الأسير المحرر أشرف أبو ذريع
ضحية جديدة لسياسة الإهمال الطبي
رام الله. 22 كانون ثاني 2013
بمزيد من الحزن والأسى وبقلوب يعتصرها الألم، تنعى مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الأسير المحرر، الشهيد أشرف سليمان ابو ذريع (29 عاماً) من بلدة بيت عوا قضاء الخليل، الذي التحق مساء أمس بركب شهداء الحركة الأسيرة، شهرين فقط بعد تحريره من سجون الاحتلال، حيث أنهى حكماً بالسجن لمدة 6 سنوات ونصف، ليرتفع عدد شهداء الاهمال الطبي خلال الـ 13 شهراً الماضية الى 3 شهداء. وفي هذا الحدث الجلل، تتقدم "الضمير" ببالغ التعزية والمواساة لذوي وأهل الشهيد، وللحركة الأسيرة، ولجموع شعبنا في الوطن والمنافي.
هذه المناسبة الأليمة، تدفعنا لنعيد التأكيد مرة أخرى، على إمعان إدارة مصلحة السجون في انتهاجها لسياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى والأسيرات، في انتهاك متواصل ولا محدود لأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني، لا سيما منطوق المواد (56، 91، 92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم سلطات الإحتلال بتقديم "العلاج المناسب" لكل معتقل ورعاية طبية "لا تقل عن الرعاية التي تقدم لعامة السكان".
قبيل تحرره، كان الشهيد يقبع فيما يسمى "مستشفى سجن الرملة" برفقة حوالي (30) أسيراً مريضاً، وهو مقعد ويعاني من عدة أمراض؛ ضعف في المناعة، فشل رئوي، ضمور في العضلات، بالإضافة الى إصابته بفيروس خطير في منطقة المخ، وكل هذا لم يشفع له لدى أجهزة دولة الاحتلال القضائية والأمنية والطبية، وأبقت عليه أسيراً حتى أنهى حكمه البالغ 6 سنوات ونصف. يذكر ان الشهيد كان قد اعتقل بتاريخ 15/5/2006 واطلق سراحه بتاريخ 15/11/2012، وبعد اعتقاله بـ 10 ايام دخل في غيبوبة استمرت لمدة 50 يوما.
رحل أشرف ملتحقاً بإخوانه ورفاقه الذين كان آخرهم الأسير المحرر الشهيد زهير لبادة والأسير المحرر الشهيد زكريا داوود، وغيرهم (51) أسيراً استشهدو نتيجة سياسة الإهمال الطبي داخل السجون، بالاضافة الى (8) شهداء ارتقوا بعد الافراج عنهم من سجون الاحتلال بفترة وجيزة، وهنا كان الموت واحد والسبب واحد، هو الاحتلال وسياساته التدميرية وفي مقدمتها سياسة الإهمال الطبي.
استشهاد الأسير المحرر أشرف نتيجة الإهمال الطبي، بعد ايام وجيزة من الإفراج عنه، يزيد من حالة القلق حول حياة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، بسبب الحالة الصحية الحرجة التي يمرون بها، والتي قد تتضاعف وتدخل مرحلة الخطر على حياتهم سواء داخل الأسر او بعد الإفراج عنهم.
مؤسسة "الضمير" تطالب الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية التدخل الفوري للوقوف على حالة الأسرى المرضى وتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات وفاته والظروف التي تسببت بها والتحقيق في طبيعة الرعاية المقدمة للأسرى المرضى عامة وظروف احتجازهم في ما يسمى "مستشفى سجن الرملة" والضغط على دولة الاحتلال لإجبارها على وقف سياسة الإهمال الطبي. كما وتطالب الضمير منظمة التحرير الفلسطينية بضرورة بلورة استراتيجية وطنية لإطلاق سراح الأسرى وطرح قضية الأسرى عامة والمرضى خاصة على كافة المحافل الدولية.
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان