جامعة مستوطنة "أرئيل"
محمد محفوظ جابر
اعلن عن اقامة مستوطنة آرئيل رسميا في 17 آب 1978 جنوب غرب مدينة نابلس وعلى بعد 15 كم منها على اراضي القرى العربية التالية : سلفيت ، كفل حارس، مردة ، اسكاكا.واقيمت فيها كلية آرئيل للتدريب المهني لاستيعاب 2200 طالب في الحي السكني غرب آرئيل حسب مشروع تنظيم عام تفصيلي رقم 1/3/130 في الحوض الطبيعي قسم وادي المطوي في سلفيت .وقد اعلن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في 7/1/1998 نقل المستوطنة الى مصاف المدن لتصبح " عاصمة السامرة " ضمن عملية تهويد للمنطقة ، وضمن مشروع بناء مدن استيطانية وكانت معاليه أدوميم هي أول مدينة استيطانية .
وفي عام 2008 اصطحب وفد “إسرائيلي” مفاوضاً فلسطينياً في جولة حول مستوطنة “ارئيل” في محاولة من الجانب “الإسرائيلي” لإقناع المفاوض الفلسطيني باستحالة إخلاء المستوطنة التي يخال من يقترب منها أنه على مشارف “تل أبيب". وبعد أربع سنوات على تلك الجولة، تعلن “إسرائيل” عن تحويل كليّة ارئيل إلى جامعة، وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية على موقعها الالكتروني، ان وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتينيتس بعث رسالة خاصة لوزير التعليم الاسرائيلي جدعون ساعر أبلغه فيها نية المالية الاسرائيلية تخصيص ميزانية خاصة لكلية ارئيل الجامعية الكائنة في مستوطنة ارئيل شمال الضفة الغربية في حال قرر مجلس التعليم العالي الاسرائيلي اعتمادها كجامعه خلال جلسته المقبلة ، وهذا التوجه الصهيوني لتخصيص ملايين الشواقل لكلية "ارئيل" لتطويرها ، يأتي بالتزامن مع الإعلان عن مشروع لتوسيع المستوطنة على حساب مساحات واسعة جديدة من أراضي الفلسطينيين.
وكانت حكومة الاحتلال قد أقرت نهائيا تحويل الكلية الاستيطانية "ارئيل" إلى جامعة، لتكون "جامعة ثامنة إسرائيلية رسمية".
ومن الجدير ذكره أن الغالبية الساحقة من رؤساء الجامعات الإسرائيلية يعارضون قرار حكومتهم، وأحد أهم أسباب اعتراضهم على القرار، هو تخوفهم من ردود فعل غاضبة في العالم على القرار، وفتح المجال أمام استئناف الدعوات للمقاطعة الأكاديمية "لإسرائيل".
وتوجه رؤساء الجامعات بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد القرار الاولي الذي صدر سابقا، وعلى الرغم من الالتماس الذي لم يتم البت به، فقد أراد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استباق الأحداث "وإضفاء شرعية" على القرار، بأن أقرته حكومته في جلستها الأسبوعية .
وتخوف رؤساء الجامعات الاسرائيلية ليس من الجامعات العربية ولا من الأنظمة العربية بل من الجامعات الأوروبية التي تتبنى المقاطعة الاكاديمية "لاسرائيل" فالأنظمة العربية وجامعاتها لم تصل إلى الحد الأدنى من مساندة القضية الفلسطينية بل هناك جامعات عربية تنسق مع جامعات اسرائيلية وتعقد مؤتمرات وتتبنى مشاريع مشتركة بدل المقاطعة .
إن على الجامعات العربية أن ترفع صوتها مهددة بالمقاطعة الاكاديمية على الأقل أمام هذا السلوك المخالف للقانون الدولي وهذا أضعف الإيمان علمآ بأن المطلوب حقآ هو عدم التطبيع معهم نهائيآ .