الخميس 21-11-2024

المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة تصدر كتاباً حول التّراث الّلغوي الكنعاني في فلسطين

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة تصدر كتاباً حول التّراث الّلغوي الكنعاني في فلسطين

أولى إصدارات المكتبة الوطنيّة

المصدر: عيسى قراقع

3/24/2024

رام الله- المكتبة الوطنية: تضع المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة بصمتها الأولى في عالم النّشر بإصدار كتاب يستكشف التّراث الّلغوي الكنعاني في فلسطين.

ويحمل الكتاب عنوان "التّراث الّلغوي الكنعاني المكتوب من فلسطين": وهو من إعداد د. عصام الحلايقة  وتحرير د. حمدان طه، ويأتي في 440 صفحة من القطع الكبير، ويشمل مقدّمة وسبعة فصول حول النّقوش الكنعانيّة من فلسطين وإطارها الحضاري والإثني، وزُوّد الكتاب بأكثر من 206 من النّماذج التّوضيحيّة كالصّور والخرائط والجداول والفهارس.

وأكّدت المكتبة الوطنيّة أنّ هذا الكتاب يمثل أوّل عمل علميّ شامل باللّغة العربيّة حول التّراث اللّغويّ الكنعانيّ المكتوب في فلسطين التّاريخيّة، ويشمل النّقوش والأبجديّات الكنعانيّة على امتداد نحو ألفٍ وثلاثمائة سنة من القرن التاسع عشر قبل الميلاد مع أوّل ظهور للأبجديّة، وحتّى نهاية القرن السّابع قبل الميلاد حين تراجعت الكتابة الكنعانيّة لصالح الآراميّة باعتبارها لغة دوليّة، وتتزامن مع فترة العصر البرونزيّ الوسيط والمتأخّر والعصر الحديديّ الأوّل والثّاني، وهي مرحلة اتّسمت بالتّمدّن في التّاريخ الحضاريّ الفلسطينيّ.

ويعرّف الكتاب بالتّراث الكنعانيّ المكتوب بكلّ مكوّناته، بما في ذلك التّعريف بالكتابة، وأصل الأبجديّة الكنعانيّة وأنواعها وميّزاتها، وكيفيّة تحوّلها من أبجديّة إقليميّة إلى أبجديّة دَوليّة، وانتشرتْ في الشّرق والغرب، وأصبحت أساس كلّ الأبجديّات الحديثة والمعاصرة، وهي جزء من المأثرة الحضاريّة التي قدّمتها فلسطين للبشريّة.

ويقدّم الكتاب نماذج لنحو عشرات من النّقوش والكتابات والجعلان، كُتِبتْ على الحجارة والفخّار والجِلد والمعادن، وهي مرشّحة للزّيادة مع استمرار التّنقيبات الأثريّة، وتغطّي الدّراسة فلسطين التّاريخيّة متداخلة مع المناطق المجاورة فيما عُرف بأرض كنعان.

وجمعت الدّراسة المعطيات ذات العلاقة بالنّقوش من المصادر الأوّليّة، والنّقوش القديمة ذاتها والأدلّة الأثريّة، ومن الأدبيّات الأجنبيّة والعربيّة المنشورة، وتمّ تحليل تلك المعطيات بهدف استنباط معلومات تاريخيّة، وتفسيرها، مع وصفٍ للكتابات، وسياقاتها الزّمنيّة والحضاريّة والإثنيّة، وتحليل نصوصها والتّعليق عليها.

ويُبرز هذا العمل دور الكتابات الكنعانيّة، باعتبارها مصدرًا أوّليًّا لتاريخ فلسطين القديم، وهي تقدّم معلومات تاريخيّة حول الأوضاع السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والإداريّة والمعتقدات الدّينيّة لمجتمع دولة المدينة الكنعانيّ، وتشمل أحداثًا سياسيّة مهمّة وأسماء الأماكن، والأعلام، وأسماء الآلهة الكنعانيّة، وأسماء أقوام وإثنيّات وفئات اجتماعيّة، ومعلومات أبجديّة وتعليميّة.

وأكّد د. حمدان طه في معرض تقديمه للكتاب أن النّقوش والكتابات تقدّم مصدراً هامّاً للتّعريف بالجغرافيا التّاريخيّة لفلسطين، فقد ذكرت أسماء فلسطين القديمة، كريتنو العليا وريتنو السّفلى وجاهي وكنعان، وذكرت أسماء المدن القديمة في سياق الحملات العسكريّة المصريّة على كنعان والتّبادلات التّجارية في نصوص الّلعن المصرية من القرن الثّامن عشر قبل الميلاد، وفي سجلّ حملة تحتمس الثّالث ورمسيس والعديد من الكتابات الّتي وصفت المشهد الطّبيعي في فلسطين، كما قدّمت قصّة الضّابط المصري سنوحي وصفاً حيّاً للمشهد الطّبيعي في فلسطين، واصفاً طبوغرافيّتها وزراعتها وثمارها وعادات السّكّان فيها.

ويشكّل هذا العمل مرجعًا قيّمًا للباحثين والأكاديميّين والطّلبة المتخصّصين في آثار فلسطين وتاريخها القديم، والنّقوش والكتابات القديمة والجغرافيا التّاريخيّة لمنطقة جنوبيّ بلاد الشّام، والعاملين في الوزارات والمؤسّسات الثّقافيّة والمهتمّين بالحضارة الكنعانيّة والتّاريخ القديم.

وتأتي هذه الدّراسة في إطار محاولات إعادة كتابة تاريخ فلسطين من منظور محلّيّ، بالاعتماد على منهجيّة علميّة، قائمة على الأدلّة المادّيّة الأثرية والمنقوشة، وتتطلّع إلى تزويد المكتبة العربيّة بمادّة عربيّة علميّة شاملة في حقل النّقوش، والأبجديّات الكنعانيّة وتطوّرها من القرن التّاسع عشر ق.م. وحتى القرن السّابع ق.م، بالإضافة إلى إنتاج مدوّنة في حقل النّقوش الكنعانيّة باللّغة العربّية، وتوفير نواة قاعدة بيانات عن النّقوش في فلسطين، لِتكونَ في متناول الباحثين من المؤسّسات الأكاديميّة الحكوميّة والأهليّة.

فيما يأتي إصدار هذا الكتاب ضمن جهود المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة في تعزيز التّراث الثّقافي واللّغوي في فلسطين التّاريخيّة، ويمثّل بداية واعدة لسلسلة من الإصدارات المتميّزة الّتي تهدف إلى تسليط الضّوء على تاريخ فلسطين القديم والحديث.

انشر المقال على: