الخميس 12-12-2024

الابتزاز النووي من يبتز من؟؟؟

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

الابتزاز النووي من يبتز من؟؟؟ محمد محفوظ جابر في عام 1986، قدم مردخاي فعنونو، وهو فني نووي إسرائيلي سابق، تفاصيلا وصورا واضحة لصحيفة صنداي تايمز عن برنامج أسلحة نووية إسرائيلي كان يعمل فيه لمدة تسع سنوات في مفاعل ديمونا، "وقد شمل ذلك معدات لاستخراج مواد مشعة لإنتاج أسلحة ونماذج معملية لأجهزة نووية حرارية"، أجهزة تستخدم لصناعة قنابل هيدروجينية. وقدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن "إسرائيل" لديها ما يقرب من 80 سلاح نووي موفور، منها 50 رأس حربي مجهز للإيصال بواسطة صواريخ أريحا الباليستية متوسطة المدى و30 "قنبلة ثقالة" (قنبلة غير موجّهة) مجهزة للإيصال بواسطة الطائرات، حيث أن إنتاج السلاح النووي في "إسرائيل" قد بدأ في أواخر الستينات من القرن الماضي. ولكن "إسرائيل" ترفض التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي رغم الضغوط الدولية عليها للقيام بذلك، وترى أن التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي سيكون مخالفا لمصالح أمنها القومي. القضية الاساسية اذن هي "مصالح امنها القومي" وكل مواقفها مبنية على هذه العقيدة الأمنية، ورغم امتلاكها اسلحة نووية واسلحة كيماوية (طورت قدرة هجومية على الحرب البيولوجية. وقد قام مكتب التقييم التكنولوجي للكونغرس الأمريكي بتسجيل "إسرائيل" كدولة تمتلك على المدى الطويل، برنامجاً للحرب البيولوجية غير معلن. و"إسرائيل" ليست من الدول الموقعة على اتفاقية الأسلحة البيولوجية والسامة. مع أن "معهد إسرائيل للأبحاث البيولوجية" في "نيس تسيونا" طور لقاحات وترياقات من أجل الحرب الكيميائية والبيولوجية)، مع ذلك الا انها تخشى من ظهور أي قوة نووية في المنطقة تشكل رادعا لأطماعها، او توازنا عسكريا معها، بل تريد ان تبقى منفردة، القوة العسكرية المتفوقة، لذلك تصب نار غضبها على ايران. وفقا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، فإن نفتالي بينيت تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، وأخبره أن إيران تستخدم "الابتزاز النووي" كاستراتيجية، وبالتالي يجب على الولايات المتحدة الشروع في "الوقف الفوري للمفاوضات"، الجارية في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال بينيت لبلينكن أنه بدلا من العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 – الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 – "يجب أن تتخذ القوى الكبرى خطوات ملموسة" ضد إيران. تحريض واضح على اعلان الحرب على ايران كما فعلت في تحريضها بشن الحرب العدوانية على العراق. وفي المحادثة الهاتفية، أشار بينيت إلى تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يكشف أن إيران بدأت مؤخرا في تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20% بأجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة فوردو التابعة لها. ان الاعلام الصهيوني يعتمد مقولة غوبلز النازي في الاعلام "اكذب ثم اكذب يصدقك الناس"، ومن هنا كانت حملاتها الاعلامية الكاذبة ضد ايران لتحرض العالم عليها. من الذي خرق اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة التي وقعتها ايران مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين في عام 2015 ؟ أليست الولايات المتحدة الامريكية؟ هي لم تنسحب من الاتفاقية فقط بل فرضت حصارا اقتصاديا وسياسيا وحتى طبيا في ظل الوضع الصحي الخطير الذي يجتاح العالم، من حق ايران اذن ان تحصل على ضمانات للحفاظ على حقوقها بأن لا تنقض الولايات المتحدة العهد مرة اخرى. والكل يعلم ان الولايات المتحدة هي التي استخدمت القنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي ولكن احدا لم يحاسبها حتى الآن، وحاملات الصواريخ النووية الامريكية تجوب انحاء العالم معرضة السلم العالمي الى الخطر، لماذا؟ فقط من اجل "الابتزاز النووي" والارهاب النووي لدول العالم، من اذن يجب التحريض ضده؟ الم تضرب "اسرائيل" المفاعل النووي في العراق بدون أي حق لها؟ ثم ألم تستخدم "اسرائيل" الأسلحة البيولوجية والسامة في غزة؟ من الذي عاقبها على اعمالها الاجرامية هذه؟ انها للتغطية على جرائمها، هي التي تقوم بالابتزاز والتحريض على الابتزاز، ومن اجل مصالح أمنها القومي، لن يتوقف عملها الابتزازي، والا لماذا تتهرب من التوقيع على معاهدة الحد من الانتشار النووي واتفاقية الأسلحة البيولوجية والسامة، بل وتقرع طبول الحرب على ايران لتدميرها ومنعها من التطور والتقدم الى الامام.

انشر المقال على: