إسرائيل ترى في اللقاء بين هرتسوغ وإردوغان “اختبارا” لتوطيد العلاقات مع تركيا
بحسب مسؤولين فإن الخطوات التي اتخذها الزعيم التركي مؤخرا أثبتت "جديته"، بما في ذلك جهوده لكبح نشاط حركة حماس والإفراج عن سائحين إسرائيلييّن اتُهما بالتجسس
بقلم طاقم تايمز أوف إسرائيل18:20 ,2022 يناير 30 Edit
يرى مسؤولون إسرائيليون أن اقتراح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤخرا عقد اجتماع في أنقرة مع نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ “أرضية اختبار” لتحسين العلاقات مع تركيا في المستقبل، وفقا لتقرير الأحد.
وكان إردوغان قد أعلن أن هرتسوغ سيقوم بزيارة للبلاد في بداية شهر فبراير، لكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى بشأن الزيارة. ورفض متحدث باسم هرتسوغ التعليق على إعلان إرودغان، لكن مسؤولين أكدوا وجود محادثات بشأن زيارة، متحدثين شريطة عدم الكشف عن أسمائهم.
ونُقل عن مسؤول إسرائيلي قوله لموقع صحيفة “هآرتس” وصفه للزيارة المحتملة بأنها “مؤشر” على نوايا الرئيس التركي.
وقال المسؤول إن “اجتماعا على المستوى الرئاسي هو وسيلة يمكن استخدامها. الرئيس هو شخصية رمزية، وليست سياسية، وعلى أي حال، يجري هرتسوغ محادثاته الخاصة مع الأتراك. يمكن البدء بمثل هذه القناة ومن ثم فحص التطورات والآثار المترتبة”.
وقال مسؤول آخر: “يتم اتخاذ القرار لتغيير العلاقات مع تركيا من ’مجمدة’ إلى ’باردة’. كل أنواع الأشياء الرمزية يمكن أن تحدث. على سبيل المثال، تبادل السفراء أو الصفقات الاقتصادية. لكننا لن نمضي قدما دون أشياء واضحة في المقابل من تركيا”.
العلاقات بين إسرائيل وتركيا، اللتين كانتا يوما حليفين إقليميين قويين، اتسمت بالتوتر طوال فترة حكم إردوغان، حيث يُعتبر الزعيم التركي منتقدا صريحا لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
إسرائيل، من جانبها، مستاءة من دفء علاقات إردوغان مع حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة.
سحبت الدولتان سفيريهما في عام 2010 بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية قافلة سفن كانت متجهة إلى غزة حاملة مساعدات إنسانية للفلسطينيين بعد أن خرقت الحصار الإسرائيلي. على الرغم من أن القوات صعدت على متن معظم السفن المشاركة في القافلة دون وقوع حوادث تذكر، إلا أن الذين كانوا على متن السفينة التركية قاوموا بشدة القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل تسعة ناشطين أتراك.
تحسنت العلاقات بين البلدين ببطء لكنها انهارت مرة أخرى في عام 2018 ، بعد أن استدعت تركيا، التي أثار قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس غضبها، مرة أخرى سفيرها من إسرائيل، مما دفع إسرائيل إلى الرد بالمثل.
ومع ذلك، نقلت صحيفة هآرتس عن أحد المسؤولين قوله إن أردوغان “أظهر جديته” في العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرا: إطلاق سراح الزوجان نتالي وموردي أوكنين – وهما سائحان إسرائيليان تم اعتقالهما في تركيا العام الماضي بتهمة التجسس المزعوم – بالإضافة إلى الجهود الأخيرة التي بذلها لفرض قيود على أنشطة حركة حماس في بلاده.
وقال المسؤول إن “إردوغان يظهر إشارات إيجابية للغاية في محاربة الإرهاب وفي أفعاله تجاه حماس في تركيا. هذا مهم للغاية لأنه من وجهة نظرنا، هذه واحدة من القضايا الرئيسية التي تمنعنا من رفع مستوى العلاقات – حقيقة أنه يستضيف منظمة إرهابية”.
اتخذت تركيا – التي تواجه أزمة اقتصادية في الداخل – مؤخرا خطوات لتحسين العلاقات مع خصومها الإقليميين، بعد تراجع الدعم الأمريكي بحسب تقارير لخط أنابيب غاز متوسطي مثير للجدل.
وقد أشار إردوغان أنه سعى إلى جعل تركيا طرفا في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، وقال إنه تم إحراز “بعض التقدم” في هذا الشأن في الماضي.
وتعمل إسرائيل ومجموعة من الدول، بما في ذلك خصم تركيا التاريخي اليونان، على إنشاء خط أنابيب مشترك لنقل غاز شرق البحر المتوسط إلى أوروبا. عارضت تركيا المشروع بشدة وادعت احقيتها الإقليمية بثروة الطاقة في المنطقة.
وقال إردوغان أنه يعيد إحياء المحادثات مع إسرائيل بشأن فكرة قديمة لجلب غاز البحر الأبيض المتوسط إلى العملاء الأوروبيين عبر تركيا.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مسؤولين قولهم إن تحسين العلاقات مع تركيا لن يأتي على حساب تحالف إسرائيل مع اليونان وقبرص، اللتين ورد أنهما كانا على علم بالفعل بهذا الاحتمال.
وقال مسؤول: “لم يعرب البلدان عن معارضتهما لتوطيد العلاقات. لقد وضحت إسرائيل أن التعاون الأمني معهما سيستمر وهما بنفسيهما يدفعان بالحوار مع إردوغان”.