مراقبة أميركية إسرائيلية أردنية لكيماوي سوريا
قالت الولايات المتحدة إنها تراقب عن كثب ترسانة سوريا الكيماوية التي تزايد القلق على مصيرها مع اشتداد معارك المعارضة وقوات النظام السوري، في حين حذر ملك الأردن عبد الله الثاني من وقوع هذه الأسلحة بيد جماعات متشددة، وتحدثت صحيفة بريطانية عن تنسيق أميركي إسرائيلي أردني لتأمينها.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور إن واشنطن تعتقد بأن مخزون السلاح الكيماوي لا يزال تحت سيطرة الحكومة السورية، لكنه تحدث عن قلق أميركي بالغ على مصير هذه الترسانة.
وتحدث عن مشاورات تجري 'بشكل مكثف' مع جيران سوريا للتأكيد على هذا القلق، وعلى مسؤولية سوريا في تأمين ترسانتها الكيماوية.
'إحراق البلد'
وكان فيتور يرد على سؤال حول ما صرح به لواء سوري منشق هو مصطفى الشيخ من أن المعارضة علمت -استنادا إلى معلومات استخبارية حصلت عليها- أن قوات الرئيس بشار الأسد تنقل أسلحة كيماوية في أنحاء سوريا لاستخدامها المحتمل ضد المعارضة، انتقاما لمقتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين هذا الأسبوع.
وقال الشيخ لرويترز في لقاء قرب الحدود السورية، إن النظام يريد 'إحراق البلد' قبل أن يسقط، وذلك باستخدام ترسانته الكيماوية.
كما قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون إن سوريا تنقل -على ما يبدو- أسلحة كيماوية من مواقع تخزينها، دون أن يتضح إن كان الأمر يتعلق بإجراء أمني احترازي، أم أنه استعداد لنشر هذه الترسانة.
ولم تستبعد إسرائيل أمس الجمعة شن عملية عسكرية لمنع وصول الصواريخ أو الأسلحة الكيماوية السورية إلى حزب الله في لبنان.
تحذير أردني
من جهته قال ملك الأردن عبد الله الثاني إن أحد أسوأ السيناريوهات -إذا لم يتحقق حل سياسي- وقوع الأسلحة الكيماوية في يد القاعدة التي تتحدث معلوماته عن وجود لها في بعض مناطق سوريا.
وحذر الملك عبد الله في لقاء مع شبكة سي.أن.أن الأميركية الرئيس الأسد من أنه سيرتكب خطأ هائلا في التقدير إذا استعمل الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة، قائلا إن المجتمع الدولي قد يتحرك إن حدث ذلك، وحتى الدول التي تلكأت سابقا في معاقبة النظام السوري قد تؤيد عملا دوليا من طبيعة ما.
وقد تحدثت صحيفة فايننشال تايمز عن اتصالات أميركية إسرائيلية أردنية لتأمين الترسانة الكيماوية السورية، منعا لاستخدامها على يد النظام السوري، أو سرقتها على يد 'جماعات متطرفة'.
خطة سرية
وتحدثت تقارير عن خطة سرية وضعتها واشنطن لإرسال قوة تؤمن هذه الأسلحة إن انهارت الدولة السورية، منعا لوصولها إلى حزب الله أو جماعات مرتطبة بالقاعدة.
ونقلت فايننشال تايمز عن مسؤول عربي بارز لم تكشف هويته، حديثه عن اتصالات أميركية إسرائيلية أردنية لوضع هذه الخطة، لكنها قالت إن كبار المسؤولين الأميركيين والبريطانيين يشككون في إمكانية تنفيذ الخطة.
ونسبت إلى مسؤول أمني وصفته بالبارز أيضا قوله 'هناك بالتأكيد خطط لحالات الطوارئ تعد لها وزارة الدفاع الأميركية، لكن التدخل سيكون صعباً للغاية، وسيصبح خيارا محتملا إذا صارت الأمور سيئة للغاية'.
وقالت الصحيفة إن أي تدخل خارجي لتأمين ترسانة سوريا الكيماوية يحتاج إلى تدمير الدفاعات الجوية السورية، وإرسال عشرات الآلاف من الجنود، واستخدام قنابل خارقة للتحصينات لكون مواقع التخزين محصنة ضد الغارات.