الأربعاء 27-11-2024

فنانة حلم العودة.. لطيفة يوسف ترسم الشتات الفلسطيني

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

فنانة حلم العودة.. لطيفة يوسف ترسم الشتات الفلسطيني

إنجي عبد الوهاب

 

لقبت بـ«المناضلة»، كرفيقة دربها، ليلي خالد، ووصفت أعمالها الفنية بأنها «تغنت بأوجاع الوطن»؛ إذ جسدت معايشتها مآلات الاحتلال الإسرائيلي لبلادها في أعمال فنية، فضلًا عن مناهضتها الاحتلال سياسيا وثقافيًا وفنًيا.. من هي الفنانة التشكيلية والمناضلة الفلسطينية، لطيفة يوسف التي رحلت عن عالمنا فجر اليوم؟ طفولة ملبدة بغيوم النزوح ونشأة بالمخيم كغيرها من رواد الحركة التشكيلية تميزت أعمال لطيفة يوسف بخصوصيتها المستقاة من خصوصية الوضع التاريخي لنكبة فلسطين وتشريد أهلها في العام 1948 وما تلى هذا التاريخ من مأس لاحقت الشعب المشتت في بقاع الأرض. عايشت لطيفة يوسف زقوت، مآلات الاحتلال الإسرائيلي لبلادها؛ إذ ولدت بمدينة أسدود المحتلة، في أغسطس عام 1948، وعلى وقع النكبة لجأت أسرتها للنزوح عن أسدود_ تلك المدينة الساحلية ذات الطابع الكنعاني_ بعدما أجبرهم الاحتلال رفقة أكثر من 750 ألف فلسطيني على النزوح قسرًا من منازلهم تحت قوة السلاح. أمضت يوسف طفولتها في مخيم خان يونس؛ حيث نزحت أسرتها، ثم العديد من البلدان العربية، قبل أن يستقر بها الحال في مصر، واستقرت بها حتى رحيلها فجر اليوم. اكتشفت لطيفة يوسف شغفها بالفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها؛ ما دفعها لتعزيز الشغف أكاديميًا؛ وتكلل بحصولها على دبلوم التربية الفنية عام 1967 من معهد «وكالة الفنون للاجئين» بمدينة رام الله، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن إنتاج فن واكب مسيرة القضية الفلسطينية في كل مراحلها لكن مشوارها التشكيلي بدأ مع انطلاق حركات التحرر الوطني الفلسطيني في أواخر الستينيات وصعود دور منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت أحد أعضائها لتعاصر الفنانة كل التحولات التاريخية التي مرت بها مسيرة النضال الفلسطيني. شخصية فنية مشبعة بالحس الوطني والقومي لعبت الصياغات الفكرية والوجدانية والشعور بالحس القومي والوطن، آنذاك دورًا بالغ الأهمية في صياغة أعمال الفنانة لطيفة يوسف؛ إذ غلبت النزعتين الوطنية والقومية؛ فعبرت عن آلام وطنها المنكوب من جانب وعن قضايا الوطن الأكبر من جانب آخر. لوحات تترسخ لقضايا الهوية الفلسطينية ووجوب المقاومة كغيرها من رواد الحركة التشكيلية الفلسطينية، اتجهت لطيفة يوسف إلى المدرسة التعبيرية والواقعية لما كانت تقتضيه الحاجة لها عندما اتسعت دائرة الأحداث، لكن مسيرتها الفنية تصاعدت وصولا إلى «التجريدية» التي وجدت فيها ضالتها في التعبير عن القضية الفلسطينية في لوحات «عصرية» ترصد ألم النكبة، وحلم العودة، وأمل التحرر. كرست لطيفة يوسف منجزها الفني لترسيخ المفاهيم الوطنية وثقافة المقاومة الجماهيرية في سبيل تحرير الأرض والذات؛ إذ تعكس شخوص لوحاتها مفاهيم وطنية كقضايا الانتماء للهوية الفلسطينية ووجوب المقاومة. ريشة ترسم ملامح القضية الفلسطينية رسمت لطيفة يوسف ملامح قضية بلادها؛ فشخوص أعمالها إمرأة تتزين الزي التقليدي لنساء أسدود ذو الغرزة المميزة، أو شبان يحملون السلاح ـ رمزًا لوجوب المقاومة، أو جماهير تصطف في دلالة على النضال في مسيرة التحرر. أما خلفيات الأعمال فهي المكان الفلسطيني ريفا تزينه شقائق النعمان، وأشجار الزيتون أو ساحة معركة يرفرف فيها علم البلاد عاليًا. ناهضت الاحتلال فعلًا سياسيًا وثقافيًا وفنيًا قاومت لطيفة يوسف الاحتلال سياسيًا وثقافيًا وفنيًا؛ على الصعيد السياسي هي عضو منظمة التحرير الفلسطينية. وواصلت دورها الثقافي الذي أهلها له منصبها كدبلوماسية فلسطينية؛ إذ تقلدت عدة مناصب أبرزها منصب مستشارة المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني- بسفارة فلسطين بالقاهرة، ومندوبة وزارة الثقافة الفلسطينية في سفارة فلسطين- القاهرة 1997- 2001، ومسؤولة دائرة (تجميل المحيط) بوزارة الثقافة الفلسطينية- رام الله 96- 1997 ورئيسة لهيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطيني- رام الله 1994- 1996، وسكرتير ثاني بالمندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية 2002 حتى وفاتها. ذلك إلى جانب نشاطها الثقافي؛ كعضوة بالاتحاد العام للتشكيليين العرب، وكذلك الاتحاد العام للتشكيليين الفلسطينيين، فضلًا عن كونها عضوًا في جماعة «فنانون من أجل السلام» الدولية. هكذا رسمت لطيفة يوسف ملامح مسيرتها الفنية المميزة، لترحل عن عالمنا اليوم تاركة إرثًا فنيًا يوثق لقضية بلادها. المصدر: المصري اليوم

انشر المقال على: