى الاسير بزهرات شبابه من اجل ان يشكل اسرة ويشاهد اطفاله.
ونوه الى ان المركز وعمره 18 عاما تمكن من مواكبة التطورات الطبية العالمية واستطاع تحقيق ولادة اول طفل انابيب عام 1996 كما تمكن من تحقيق مبدأ تجميع الاجنة والحيوانات المنوية في العام 1997، منوها الى ان خصوية الاسير الفلسطيني تجعل تحقيق هذا الهدف يحمل بعدا وطنيا وانسانيا معا.
واشار كل من د ابو خيزان ود نجيب الى ان تجربة ميلاد الطفل مهند عمار الزبن شجع المئات من الاسرى وذويهم لتحقيق هدف الانجاب خاصة ان المشكلة كانت في البداية شرعية ومجتمعية وتم حل الجانب الشرعي عبر فتاوي تبيح ذلك كما ان المجتمع اضحى يتقبل الامر بل ويشجعه.
وتحدثت زوجة الاسير الزبن وهي تحمل طفلها مهند عن تجربيتها منذ اكثر من 7 سنوات الى احققت امنية زوجها بالانجاب وابكت الحضور وهي تصف لحظة التقاء مهند بابيه في السجن واحتضانه، مؤكدة انها مستعدة لان تنجب مزيدا لزوجها الاسير وان تنتظره رغم انه محكوم بالسجن المؤبد.
وقالت ليديا الريماوي زوجة الاسير نصر الريماوي وهي احدى الزوجات الحوامل انها سعيدة بتحقيق هدف زوجها بالانجاب وتنتظر تلك اللحظات لحظة بلحظة حتى تبشر زوجها بالبشرى والفرحة.
وعبرت زوجة الاسير اسامة السيلاوي عن فرحتها ايضا بتحقق هدف الحمل فيما جلست بجانبها زوجة الاسير علي نزال من قلقيلية، وقالت والدة الاسير ام رأفت القروي والمحكوم 15 عاما ان حق الانجاب للاسرى حق طبيعي وهم احق بذلك من قاتل رابين الذي يفتح له المجال للانجاب تحت حماية مصلحة السجون.
ولوحظ اهتمام كبير بهذا الحدث من كافة وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة ومن القنوات العربية والاجنبية.
كما وأكد مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أن أربعة أسرى من ذوي الأحكام العالية نجحوا في عملية زراعة طفل الأنابيب، عن طريق عينات أخذت منهم من داخل السجون الاسرائيلية.
وقال فؤاد الخفش مدير أحرار لدراسات الأسرى"، أن أربعة من نساء الأسرى من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، نجحت عملية الزراعة لهن، وهن: زوجة الأسير أسامة السيلاوي من مدينة جنين، وزوجة الأسير علي عزام من مدينة قلقيلية، وزوجة الأسير عبد الكريم الريماوي من مدينة رام الله، وزوجة الأسير طارق معروف من مدينة رام الله أيضاً.
إحدى هؤلاء الزوجات، وهي زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي من رام الله، والمحكوم بالسجن 25 عاماً قضى منها 12 عاماً، وهي أم لابنة واحدة تبلغ من العمر 12 عاماً اسمها رند.
قالت لمركز"أحرار":" لقد أقدمت على هذه الخطوة، التي كانت صعبة في البداية، إلا أن تشجيع زوجي لي وأهل زوجي والأقارب، شجعوني على اتخاذ القرار، وأنا الآن في غاية الفرحة بعد أن دخلت شهري الثالث في الحمل، وأن رند سيكون لها أخ أو أخت، وأكثر ما يسعدني هو فرح زوجي الكبير بحملي".
زوجة أسير آخر، وهو الأسير علي عزام من قلقيلية، والمحكوم بالسجن 20 عاماً والتي قضى منها سبعة أعوام، وهي أم لثلاثة بنات، والآن هي حامل في شهرها الثاني، ترغب في إنجاب ابن لها يرفع اسم والده، متخوفة أن يبقى زوجها المدة الطويلة داخل الأسر، وعدم تمكنها من الإنجاب، فحينها تكون قد تجاوزت الأربعين من العمر، مما يؤخر احتمالية الإنجاب.
من جهته، أكد مدير مركز رزان الطبي الدكتور سالم أبو خيزران، المسؤول عن إجراء عمليات الزراعة بالتعاون مع المشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس، أن هذه المحاولة والمسبوقة بتجربة زوجة الأسير عمار الزبن والمحكوم 26 مؤبداً و27 عاماً، وإنجاب ابنه مهند قبل أشهر، تدل على الإرادة القوية للأسرى ولزوجاتهم، اللواتي لولا صبرهن وإصرارهن على نجاح الأمر لما تم ذلك، مؤكداً، أن المركز يبذل الجهد اللازم لإنجاح كافة العمليات التي لا زالت مستمرة حتى الآن.
بدوره، بارك الخفش هذه الخطوة الشجاعه وقال، أن اتخاذ مثل هذه الخطوة، المحفوفة بالصعاب، والتي قد تشكل خطراً على الأسرى في كثير من الأحيان، تعتبر خطوة تنم عن إرادة وتحدي للأسرى الفلسطينيين الذي لطالما أثبتوا للعالم كسر إرادتهم الصلبة، ورفضهم الانصياع للمحتل الاسرائلي الذي لطالما حاول النيل من عزائمهم القوية بمثل هذه الخطوة.