أمجد حسين.. معتقل سياسي بتهمة "إطالة اللسان"
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام
تعددت فصول المعاناة التي يواجهها الطالب الجامعي أمجد حسين، وتنوعت ساحاتها، لكن مرتكبي الاعتداءات عليه في كل الأحوال يعملون لدى ذات الجهة، إنها "أجهزة أمن السلطة" في رام الله.
يقبع الشاب المضرب عن الطعام "أمجد" الآن قيد التعذيب على يد ضباط وسجاني المخابرات، بعدما تعرضه لضربٍ وحشيٍ في حرم الجامعة وفي وضح النهار من قبل مخبري ذات الجهاز، الذين يعملون في جامعات الضفة الغربية "مناديب" تحت عباءة إحدى الكتل الطلابية.
تهمة جاهزة
وتقول مصادر مقربةٌ من عائلة الشاب أمجد، إنه اعتقل مؤخرًا لكونه صاحب رأيٍ حرٍ لا يخشى التعبير عن مواقفه بصراحة، حيث قام جهاز المخابرات العامة باعتقاله من بيته في بلدة دير قديس يوم السبت (19-1-2013) بعد رفضه الحضور لاستدعاءات سابقة وجهها له الجهاز.
ومن وجهة نظر أصدقاء الشاب أمجد، فإن ظروف اعتقاله الحالية تنذر بمخاطر كبيرةٍ عليه، فالشاب كما يقولون لا يخشى في الله لومة لائم و"ما بحط واطي"، وهو ما لا يروق في العادة لجلاوزة الطغاة وقساة المحققين في رام الله.
رغم المخبرين
كان أمجد قد كتب على صفحته الشخصية على الفيس بوك عند استدعائه من قبل أجهزة السلطة: "مش رااايح، فالأجواء أجواء مصالحة والاستدعاءات غير قانونية وأسبابها تعسفية ظالمة وسياسية بحتة".
أصر أمجد وقتذاك على موقفه، فحركت أجهزة السلطة "المناديب" في جامعة بيرزيت للنيل منه، وهو ما حدث فعلاً عندما هاجمته مجموعةٌ كبيرةٌ من طلبة الجامعة الذين يعملون مخبرين لأجهزة السلطة في الجامعة وداخل حرمها.
كان الاعتداء -الذي شارك به نحو 20 طالبًا من حركة مخبري أجهزة السلطة بينهم قياداتٌ ومتنفذون- سافرًا إلى الحد الذي استفز أمجد، لكنه بكل الأحوال واصل رفضه الاستجابة لاستدعاءات أجهزة أمن السلطة، فكتب على صفحته من جديد: "لقد خسرتم ثمن الورقة والحبر، وخسرتم معها كرامتكم، لن أستجيب لهذه السياسية غير القانونية وأعلن رفضي للاستدعاء مش رااااااايح".
وأضاف: "سأنتظر جحافل المخابرات لتعتقلني من دوار المنارة أو تقتحم بيتي ليلاً ولكن أفضل أن يأتي الجيش الصهيوني والذي لا يبعد عن منزلنا سوى 1 كم، وداعًا يا جامعتي الحبيبة جامعة بيرزيت".
الاعتقال والتنكيل
تنبأ أمجد في تلك الكلمات بما سيؤول إليه حاله، ففي ضفةٍ تعيش تحت حكم احتلالٍ وحكم سلطةٍ صنعها الاحتلال يصبح التنبؤ بالجهة التي ستنفذ الاعتقال ضربًا من الخيال، وفي حالة أمجد كانت أجهزة السلطة أقرب من ولاة أمورها إليه، ليتم اعتقاله، وليبدأ منذ ذلك الحين مسلسل التعذيب بألوانه وأساليبه المختلفة.
تعرض أمجد لتعذيب وشبح قاس منذ ساعات اعتقاله الأولى، فأعلن منذ يوم الاثنين (21-1) إضرابًا عن الطعام داخل السجن، بعدما تعرض لشبح وحرمان من النوم، ناهيك عن الضغوط النفسية، وأعمال الإرهاب الذي مارسته عليه الأجهزة أثناء محاولة اعتقاله.
وقدمت أجهزة السلطة المعتقل أمجد للمحاكمة، فتم تمديد توقيفه لمدة 15 يومًا لدى قاضي الصلح، بتهمة إطالة اللسان، (يقصدون التهجم على السلطة وعلى عباس).
وكانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان قد وثقت في تقريرها الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات خلال كانون الأول (ديسمبر) 2012، معاناة أمجد قبل اعتقاله، مؤكدةً أنها تلقت شكوى منه حول الضغوط والاستدعاء المتكرر من قبل جهاز المخابرات العامة بتاريخ (15-12-2012) على خلفية انتمائه السياسي، وحقه في التعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي.