الأربعاء 27-11-2024

تحليلات: "دفء" علاقات إيران مع دول عربية يقلق إسرائيل

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

تحليلات: "دفء" علاقات إيران مع دول عربية يقلق إسرائيل
تاريخ النشر: 19/10/2021
عرب ٤٨
تحرير: بلال ضاهر

على عكس الادعاءات الإسرائيلية والمطالب بعزل إيران وفرض عقوبات عليها، إلا أن علاقات الأخيرة مع الدول العربية تحسنت، وبشكل خاص مع بدء ولاية الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، الذي يوصف في إسرائيل بـ"المتشدد" و"المتطرف". ويبدو في هذا السياق أن سياسة إسرائيل فشلت، خاصة على خلفية اختلافها، وربما تناقضها أيضا، مع سياسة الإدارة الأميركية، ورغبتها بالعودة إلى اتفاق نووي جديد تضاف من خلالها تعديلات على الاتفاق النووي الموقع في العام 2015.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، اليوم الثلاثاء، إلى أن قلقا يسود في إسرائيل من "تسجيل دفء في العلاقات مؤخرا بين إيران وعدد من الدول المعتدلة في المنطقة"، ما يعني أن إسرائيل خسرت رهانها بأن تقف الدول العربية "المعتدلة" إلى جانبها في حلف ضد إيران. وعزا ليمور "دفء العلاقات" إلى ما تصفه الحكومة الإسرائيلية بـ"السياسة السلبية" التي تتبعها الولايات المتحدة في القضية النووية، فيما طالبت إسرائيل بأن تنفذ واشنطن خطوات متشددة ضد طهران.
وأضاف ليمور أنه منذ انتخاب رئيسي، "تبذل إيران جهدا كبيرا في تحسين علاقاتها مع دول في الشرق الأوسط، وبينها تلك التي تعتبر معتدلة، وأبرزها السعودية، وبعد سنوات من القطيعة بين الجانبين تتزايد احتمالات استئناف العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول وبضمن ذلك فتح قنصليات".
وتابع ليمور أنه "في موازاة ذلك، سُجل دفء في العلاقات بين إيران وقطر أيضا، كما جرت محادثة هاتفية أولى ومفاجئة بين وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، ونظيره الأردني" أيمن الصفدي.
وأكد ليمور على أنه "في إسرائيل يتابعون هذه الخطوات بقلق بالغ. وهي لا تدل فقط على ثقة الإيرانيين المتزايدة في الحلبة الإقليمية والدولية، وإنما على إدراكهم أيضا أن مغادرة الولايات المتحدة للمنطقة أوجدت بالنسبة لهم حيزا كبيرا للعمل والتأثير. وذلك، من بين أسباب أخرى، من أجل إحداث توازن أيضا مقابل ’اتفاقيات أبراهام’، التي ترى فيها إيران تهديدا كبيرا على مصالحها في المنطقة". ويذكر أن هدف إسرائيل من وراء "اتفاقيات أبراهام"، إضافة إلى تطبيع العلاقات مع دول عربية وفق مبدأ "السلام مقابل السلام"، هو تشكيل حلف مؤلف من دول في المنطقة، وفي مقدمتها إسرائيل، ضد إيران.
وأشار ليمور إلى أن مسؤولين إسرائيليين بحثوا هذا الموضوع مع نظرائهم الأميركيين في عدة مناسبات. واعتبر الجانب الإسرائيلي خلال هذه الاتصالات أن "ثمة حاجة إلى دعم وتأثير أميركيين من أجل إحداث توازن مقابل جهد الإيرانيين لضم قسم من الدول إلى جانبهم".
وتتحسب إسرائيل من أن "واشنطن ستحاول مساعدة إسرائيل وحليفاتها الأخرى في المنطقة، لكنها قد تطلب ربط ذلك بتقدم معين بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
والانطباع في الجانب الإسرائيلي في أعقاب محادثات في واشنطن، وفقا لليمور، هو أن "الفجوات بين الجانبين بما يتعلق بتقييم البرنامج النووي وعناصره المختلفة تقلصت كثيرا، لكن هذه الفجوات بين إسرائيل وواشنطن ما زالت كبيرة بكل ما يتعلق بالاستنتاجات والخطوات التي يمكن أن تنبع من ذلك". وأضاف أن "التقديرات ما زالت سائدة في إسرائيل والغرب بأن تكثيف إيران لتخصيب اليورانيون لا يهدف إلى الانطلاق نحو (سلاح) نووي، وإنما من أجل الحصول على كنوز أخرى تتمكن من المتاجرة بها من أجل التوصل إلى اتفاق نووي أفضل مع الأميركيين".
وتابع ليمور أن "الأميركيين أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين أن وضع موعد أخير أمام إيران لاستئناف المحادثات حول الاتفاق النووي، ووضع تهديد واضح يشمل عقوبات مشددة وحتى التهديد بعملية عسكرية، ليس مطروحا في المرحلة الحالية. ونتيجة لذلك، يسود في إسرائيل إحباط بالغ".
ولفت ليمور إلى أن "الجهد الذي تبذله إسرائيل من أجل التوصل إلى أقصى حد من التنسيق مع الولايات المتحدة، يجري على خلفية الحقيقة أن إسرائيل بقيت مع عدد خيارات قليل جدا. فالضغوط التي مارستها حكومة نتنياهو، التي أدت إلى انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي، استندت إلى فرضية أن ينهار النظام في إيران تحت العقوبات الشديدة وأن يوقع اتفاقا معدلا، أو أن تهاجم الولايات المتحدة إيران، وإعادة انتخاب ترامب، إلا أن جميع هذه الفرضيات تبددت. ولذلك، فإن الإدراك في إسرائيل الآن هو أن من شأن العودة إلى الاتفاق النووي فقط أن تمنح وقتا، يكون بإمكان إسرائيل استغلاله من أجل مجهود دبلوماسي وتسريع الاستعدادات العسكرية من أجل إبعاد إيران عن القنبلة في المستقبل".
مساعدة مكثفة للأردن
تعالت مؤخرا في إسرائيل انتقادات ضد اتفاقية بين إسرائيل والأردن تقضي بمضاعفة كمية المياه التي تبيعها إسرائيل للأردن، واعتبر أحد هذه الادعاءات أن الأردن تتقرب من إيران "ومن الحماقة تعويضها بمضاعفة كمية المياه".
وأشار الرئيس السابق للدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد، إلى أن "الأردن بحاجة إلى المياه كحاجتها إلى الهواء من أجل التنفس"، و"ينبغي مساعدتها بشكل مكثف، بالمياه والغاز والاقتصاد وفي أي شيء ممكن". وأضاف في مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أن "المملكة الاردنية الهاشمية تحت رعاية اتفاق السلام التاريخي بين الدولتين، يمنح إسرائيل عمقا إستراتيجيا حتى حدود العراق".
واعتبر غلعاد "دعونا نتخيل رحلة جوية أمنية من مطار بن غوريون باتجاه الشرق: حدود 1967 تقع على مسافة قصيرة للغاية، يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تمنح عمقا إستراتيجيا – أمنيا، نهر الأردن في منتصف الطريق حتى عبور المنطقة الجبلية، العاصمة الاردنية والصحراء، وصولا إلى العراق. وهذه المنطقة كلها ذات أهمية هائلة، وشكلت في الماضي تربة خصبة لهجمات عسكرية ضد إسرائيل، أو قفزة بالنسبة لمنظمات إرهابية من أجل مهاجمة دولة إسرائيل ومواطنيها".
وأضاف أنه "لو كانت الحدود الطويلة جدا بين إسرائيل والأردن تخضع لمسؤولية حصرية إسرائيلية، لاستوجب ذلك قوات بحجم هائل وتكاليف باهظة جدا لإسرائيل. وبدلا من ذلك، تستفيد إسرائيل من واقع مريح للغاية للحدود الهادئة، من دون هجمات ومؤامرات عسكرية معادية".
وتابع غلعاد أن "إيران تتوق إلى توسيع الجبهة من لبنان إلى سورية ومن سورية إلى الأردن. وتخيلوا ميليشيات موالية لإيران منتشرة على بُعد عشرات الكيلومترات من القدس. والمملكة الأردنية الهاشمية وقواتها الأمنية والاستخباراتية هي اليد الخفية التي تسمح بهذا الواقع الإستراتيجي المريح".
ورأى غلعاد أن "التعاون الأمني هام لأمن مواطني إسرائيل وبلداتها، وهذا وحده كاف من أجل تشجيع مساعدات مكثفة للأردن. والمملكة الهاشمية هي دعامة في نسيج العلاقات الأمنية الخاصة بين إسرائيل ودول عربية، التي كانت من أسوأ أعدائها وباتت شريكات لها".
وانتقد غلعاد الجهات اليمينية الإسرائيلية، وفي مقدمتهم نتنياهو الذي سعى إلى توتر العلاقات مع الأردن، "إلى درجة التخوف من أنهم ربما معنيون بانهيار المملكة الهاشمية. هل حدث دراماتيكي إلى هذه الدرجة يخدم أمن إسرائيل؟ والإجابة هي لا كبيرة. فالأردن يمكن أن تتحول بسرعة وفقا لميزاتها الأساسية إلى مستنقع إرهاب، وتربة خصبة للعنف وسيطرة إيران واذرعها، وهكذا من دون مبالغة ستشكل تهديدا على الاستقرار في الشرق الأوسط وخطرا يستهدف فعليا قدرات إسرائيل في مواجهة التهديد المركزي على أمنها: الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

انشر المقال على: