الخميس 28-11-2024

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في مجال صناعة الطيران والفضاء

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في مجال صناعة الطيران والفضاء محمد محفوظ جابر أفاد موقع "واينت" الإسرائيلي بأن جمعية "SpaceIL" الإسرائيلية ستتعاون مع شركة کلاود للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المسماة ب G42 في أبو ظبي في مهمة استكشاف القمر، وستعملان لجعل مشروع السفينة الفضائية "بريشيت 2" مشروعا مشتركا للبلدين. والجدير بالذكر أن مشروع بريشيت 2 بدأ في ديسمبر 2019 وتقدر تكلفته بنحو 100 مليون دولار ، ومن المقرر إطلاق السفينة الفضائية بريشيت 2 منتصف عام 2024. وقال موريس كهان في نهاية زيارة أعضاء مجلس إدارة "SpaceIL": نجحنا بهذه الزيارة بخلق قاعدة قوية لدفع التعاون، تحدثت مع وزيرة العلوم في أبو ظبي، وبتوصيتها اجتمعنا مع شركة الاستثمارات والذراع التكنلوجية الكبرى والمؤثرة في الإمارات، وحددنا إقامة طاقم عمل مشترك لدراسة جدوى التعاون الاستراتيجي. من المهم التشديد على أننا لم نغير أي شيء من برنامج المهمة الأصلية لـ"بريشيت 2" بإرسال سفينة الفضاء عام 2024، مع الإمارات او بدونها"!!! عملية التطبيع الاماراتية الاسرائيلية تجري بوتيرة سريعة لتفوق سرعة ملاحقة الخوف لها، ولذلك لجأت للتطبيع الامني والعسكري وعقد الصفقات مع الشركات العسكرية والامنية، وتبحث التطبيع في الفضاء لتستكشف ما يجري على الارض تحت اركان وجود الدولتين المهددتين بالبقاء. في 10/03/2021 كشفت وزيرة الدولة الإماراتية للتكنولوجيا المتقدمة سارة الأميري عن تخطيط الإمارات لإطلاق رحلات مأهولة برواد الفضاء إلى الفضاء الخارجي. وأكدت أن مهمة مسبار الأمل، التي نجحت بالوصول إلى كوكب المريخ، كانت نقطة بداية بالنسبة للإمارات للدخول بقوة في مجال استكشاف الفضاء، لكن القيود، التي فرضتها جائحة فيروس (كوفيد-19)، شكلت تحديًا إضافيًا أمام خططنا لاستكشاف الفضاء. انطلق المسبار في مهمته بتاريخ 20 يوليو 2020، ودخل مدار المريخ يوم 9 فبراير 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون الإمارات أول بلد عربي ينجح في ذلك وخامس وكالة فضائية حول العالم. وجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي بالتعاون مع شركاء دوليين(اليابان وجامعة كولورادو بولدر، وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي). أي ان مهمة المسبار نجحت دون التعاون التطبيعي مع "اسرائيل"، ورغم ذلك: قبل أن توقع الإمارات اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، فإن شركة Group 42 الإماراتية وقعت مذكرة تفاهم مع شركتين إسرائيليتين هما "إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء" و"رافائيل أدفانسد سيستمز"، في 2 فبراير/شباط 2020 وذلك لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية: إن "مجموعة 42" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وقعت مذكرتي تفاهم مع شركة "رافائيل" للأنظمة العسكرية المتقدمة، و"إسرائيل" لصناعات الطيران والفضاء "أي آية أي". من هما الشركتان؟ - شركة "رافائيل": أُنشئت الشركة عام 1948، بقيادة الجنرال الإسرائيلي شلومو جير. و"رفائيل" هي اختصاراً لاسم "سُلطة تطوير الأسلحة"، وتتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية. يتولى إدارة الشركة عقيد سابق في الجيش الإسرائيلي يُدعى يوآف هار آفن، منذ عام 2016، ويعمل بالمصانع أكثر من 7500 مُهندس وفني، وفي عام 2013 وصلت مبيعات الشركة على المستوى العالمي إلى نحو ملياري دولار. وتصنع الشركة جميع الأسلحة الخاصة بالجيش الإسرائيلي، سلاح الجو والبحرية والمشاة، وأجهزة تجسس. - شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بدأت عملها في عام 1953، تنتج الشركة أنظمة جوية لكلا الاستعمالين العسكري والمدني، ويعمل فيها 16 ألف موظف. ومن أقسامها مجموعة "إلتا" للإلكترونيات، ومجموعة "ماتا" للمروحيات، وقسم "مالات" لبناء الطائرات دون طيار، وقسم الصواريخ والأقمار الصناعية، وقسم "إم إل إم" المتخصص في أنظمة الصواريخ، وقسم "رامتا" لصناعة الزوارق البحرية. وهذا ما نؤكد عليه انه مستنقع التطبيع الامني والعسكري الذي تغرق فيه الامارات. فما هي المبررات؟ لا تنفي الإمارات رغبتها في الحصول على التكنولوجيا الإسرائيلية في مجال الدفاع التي طورتها دولة الاحتلال لاستخدامها المتكرر في قمع الفلسطينيين، فالحكومة الإسرائيلية تستخدم تكنولوجيا الذكاء الصناعي لمتابعة وملاحقة الفلسطينيين، عبر نظم التعرف على الوجوه الموضوع في البوابات الإلكترونية التي تقطع أوصال الضفة الغربية، فتسهل على الضباط والجنود معرفة المطلوبين الفلسطينيين. كما تمتلك منظومة دفاعية للصواريخ والطائرات دون طيار لمواجهة التهديدات من قطاع غزة، وهو ما تحتاج إليه الإمارات بشدة لمواجهة منظومات الصواريخ غير المتطورة التي يطلقها اليمنيون الحوثيون، وهجمات إيرانية محتملة حسب( TRT عربي 9 نوفمبر 2020). والسؤال هو لماذا لا تنسحب الامارات من اليمن، ام ان الاطماع المشتركة مع الكيان الصهيوني هي التي تدفعها لذلك؟ ان المستفيد الاكبر من الحرب العدوانية على اليمن هو الكيان الصهيوني، فهي حرب تدمير لليمن التي تشكل تهديدا حقيقيا للوجود الصهيوني على ارض فلسطين خاصة انها تتحكم ببوابة البحر الاحمر المؤدية اليها. ولماذا تخشى من ايران، وبإمكانها القيام بعلاقات صداقة تنقلها الى حالة السكينة بدلا من حالة التوتر التي خلقتها لنفسها، بسبب انجرارها التطبيعي للموقف الاسرائيلي من ايران، ان الكيان الصهيوني لا يكترث للإمارات الا بمدى تنفيذها لمصالحه، واذا لم تدرك الامارات ذلك سوف تبقى تدفع ثمن تحقيق مصالحه. وحسب العين الاخبارية في 11/3/2021، فقد وقعت "إيدج"، مجموعة التكنولوجيا المتقدمة في قطاع الدفاع بالإمارات، مذكرة تفاهم مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، تستهدف تطوير نظام متقدم للدفاع ضد الطائرات المسيرة. وتتعاون "إيدج"، عبر شركتها الفرعية سيجنال، مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية عبر الاستفادة من حلول الشركة الإسرائيلية لأنظمة الدفاع ضد الطائرات المسيرة. ويتألف نظام الدفاع ضد الطائرات دون طيار من رادار متقدم وثلاثي الأبعاد، ونظام لجمع استخبارات الاتصالات، وتقنيات البصريات الكهربائية، مدمجة في نظام قيادة وتحكم موحد، وهو نظام مستقل تماماً لا يتطلب أي تدخل بشري. وقالت الشركة الإسرائيلية في بيان إن الشركتين ستعملان على تطوير نظام متقدم للتصدي للطائرات المسيرة ". وأكد أرئيل أبيتان، وهو أحد المؤسسين ومن أصحاب شركة "برسبيتو" الإسرائيلية، أنه "تم إنشاء العلاقة الأولية مع الاماراتيين قبل نحو عام، وفور التوقيع على اتفاقيات إبراهيم"، وأشار إلى أنه "حتى قبل ذلك، كان هناك اهتمام مشترك خلال المعارض والاجتماعات. وهذا تأكيد على التطبيع السري قبل التطبيع العلني في هذا المجال. وحسب دوبي أميتاي، رئيس قطاع الأعمال في "إسرائيل" ، في 18 سبتمبر2020، فإن المجالات التي ستوفر فرصاً للشركات الإسرائيلية بالاندماج، تتمثل في القطاع الأمني، وأن الصناعات العسكرية الإسرائيلية المتخصصة في إنتاج منظومات السلاح والتقنيات القتالية ستُمنح الفرصة الأكبر للاندماج في السوق الإماراتي، وضمنها الشركات المتخصصة في إنتاج منظومات الدفاع الجوي، تقنيات الفضاء، التحصينات والدفاع، والشركات السيبرانية، وجميعها كانت تقيم مع الإمارات منذ سنين عديدة، علاقات سرية وعن طريق طرف ثالث. ان "إسرائيل" تعاني من ازمة اقتصادية خانقة وقد زادت حدتها بسبب وباء كوفيد 19 وهي تراهن على تخفيفها بقطف ثمار التطبيع مع انظمة عربية ومنها الامارات. وتأتي المشاريع المشار اليها هنا، وتمويلها من الامارات لترفع الاعباء المالية عنها، وتخفف من الازمة المالية التي تعاني منها . كما ان الامارات تلعب هنا دور المورد بتسويق المنتجات الاسرائيلية، خاصة في المناطق التي يصعب على "اسرائيل" التسويق فيها، نعم الامارات اصبحت بوابة مفتوحة للاقتصاد الاسرائيلي للمرور الى المناطق الممنوعة من الدخول اليها.

انشر المقال على: