الجمعة 22-11-2024

مؤتمر اربيل التطبيعي عشية ذكرى الاستفتاء الانفصالي

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

مؤتمر اربيل التطبيعي عشية ذكرى الاستفتاء الانفصالي محمد محفوظ جابر كلما اشتد ساعد القوى الوطنية العراقية في ضرب القواعد العسكرية الامريكية اكثر، وارتفع صوت المناهضة للوجود الإمبريالي الامريكي، تقوم الولايات المتحدة وحليفها الكيان الصهيوني بتحريك العملاء لخلق حالة من عدم الاستقرار في العراق والضغط على المقاومة. ونظرا لفشل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من تحقيق المشروع الصهيو- امريكي في البلدين وانهيار هذه الأداة وانتهاء صلاحيتها في هذه المنطقة، عاد التلويح بالورقة الكردية من جديد، وذلك بتنظيم "مؤتمر السلام والاسترداد" وهو مؤتمر تطبيعي، عبر "مركز اتصالات السلام" وهو امريكي ومقره نيويورك وتناول قضية التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية. اما مؤسس المركز فهو المدعو (جوزيف برود) وهو يهودي من اب مغربي وأم عراقية ويحمل الجنسية الإسرائيلية وهو نفسه المنسق العام لمؤتمر التطبيع الذي عقد بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني. وقد دعا المؤتمر الذي حضره أكثر من 300 شخص من شيوخ عشائر ومثقفون وكتاب من ست محافظات هي بغداد والموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وبابل، حسب جوزيف برود لوكالة فرانس برس. وحسب "قالت لي... العصفورة" بقلم / ابو سباهي: "اضافة العصفورة لي معلومة في غاية الخطورة... حيث قالت أن المدعو سعد العاني أكد خلال أحاديثه مع الضيوف داخل المؤتمر انه ممثل ل الرفيق صبار المشهداني ابو جعفر امين سر قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي.... وحضر المؤتمر السفير دينيس روس، المبعوث الأميركي السابق للسلام في الشرق الأوسط وثلاثة شخصيات يهودية اسرائيلية، من بينهم تشيمي بيريز الذي يرأس مؤسسة أسسها والده الرئيس الإسرائيلي السفاح شمعون بيريز، بالإضافة الى المنسق العام للمؤتمر (جوزيف برود) .اضافة لتواجد دبلوماسي ( سفير) إماراتي في إحدى الدول الاسيوية. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي عُقد مساء الجمعة 24/9/2021 تحت عنوان "السلام والاسترداد" ونُظم في أربيل كردستان وقرأته سحر الطائي مديرة الأبحاث في وزارة الثقافة ببغداد: "نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات (أبراهام). وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة إسرائيل، فنحن أيضًا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار". وعبرت المواقف الرسمية والشعبية العراقية عن سخطها على المؤتمر ومن حضره ومن يقف ورائه مؤكدة على موقفها ضد التطبيع واكدت على عروبة القضية الفلسطينية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني، وهذه مقتطفات من بيانات بعضها: - أعلنت الحكومة العراقية، برئاسة مصطفى الكاظمي، رفضها “القاطع” لما وصفتها الاجتماعات “غير القانونية”، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة أربيل بإقليم كردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع "إسرائيل". - تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: ان حزبنا يدين بقوة اجتماع اربيل والجهات التي تقف وراءه وما صدر عنه من دعوات مفضوحة الى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. - دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الحكومة الاتحادية إلى اعتقال الشخصيات المشاركة فيه. وقال في “تدوينة” له إنه “على أربيل منع هذه الاجتماعات”، التي وصفها بـ ”الإرهابية الصهيونية. - قال زعيم حركة “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، في “تغريدة” له عبر “تويتر”، إن “ما حدث في أربيل مخالف لكل القيم والمبادئ الوطنية والإنسانية ومخالفة صريحة لقانون العقوبات العراقي”. وأضاف أن “المقاومة الإسلامية لن تسكت على هذه الخيانة العظمى، وسنلقن العدو الإسرائيلي والمطبعين معه درسا يمنع كل من يفكر بالتطبيع لاحقا”. أما وزارة الداخلية في إقليم كردستان شمالي العراق، فقالت يوم السبت، إن مؤتمر السلام الذي عقد في أربيل الجمعة، تم "دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم". حسب وكالة الأناضول نسخة منه. وقالت الوزارة إن "الاجتماع الذي عقد يوم أمس في أربيل تحت عنوان السلام والاسترداد، عقد دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، وهو لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقف حكومة إقليم كردستان". وأضاف البيان "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة كيفية انعقاد هذا الاجتماع". ان البيان الصادر وزارة الداخلية في إقليم كردستان هو بيان تضليلي وتهرب من تحمل المسؤولية الكاملة التي تقع على عاتقهم : اولا: خلال العقود الأخيرة، زار العديد من قادة كردستان العراق "إسرائيل" ودعا السياسيون الأكراد علانية إلى التطبيع معها، والبيان يتناقض مع هذه المسيرة التطبيعية. ثانيا: أجرى إقليم كردستان استفتاء الانفصال عن العراق يوم 25 سبتمبر/أيلول 2017، شمل محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، بالإضافة إلى كركوك المتنازع عليها مع بغداد. ووافق المصوتون -حسب النتائج الرسمية- على الانفصال بنسبة فاقت 92%، لكن الحكومة الاتحادية في بغداد رفضت الاعتراف بالاستفتاء واتخذت عدة إجراءات لإبطاله. والكيان الصهيوني هو الوحيد الذي اعترف به. وأراد القادة الاكراد ردّ الجميل للصهاينة، فاختاروا هذا اليوم للمؤتمر عشية ذكرى يوم الاستفتاء، وتأكيدا على تنفيذ المشروع الصهيو-امريكي بتجزئة العراق واقامة دولة كردية مستقلة، لإضعاف العراق. ثالثا: لا احد يصدق ان يعقد مؤتمر وبه ضيوف اجانب ورسميون، واكثر من 300 عراقي في فندق في اربيل ولا تعلم به وزارة الداخلية، بل هي شكلت حماية لهذا المؤتمر. رابعا: ان السرية التي احاطت المؤتمر وعدم النشر المسبق تؤكد على الاصرار المسبق والتخطيط لارتكاب الجريمة والخوف من دفع الثمن. والا لماذا في اربيل وليس في بغداد؟ واذا سألنا لماذا البيان؟ يكون الجواب من الخوف الذي يهيمن على عقولهم لأنهم ارتكبوا جريمة نكراء فأرادوا تبرئة انفسهم. دور الامارات - يتضح دور الامارات في الموضوع، كونها اول دولة تقيم قنصلية لها في اربيل وكون المدعو (جوزيف برود) وهو منسق المؤتمر في اربيل هو نفسه المنسق العام لمؤتمر التطبيع الذي عقد بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني، واخيرا ان احد سفراء الامارات هو الدبلوماسي العربي الوحيد في المؤتمر في اربيل. لماذا؟ - في المقابل، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، عن ترحيبه بالدعوات قائلا إن الحدث "يبعث بالأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل، نحن والعراق لدينا تاريخ وجذور مشتركة في المجتمع اليهودي". هل هذا يكذب ايضا؟ ما هو تفسيره لمن حضروا من "اسرائيل" دون علمه؟ ام انه آخر من يعلم وهناك من يعمل من خلف ظهره. وقال السفير دينيس روس أمام المؤتمر: "أنتم تدركون ماهية بناء مستقبل أفضل وضرورة التحرر من الماضي والنزاعات القديمة". وتابع : "أحيي رغبتكم في البناء على اتفاقيات إبراهيم، رؤيتكم نحو المستقبل ليس فقط بالقول بل بالعمل الجماعي". وهو يسير على هدي السياسة الامريكية التي حددها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في لقائه بنظرائه من "إسرائيل" والمغرب والبحرين والإمارات( وغياب السودان)، حيث صرح أن بلاده برئاسة جو بايدن ستعمل على تشجيع مزيد من الدول العربية على إقامة علاقات طبيعية مع "إسرائيل" وتوسيع "اتفاقات إبراهام" التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، مخالفا تصريحات سابقة. في النهاية ان صرخة الشعب العراقي " لا للتطبيع كانت سريعة ومدوية وقوية تردد صداها في الوطن العربي وفي العالم، وهذا هو الرد العربي الاصيل.

انشر المقال على: