الأربعاء 04-12-2024

فـلسطـين والمغالطة الاستعمارية الإمبريالية الصهيونية

×

رسالة الخطأ

محمود عبدالرحمن البوعبيدي/ المغرب

فـلسطـين والمغالطة الاستعمارية الإمبريالية الصهيونية
27 نونبر2021
محمود عبدالرحمن البوعبيدي/ المغرب
الخلط بين اليهودية كدين الذي بمكن أن يعتنقه أي شخص من أي بلد ومن أي جنسية كانت: عربي، صيني، ايراني، روسي، عربي افريقي. اوروبي. إلخ.. ويكون مقيما في دولة مسقط الرأس، أو قد يكون انتقل لمكان آخر وفق رغبته...اما الصهيونية فهي فكر سياسي مرتبط بنشوء الرأسمالية وتطورها إلى امبريالية توسعية استعمارية ، ففي الوقت الذي كان العالم يشهد عملية تحول وتغيير عميقة وشاملة بالانتقال من مرحلة الاقطاعية الفلاحية الى مرحلة الرأسمالية الصناعية، التي كانت تتغطى بالحروب الدينية الصليبية نهاية القرن الخامس عشر 1492 وسقوط التي كانت كناية عن نهاية الامبراطورية العربية الاسلامية، فتعززت الرأسمالية بالتوسع الاستعماري والاكتشافات بالوصول الى سواحل امريكا، وانطلاق عمليات الالتفاف الاستعماري على مراكز الحضارة الشرقية على الخصوص العربية ـ الاسلامية آنذاك بالقارتين الافريقية والأسيوية، والالتفاف على العالم العربي ـ الاسلامي الذي يجمع بين القارتين الافريقية والآسيوية , وتمركز الرأسماليون الغربيون برأس الرجاء الصالح1497م جنوب افريقيا، والخليج العربي عام1507م، ووضع اليد على مجمل حوض المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، والسيطرة على الطرق التجارية، واستبدال نفوذ العواصم العالمية العربية آنذاك، بعواصم جديدة اوروبية . وإلغاء الدور الحضاري العربي الاسلامي عالميا، كانت في نفس الوقت تجري عملية اجتياح القارة الأمريكية واستيطانها وابادة سكانها الأصليين. والانتقال العالمي الى عصر جديد، الى عصر الرأسمالية الامبريالية الاستعمارية التوسعية. وكانت كل عاصمة من العواصم الاوروبية تتطلع وتطمح الى احتلال المركز الاول في النظام العالمي الجديد الأمر الذي أدى الى صراعات أوروبية غربية ضارية سواء داخل اوروبا أو من أجل اقتسام مناطق النفوذ على الصعيد العالمي. وقد انطلق عصر الإبادة والاستيطان والتمييز العنصري والاحتكار الرأسمالي الاستعماري الإمبريالي، وحيث كان الاستعماريون الرأسماليون "المسيحيون البروتستانت" يغلفون استعمارهم وإبادتهم للشعوب بغلاف ديني، ويدعون إن "المقصود من عملية الاستيطان هو خلق نموذج من المحبة المسيحية وتجسيد ميثاق بين الله والبشر"، فكانت فكرة الإعلان الانجليزي) (الوعد الاستعماري الأول وعد (اولفر كرويمل) ( سنة 1649حول استيطان فلسطين، فكان بزوغ النتوء الاستعماري الصهيوني بإنجلترا، في الوقت الذي كانت فيه إنجلترا آنذاك خالية من اليهود، حيث سبق وطهرها "الملك ادوارد الأول " من اليهود تماما، قبل ظهور الكيان الصهيوني "اسرائيل" بثلاثة قرون تقريبا حيث ظهرت بإنجلترا حركة صهيونية غير يهودية من الرأسماليين الامبرياليين المسيحيين البروتستانتيين، تدعى "الحركة البيوريتانية" أو التطهيرية (بالإنجليزية: Puritanism أو Puritan)، تنادي بالهجرة الى فلسطين. كنقطة جذب ولتجميع الاستعماريين، في 1649م تقدمت الى حكومة الجمهورية الانجليزية بإعلان تضمّن فيه: " إن أمة انجلترا وسكان هولندا سيكونون أول الناس وأكثرهم استعدادا لنقل "ابناء وبنات اسرائيل"* على سفنهم الى الأرض التي وعد بها اجدادهم ابراهيم واسحاق ويعقوب لتكون ميراثا لهم الى الأبد" وكان هذا مستوحى من النجاح الذي لقيه الغزو والاستيطان والإبادة الذي لقيه آنذاك الرأسماليون الامبرياليون الاستيطانيون بالقارة الأمريكية...فالكيان الصهيوني نتوء استعماري امبريالي عنصري توسعي، وقاعدة متقدمة في منطقة "العالم الثالث" تطل على منابع البترول والمواد الخام ومنابع الماء الغزيرة والطرق التجارية، وعالم الثورات الشعبية التحررية والحضارية، وضدا على الحضارة العربية الاسلامية، وضدا على الوحدة العربية والوحدة الاسلامية، وبالتالي انشاء قاعدة امبريالية ضدا على تقدم واستقلال العالمين الافريقي والآسيوي والذي يشكل اكبر كتلة سكانية في العالم، والذي كانت الحضارة الاسلامية ـ العربية تسيطر عليه وتتحكم فيه... ففلسطين هي ملتقى القارات الخمس، والمفصل الرابط بين مكونات العالم العربي الاسلامي المسيحي اللائكي، وهي دولة الشعب الفلسطيني" فلسطين الديمقراطية". وليست دولة الكيان الصهيوني العنصري، والقاعدة الملحقة للإمبريالية الغربية الاستعمارية كما يدعي الامبريالي "البيوريتاني" "دونالد ترامب" وعصابته حفيد القراصنة قتلة السكان الاصليين لأميركة.
* ـ اسرائيل: لقب كان يطلق على يعقوب بن اسحاق ويعني عبد الله، أو"الله القوي".
**ـ البيوريتانية أو التطهيرية (بالإنجليزية: Puritanism أو Puritan)، هي مذهب مسيحي بروتستانتي يجمع خليطًا من الأفكار الاجتماعية، السياسية، اللاهوتية، والأخلاقية. ظهر هذا المذهب في إنجلترا في عهد الملكة اليزابيث الأولى وازدهر في القرنين السادس والسابع عشر.، وقد تحول بعضهم إلى توراتيين وعدّوا أنفسهم شعب الله المختار، وأنّ عليهم أن يتمموا رسالة العبرانيين القدماء ، ونظروا إلى دولتهم في نيوإنغلند بأمريكا على أنها إسرائيل الجديدة، وفيها تقوم أورشليم الجديدة. ومن الآثار المهمة للحركة التطهرية، ظهور برجوازية جديدة، رافقها نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع البيوريتانية يهتمون بالثروة وحب التملك.

انشر المقال على: