جائزة المناضل بهجت ابوغربية لثقافة المقاومة
أنشات رابطة الكتاب الأردنيين جائزة المناضل بهجت ابوغربية لثقافة المقاومة تجسيدا للمقاومة العربية ثقافة و فعلا و عطاءً، والتي كان يؤمن بها الراحل بهجت ابوغربية، وهي تُعنى بالمقاومة بالإبداع والممارسة وتُبنى على أمور عديدة منها إيمانه بطاقات الشعوب وقدرتها على العطاء والصبر والتضحيات حتى التحرير وخصوصا طبقات العمال والفلاحين، و إيمانه بالوحدة العربية والحق الثابت بكل فلسطين ورفض الاذعان والخضوع للعدو والتطبيع معه ومحاصرته سياسيا واقتصاديا وثقافيا وصولا الى حرمان هذا العدو من الاستقرار الى ان يرحل.
"يلعب الادب والفن في المعركة دورا كبيرا في استنهاض الامم ورفع المعنويات وتسجيل الامجاد والانتصارات، كما يلعب دورا تحريضيا فعالا" - بهجت ابوغربية.
قامت الرابطة بتشكيل مجلس أمناء للجائزة ضم ثلاثة من أعضاء رابطة الكتاب وثلاثة من عائلة أبو غربية وخمسة عشر عضواً من المثقفين والناشطين الأردنيين والعرب، وقد اجتمع مجلس الأمناء مؤخرا أكثر من مرة في مقر رابطة الكتاب، حيث قرر منح الجائزة في هذه الدورة للمناضل بسام الشكعة، فيما قرر أن يتم منحها للأعوام المقبلة بموجب ترشيحات خاصة تقوم بها هيئات ومنظمات ومؤسسات ثقافية وبحثية وأكاديمية لمن تعتقد أن شروط الجائزة تنطبق عليه من المثقفين والناشطين، على أن تقوم رابطة الكتاب بتشكيل لجنة فنية خاصة لدراسة الترشيحات التي تصلها واختيار الفائز الذي يجب أن يصادق عليه مجلس الأمناء، وترتكز شروط الجائزة على عطاء الفائزفي تعزيز وتعميق الفكر القومي العربي المقاوم وفي الوقوف الى جانب الإنسان العربي والإلتزام بقضاياه في الوحدة والمقاومة والحرية والعدالة والديمقراطية والتحرير.
وسيتم سنويا تسليم الجائزة في الذكرى السنوية لوفاة المناضل بهجت أبوغربية حيث سيتم تسليم الجائزة لهذا العام في يوم الأحد الموافق 27/1/2013 في تمام الساعة السادسة والنصف مساءا في مجمع النقابات المهنية وسيقوم الدكتور صبحي غوشة رئيس مجلس الامناء بتسليم الجائزة، بعد عدد من الكلمات لرئيس الرابطة الدكتور موفق محادين، والروائي رشاد أبو شاور، و المهندس محمد أبو غربية، والشاعر ماجد المجالي،والدكتور أحمد العرموطي نقيب الأطاء الأردنيين والدكتور أمجد عبيدات، ويدير الاحتفال الشاعر هشام عودة أمين سر الرابطة.
نبذة عن حياة بسام الشكعة
ولد بسام الشكعة سنة 1930م لعائلة معروفة في مدينة نابلس وكان ملتصقاً بوالده الذي كان أحد قادة مدينة نابلس وتأثر في طفولته على ما كان يشاهده في بيت الوالد ، الإضراب والثورة سنة 1936م والثوار يدخلون ببنادقهم ويركنونها متشابكة في وسط الديوان في الليل بعيداً عن أعين الجنود البريطانيين المحتلين .
التحق بمدرسة النجاح الوطنية ليخرج منها متخفياً مع رفاقه ليلتحق في جيش الانقاذ سنة 1947م ثم عاد لنابلس بعد أن توقفت الحرب سنة 1948م لينخرط في النقاشات السياسية والنشاطات الحزبية التي بدأت بالاتساع والانتشار ، إنضم لحزب البعث العربي الاشتراكي لميوله القومية العربية ولعب دوراً قيادياً بارزاً فيه .
نشط في فترة الخمسينات مع الحركة الوطنية المناهضة لحلف بغداد والمطالبة بتعريب الجيش، وعند إعلان الأحكام العرفية كان بسام من الذين تواروا عن الأنظار ليلعب دوراً قيادياً في الاختفاء سنة 1957م وتشرد بالجبال من قرية إلى قرية بعيداً عن أعين السلطة .
خرج إلى سوريا سنة 1959م لحضور مؤتمر الحزب في لبنان ، وعندما دبّ الخلاف والانقسام في المؤتمر تصدّى له وتشكلت لجنة إنقاذ وبقي في سوريا لاجئاً سياسياً لعدم استطاعته الرجوع الى نابلس .
عاش ثورة مصر والعدوان الثلاثي ووحدة سوريا ومصر ومارس نشاطه السياسي الثوري إلى أن وقع الانفصال فتصدى له مع رفاقه وعمل بشتى الطرق لإفشال الانفصال ، مما أدى إلى اعتقاله مع رفاقه في سجن المزه ، وبعدها أصر على عدم الخروج إلا مع رفاقه الذين زجّ بهم بالسجن سوياً وتم ذلك، وخرج متوجهاً إلى مصر لاجئاً سياسياً سنة 1962م، وأكسبته مصداقيته احترام المسؤولين المصريين، رجع الى نابلس بعد أن صدر العفو العام سنة 1965م حيث اعتقل مع رفاقه على إثر الإحتجاجات الشعبية بعد المذبحة التي ارتكبها الصهاينة في السموع سنة 1966 حيث عجزث الدولة عن الدفاع عن الأهالي و الوطن مما أدى لإستشهاد أعداد كبيرة من المواطنين، خرج من السجن ليجد أن النكبة الثانية لفلسطين قد حلّت سنة 1967م وبدأت المقاومة تتشكل ضد الاحتلال ، وخرج بسام أول أيام الاحتلال إلى الجبال وكان من القادة الرواد للمقاومة ، وبعد 25 يوماً رجع ليزج الاحتلال به بالسجن وخرج ليستمر في تشكيل الخلايا المقاومة للاحتلال والتطبيع.
وكان بسام مع مقاطعة الانتخابات البلدية في ظل الإحتلال لأنه لا يحق للمحتل إجراء انتخابات ولكنه أمام إصرار وضغط جماهيري وفصائلي وحزبي قبل أن تكون الانتخابات بقوائم وطنية من كل أطياف المجتمع بوحدة شاملة ، وترأس قائمة بلدية نابلس ونجحت كل القوائم الوطنية على امتداد الوطن المحتل . وفي فترة رئاستة للبلدية أنجز الكثير من المشاريع الحيوية لمدينة نابلس مع رفاقه .
شكل ورفاقه لجنة التوجيه الوطني لقيادة النضال الوطني الفلسطيني في الداخل لمنظمة التحرير حيث ناضل مع رفاقه ضمن جميع الفعاليات القانونية والوطنية ضد الإحتلال و الاستيطان ، ووقف مع وحدة شعبه ضد روابط القرى وأفشلها.
عارض وقاوم مع شعبه اتفاقيات كامب ديفيد الى أن اقدم ووزير دفاع الصهيوني عيزر وايز على تهديد المناضل بسام بالإيذاء الجسدي وتم بعد ذلك تفجير سيارته مما أدى إلى بتر ساقيه ، وقد صرح مباشرة بعد الحادث بساعتين "لو قطعوا كل أعضاء جسمي ولم يبقوا إلا فمي فسينطق بالشهادة ضدهم وفضح جرائمهم أمام العام" و قال أيضا "إن استطاعوا قطع أقدامي فلن يستطيعوا قطع نضالي".
برز زعيماً وقائداً وطنياً على مستوى الوطن وخارجه، نال عدة أوسمة ودروع وشهادات وجوائز من العديد من الدول والمؤسسات تقديرا لنضاله ضد الإحتلال وتمسكه و ثباته في الدفاع عن قضايا الأمة العربية ،و دعيَ رسمياً لزيارة عدة دول من رؤسائها مثل فرنسا وانجلترا ، و إلى أكثر من 29 دولة أخرى.